عميد الهلال يعلن إعتزاله بالدارالبيضاء مباشرة بعد انتهاء المباراة التي جمعت الرجاء البيضاوي بالهلال السوداني برسم الجولة السادسة من منافسات كأس عصبة الأبطال الإفريقية بنتيجة التعادل صفر لمثله، حتى إنتشرت إشاعة في أوساط الرجاويين تتحدث عن وجود إتفاق مسبق بين مسؤولين سودانيين ولاعبين رجاويين الغاية منه تأمين مرور الهلال إلى المربع الذهبي، وبرر أصحاب الإشاعة التي يروجها مسؤول بأحد المكاتب المسيرة السابقة للرجاء البيضاوي، تراخي لاعبين وإهدارهم لفرص سانحة للتسجيل وغياب روح المبادرة لديهما. وفضل اللاعبان المذكوران عدم الخوض في الموضوع واعتبراه محاولة لنسف ما تبقى من تماسك بين اللاعبين والمكتب المسير الحالي، فيما رفض مسؤول في مكتب حنات التعليق على الإشاعة واكتفى بالقول «إنها مجرد إشاعة». وانتقلت «المنتخب» إلى الفندق الذي أقامت فيه بعثة الهلال بالعاصمة الإقتصادية، وإلتقت المهندس أحمد آدم عضو مجلس إدارة نادي الهلال واللاعب السابق في الفريق السوداني الذي رافق الوفد الهلالي إلى الدارالبيضاء، وسألته عما قيل حول وجود محاولات مع لاعبين رجاويين من أجل تفويت نتيجة المباراة، فقال بنبرة غاضبة: «الهلال فريق له تاريخ عريق هو مؤسسة للروح الرياضية، لو كنا نريد شراء ذمم لاعبين لماذا انهزمنا في عقر دارنا أمام إنييمبا وفوتنا على أنفسنا فرصة إجراء مباراة استعراضية في الدارالبيضاء بدون ضغط، لا يمكن أن نصدق مثل هذه الشائعات المغرضة التي لن تنال أبدا من قيمة الهلال الذي يجسد المثال الحقيقي للروح الرياضية». ووجه المسؤول الهلالي سؤالا ل «المنتخب»: هل لاحظتم وجود تلاعب في أداء لاعبي الرجاء؟ قبل أن يجيب: «لاعبو الرجاء أهدروا منذ الدقيقة الأولى فرصا للتسجيل كانت ستجهز على حظوظنا، كما أن العارضة ردت محاولة حقيقية للمغاربة». وأضاف المهندس آدم قائلا: «المباراة التي تهمنا أكثر هي التي جرت في أبا، لقد كنا منشغلين بها أكثر من مباراة الدارالبيضاء». من جهته قدم فليكس رئيس نادي إنييمبا تطمينات للسودانيين قبل مباراة فريقه مع القطن الكامروني، ونفى في حوار مع صحيفة «كوون» السودانية وجود تلاعب في المواجهة: «لقد كنا نولي لهذه المباراة اهتماما متعاظما ونسعى لتحقيق الفوز فيها كما نفعل في كل المباريات، وبنفس الروح والحماس وليس من مصلحتنا التراخي لأن ذلك سيؤثر في معنويات لاعبينا وجماهيرنا وسيعرضنا للإتهام بالتواطؤ ونحن نادي كبير له إسمه وسمعته وتاريخه، وأنا كرئيس للنادي أؤكد لكم أن إنييمبا من المستحيل يدخل في هذه المتاهات، والفوز على القطن يجسد الوعود التي قدمناها لإخواننا السودانيين، إنييمبا لا يخسر على أرضه وبين جماهيره مهما كان حجم الفريق الذي يواجهه». أما مدرب إنييمبا فقد أكد عبر موقع النادي أن الإنتصار على القطن قد فند كل الشائعات، وأشار إلى أنه لو خسر فريقه فإن ذلك سيعطي انطباعا سيئا على النادي لدى الإتحاد الإفريقي: «من غير المعقول أن يخسر فريقنا على أرضه ووسط جماهيره، وهو الذي حقق انتصارات باهرة بغاروا وأم درمان ولم يهزمه أي فريق حتى الآن».. وأضاف أنه كان في حاجة إلى الإنتصار لرفع المعنويات قبل مباراته المهمة أمام هارتلاند في نهائي كأس نيجيريا واعتبر مباراة القطن خير إعداد لها». من جهة أخرى عاش وفد الهلال حالة من القلق في أعقاب المباراة التي جمعته بالرجاء البيضاوي، إثر القرار الذي إتخذه قائد الفريق هيثم مصطفي باعتزال كرة القدم، مما خلف حالة من التوتر في صفوف البعثة لا سيما وأن توقيت الإعتزال قبل خوض نصف نهائي كأس عصبة الأبطال ومكانه في الدارالبيضاء وليس الخرطوم، قد رفع درجة الغضب في أوساط الوفد السوداني الذي ظل يقيم في العاصمة الإقتصادية إلى يوم أمس الأربعاء قبل أن يشد الرحال عبر الخطوط الجوية الإماراتية التي أقلت الفريق إلى الخرطوم عبر دبي في رحلة شاقة. واعتبر الكابتن أحمد آدم القرار إنفعالي، وذكر أنه شخصيا عندما كان لاعبا إتخذ قرارا مماثلا إلا أنه تراجع بعد الجلوس مع الحكماء والعقلاء، بينما تسبب قرار هيثم في حالة من التوتر وسط اللاعبين لدرجة أن بعضهم رفض حتى مجرد التعليق. وتقاطرت على مقر إقامة الأهلي عشرات المكالمات الهاتفية من السودان، تدعو «البرنس» إلى إلغاء فكرة الإعتزال المعلن عنه في الدارالبيضاء، سواء من رئيس النادي أو رئيس ولاية الخرطوم، أو من فعاليات سودانية أجمعت على أن قرار الإعتزال وأد التأهيل إلى المربع الذهبي وصادر فرحة السودانيين.