ظلموني وحاربوني فكان الرحيل قدرا مقدرا الرجاء ستبقى في القلب للأبد وجمهورها سبب نجوميتي عاملوني بالإمارات بحفاوة جعلتني أتشبث بالتوقيع مهما كان الثمن مع وادوش والداودي سننافس مارادونا على الأضواء روجوا عني أكاذيب وإشاعات سممت محيط أسرتي كانت « المنتخب» أول من حاورته بعد حادث أكادير ثم عادت لتظفر بسبق نقل خبر سفره للإمارات ومنها نقل تفاصيل ضيافته عند النادي الذي اختاره، و«المنتخب» مرة أخرى تنفرد بسبق محاورة النجم الأول داخل الرجاء والفتى الملهم لعباد «المكانة» المايسترو الذي يهتف باسمه «صوت الشعب». ولأن الموهوبين عادة ما يكونون نشازا في أفكارهم كما هم إستثناء في إبداعهم، فقد ظل محسن متولي حديث الناس ووسائل الإعلام بمشاكساته كما بإبداعاته وهذه المرة زلزل محيط الرجاويين بحادث أكادير الذي كان القشة التي قسمت ظهر الأحلام وحملت الفنان بعيدا عن سرب النسور ليبدي عنادا منقطع النظير باختيار واحة الخليج وبالضبط الإمارات فضاء لإقلاع جديد. في أجرإ حوار لمتولي، يكشف الفتى الذهبي أسرار الرحلة، تفاصيل المقالب و أحاسيس ما بعد الإحتراف ومن أساء إليه ولماذا؟ متولي يفتح قلبه حصريا «للمنتخب» بتفاصيل دقيقة تمتد لمدار حياته الخاصة.. تابعوا ولن تملوا.. - المنتخب: وأخيرا حللت بالمغرب بعد مسلسل هوليودي، هل لك أن تقربنا من تفاصيل خطوة التنقل للإمارات و الزوبعة التي أثرتها خلفك؟ محسن متولي: كنتم على اتصال دائم بي ومعه قررت أن تكون خرجاتي مدققة ومعبورة بعد مسلسل استهداف وتضييق أشعرني بكثير من الألم، وقلت لك حينها أن الخير فيما اختاره الله، لأنني حين قررت التنقل لأكادير للإعداد رفقة الرجاء فقد كنت حريصا على أن أكون فردا من طاقمه ولم أضع في اعتباري أن أكون اليوم لاعبا في الفريق الإماراتي.. حين ندقق بعض الأحيان في تصاريف القدر فإنه يمكننا أن نتوصل لحقائق مطلقة ملخصها أن الله سبحانه وتعالي قادر على إنصاف عباده ولو بعد حين.. الحمد لله مر كل شيء على ما يرام وأنا أقسمت ألا أعود قبل التوقيع لهذا الفريق وهذا ماحدث. - المنتخب: معنى هذا أنك لجأت لخيار القبضة الحديدية لفرض الأمر الواقع باحترافك، ألم تكن هناك من طرق أخرى للإحتراف؟ محسن متولي: لا، ليست قبضة حديدية أنا لاعب مرضي، لأنني كافأت فريقي بنفس الطريقة التي احتضنني بها، لقد جلبت للرجاء موردا ماليا محترما هو أحوج له كما أني بحاجة لفضاء جديد كي أتنفس هواء نقيا.. كان مستحيل أن أواصل رفقة الرجاء بعد الذي حدث بأكادير وقبله بباماكو وقبله بأنغولا، في لحظة ما وأن عائد من معسكر أكادير محبطا ومدمرا رفعت يدي وأنا في القطار بين مراكشوالبيضاء وقلت «الله يأخذ الحق» وكنت أدرك أني مظلوم ولم يخب ظني.. من الإمارات كنت صريحا وأنتم نقلتم خطابي الذي وجهته للسيد حنات الذي هو في مرتبة الأب ألتمس منه أن يتركني أكتشف هذه التجربة وأن لا يعرقلها لأني لم أكن أرى نفسي مجددا في مركب محمد الخامس لو لم تتوج المفاوضات بشكل جيد لكان اليوم هنا متولي بجسده لا بروحه. - المنتخب: من اتصل بك ليخبرك أن كل شيء على ما يرام وعلى أنك نجحت في توقيع أول عقد احترافي لك؟ محسن متولي: إنه وكيل أعمالي الأخ عزيز الشافعي الذي كان صراحة نعم الأخ لي في الديار الإماراتية، لقد تحمل كل الضغط في المفاوضات وأمن لي الإقامة على أعلى مستوى، والأيام العشرة التي كنت خلالها هناك هو من منحني مصروف الجيب، أكشف هذه الأسرار للتأكيد على أنني تنقلت إلى هناك بشكل لم أكن أدرس تبعاته ولا ما يمكن أن أصادفه من تأخير أو عراقيل، هو أول من أخبرني أن رئيس الرجاء ومعه السيد أوزال باركا الإنتقال وكل شيء تم بنجاح. - المنتخب: ما هو إحساسك لحظتها؟ محسن متولي: لقد سجدت لله فرحا وصليت ركعتين حمدا لله وشكرا، وهنا دعني أقول لك شيئا أنني شخص مواظب على أداء فرائض ديني وعلى رأسها الصلاة على عكس ما روجوه حولي، لقد تفاجأت وأنا في الإمارات بمن يسألني عن صحة الإدعاءات التي تمس شخصي وسمعتي، هل أنا مدمن كحول؟ هل أنا شخص مشاغب؟ وهل أنت لاعب غير سوي في تصرفاته؟ أسئلة كثيرة وجدت أعضاء داخل نادي الإمارات يسألوني بخصوصها وفي أعينهم نظرة عطف غريبة لأن التقرير الذي وصلهم حولي كان أسودا وهدفه قطع الأرزاق. - المنتخب: من المستفيد من ترويج أشياء من هذا النوع بخصوصك؟ محسن متولي: أنا الآن في لحظة انتشاء باللحظة، أحمد الله على أنه أنصفني وأترك كل من أساء إلي لضميرهم، إن كانت سمعتي زفتا كما يقولون فهناك من زاد درجة الإثارة حولها، وإن كنت أصر على براءتي من المنسوب إلي فإن المعنيين باستهدافي يدركون صدق أقوالي. - المنتخب: لنستعيد معك شريط الأحداث من لواندا، حيث ركلت الحكم، ولباماكو وحادث الغرفة في الفندق إلى أكادير والإصطدام مع فاخر، كيف تترافع حول الوقائع الثلاث؟ محسن متولي: قلت لك أني في لحظة انتشاء وفرحة باللحظة وأنت تصر على استعادة شريط الألم معي، إن كان ذلك يهم الرأي العام وجماهير الرجاء فأنا سأحكيه وثقتي كبيرة في «المنتخب» على أنها ستتكفل برواية صادقة على لساني، بلواندا أنا من ضربت الحكم في ردة فعل تترجم حجم من يشعر بالظلم، لقد عبرت عن عميق إستيائي من قرارات حكم لم يقدر معنى أن تتنقل ل 17 ساعة في الجو و يقتلك بقرارات من الزمن الظلامي الغابر. بباماكو أقسم على أنني بريء من المنسوب إلي الفتيات اللائي صعدن لغرفتي، لست أنا من طلبهن للغرفة هناك لاعب آخر دلهم على مكان تواجده معي في نفس الغرفة لأخذ صور وأوتوغرافات وخلالها أنا من تركت باب الغرفة مدلفا ومفتوحا واستقبلت فاخر وأديت الفاتورة وأقررت بخطيئتي، أما حادث أكادير فقلت لك أنه رب ضارة نافعة وهو من فتح أمامي طريق الفرج دون أن أتعمد، ولقد حكيت عبر منبركم ما يكفي بخصوصه.. لا أعتقد أن هذه الأشياء تضعني في مصاف المارقين؟ - المنتخب: هل تعتقد أن هناك من كان يغريه توريطك في زلات من هذا النوع؟ محسن متولي: هذا لا أشك فيه وأملك بيانات بهذا الخصوص، صدقني حتى وأنا في الديار الإماراتية فقد كان هناك من لم يسعد لخطوة إحترافي وقدم الغالي والنفيس لتقديم إستشارات تسيء لي، تعلمت الكثير من الدروس وهذا يكفيني و توصلت لحقائق صدمتني ولا أظن أن الفاتورة المكلفة تشعرني بالألم، فقد هربت بجلدي في نهاية المطاف، ولولا أن زوجتي مشبعة بالثقافة الغربية وإبنة ناس لكان اليوم عش الزوجية قد تحطم. - المنتخب: كيف كان استقبالك هناك، وهل سار التفاوض بالشكل المرضي لطموحك؟ محسن متولي: لقد ذهلت لحفاوة الإستقبال والتقدير اللذين وجدتهما في انتظاري، أدركت حينها أن الله قادر على مكافأة كل مجتهد وأن ثمار الجهد الذي بذلته هنا لصناعة إسم متولي لم تضع هباء منتورا.. التفاوض كان إحترافيا أنهوا الشق المتعلق بمطالبي دون عسر وبعدها تنقلوا للدار البيضاء لاستكمال الشق الخاص بالرجاء، وهذا دليل على تقديرهم لي. - المنتخب: ألم تتخوف من مطالب الرجاء التي فاقت في البداية عرض الإمارات؟ محسن متولي: فعلا، ولقد إتصلت من هناك بالحاج حنات وقلت له أن يضعني في نفس صورة واحد من أبنائه وهو يفوض مبعوثي الفريق، قلت له أن صفقتي على شكل إعارة وعلى أنني إبن الرجاء حتى النهاية وعلى أنني وفرت للفريق مبلغا محترما يعادل ما وفره نجدي الذي انتقل بشكل نهائي.. أوصلت له رسالتي وقلت له لا تجعل رقما ماليا بسيطا يحكم على مساري بالإعدام، وأشكره في نهاية المطاف على تفهمه وليونته. - المنتخب: هذه أول تجربة احتراف في مسارك، ألا تتخوف من إرهاصاتها خاصة بعد المخاض العسير الذي اجتزته؟ محسن متولي: رأس مالي الأوحد هو ثقتي بالنفس وهو ثقتي في قدراتي، لدي إصرار غريب وكبير على الإنتصار لنفسي وملكاتي الفنية قبل أي شيء ولا شك يساورني في هذا الصدد وسيكون النجاح حليفي بإذن الله خاصة وأن هناك من سيرافقني في رحلة الحلم هاته. - المنتخب: من تقصد بقولك؟ محسن متولي: لقد وقفت هناك على شعبية نبيل الداودي الجارفة والحب الكبير لجماهير النادي له، لقد مثل المغرب أحسن تمثيل وهذا رفع حجم الضغط لدي لأكرر ما فعله، وسنشكل ثلاثيا ذهبيا يصنع للفريق مجدا كبيرا ويجعل اللاعب المغربي مثار إعجاب وتقدير هناك.. قلت لك ثلاثيا لأن أخبارا طيبة وصلتني عن إلتحاق جواد وادوش بنا وهذا يضاعف نسب النجاح، كما يوجد عامل آخر لتحفيزنا هناك. - المنتخب: ما الذي تعنيه بهذا العامل، هل هي ظروف الممارسة؟ محسن متولي: فعلا فهي كذلك، فحين ينتقل اللاعب من سقف 5000 درهم شهريا لما فوق 150 ألف درهم فعليه أن يسخر كل طاقاته لكرة القدم وفريقه هذا أولا، أما العامل الذي قصدته فهو تواجد أسطورة من طينة مارادونا هناك رفقة فريق الوصل، صدقني سننافس هذا اللاعب الأسطوري الذي يستحوذ على الإعجاب هناك لنسرق منه أضواء التألق بالعطاء فوق المستطيل الأخضر. - المنتخب: ألم تتخوف من ردة فعل جماهير الرجاء على موقفك المتشبث بالإحتراف وبأي ثمن؟ محسن متولي: لم أضع في اعتباري هذا الشيء، لأنني تلقيت بعد حواري معكم اتصالات مكثفة من جماهير الرجاء كلها تعاطفت مع وضعيتي وكلها أبدت سعادتها بخطوة إلتحاقي بعالم الإحتراف، لقد تابعت من هناك مباراة القطن الكامروني وتأسفت للتعادل وكنت أتمنى الفوز للرجاء الذي سيظل في القلب للأبد، أما جمهور الخضراء فهو من صنع نجوميتي ولن أنكر فضله أبدا وله كل التقدير مني. - المنتخب: إن سألتك لمن تدين بالفضل في بلوغك المستوى الذي أهلك لولوج أول محطة إحترافية فمن تحدد؟ محسن متولي: أخشى أن أكون ظالما بتقديراتي وتصنيفي، لكني متأكد أن محمد فاخر هو صاحب الفضل في استعادتي لمستواي وعلى عكس ما يظنه البعض فأنا لست على خلاف معه، لقد كانت تجمعني ساعات طوال به بعد الحصص التدريبية فهو من أهلني للعب بعد غياب ل 6 أشهر كان من الممكن أن يأتي ويترك لاعبا عاطلا ليلعب على شكل إعارة مع أي فريق، لكنه آمن بقدراتي وحتى بعد حادث أكادير هاتفته وكتبت له رسالة نصية وقلت له أتأسف كثيرا عما بدر مني وأنت ملهمي الأول، هناك روماو أيضا الذي صقل بعضا من موهبتي والأب الروحي هو رشيد البوصيري الذي كان يقول لي دائما إبق صامدا مثل الجبل فاحترافك وشيك ووكيل أعمالي الذي استمات لأجل ربح رهان إنتقالي. - المنتخب: روحك المرحة الممزوجة ببعض المزاجية والتهور من أين استمدها محسن؟ محسن متولي: أنا إبن درب السلطان والجميع يعلم أن هذا الحي أنجب عباقرة وموهوبين وفنانين كبارا، هناك أشخاص عاشروني و أكدوا لي استغرابهم لما يروج عن شخصي بعد أن قارنوه بحقيقة تصرفاتي، لا أظنني شخصا شريرا، فقد ربتني الحاجة حبيبة على خصال احترام الآخرين مهما أساؤوا لي. - المنتخب: هددت في لحظات ما باللعب للوداد، هل كان ذلك رد فعل تجاه ظلم ذوي القربى؟ محسنة متولي: لم أهدد، ولو أردت اللعب للوداد لما ترددت ولما اعتبر ذلك جريمة، لأن أصول الإحتراف تقول بهذا وكم من لاعب سبقني للتجربة، كل ما هنالك أن عروضا تلقيتها من هذا الفريق ورحبت بها ومع ذلك أبديت وفاء بلا حدود لفريقي الرجاء. - المنتخب: تزوجت وأنجبت مؤخرا، ما الذي تغير في متولي الأب؟ محسن متولي: قلت لك أن التهم المروجة حولي كان من الممكن أن تنهي مستقبلي الكروي كما كان من الممكن أن تدمر أسرتي لولا أني تزوجت من سيدة فاضلة تربت بأوروبا وكندا وتفهمت وضعيتي كلاعب ونجم، وهي صاحبة فضل في استقراري ورعايتي المعنوية، أما بنتي دينا فلقد بلغت مؤخرا شهرا وأعتبرها مصدر رزق وفألا حسنا على أبيها لأن أشياء كثيرة تغيرت مع مقدمها، أنا الآن أكثر نضجا واستقرارا وحفاظا على هدوء بيتي وصفاء الأجواء المحيطة بي و(شلة السوء) زالت من خارطتي. - المنتخب: كسؤال أخير متوالي، ألا تخشى من أن يبعدك الإحتراف الخليجي نهائيا عن المنتخب الوطني؟ ورسالتك المفتوحة كيف تقدمها لقراء «المنتخب»؟ محسن متولي: دعني أقول لك أن مقاييس تحديد لاعبي الفريق الوطني تشعرني في واقع الأمر بكثير من الإحباط، لقد كنت في فترة من الفترات أفضل لاعب بالبطولة ومع ذلك لم تشملني الدعوة وشملت آخرين، لا يهمني الأمر كما لا أعتقد أن الخليج الذي يستقطب الآن نصف تشكيلة الفريق الوطني هو مقياس لدفن الموهبة أو الحكم بالإعدام على الطموح، إذا أرادني غيرتس سيسعى خلفي بعد تأكيد نفسي حتى ولو كنت أينما كنت. رسالتي لجمهور الرجاء وقراء «المنتخب» هي أن لا تبنوا أحكاما سيئة على متولي، يكفيه ما ناله من ظلم، شخصيتي الطيبة جعلتني محل أطماع من كثيرين، صحيح إرتكبت أخطاء وحماقات وقدمت اعتذاري واليوم أتمنى مساعدة متولي المحترف ليبدأ مساره الجديد كمحترف على الوجه الصحيح. حاوره: منعم بلمقدم بطاقته: الإسم الكامل: محسن متولي تاريخ الإزدياد: 3 مارس 1986 المركز: وسط هجومي النادي الحالي: الإمارات الإماراتي ناديه السابق: الرجاء البيضاوي رقم القميص: 5 (معجب بزيدان) حالته العائلية: متزوج وأب لدينا عدد الأشقاء: 5 (3 بنات وشقيقين) أصغر أشقائه الأندية التي لعب لها: الوداد – اتحاد تواركة - الرجاء ألقابه: بطولتان للمغرب (20082009) ( 20102011) الهواية: السباحة - الأنترنيت - الأسفار النادي المفضل: برشلونة اللاعب المفضل عالميا: مارادونا اللاعب المفضل محليا: عمر النجاري الأكلة المفضلة: الدجاج بالبطاطس والزيتون (طاجين مغربي) أفضل مدرب: محمد فاخر