سيموني يتحدث معي باستمرار وأنتظر نهاية الموسم لتحديد مستقبلي تعلمت الكثير من كورتوا وأرانانزوبيا وللإحتراف مذاق خاص بالأتلتيكو هدفي الدفاع عن قميص المنتخب ب «الكان» ولا أريد بيع الوهم لأحد الوداد ستظل دوما في قلبي ومشاكله اليوم تؤلمني كثيرا لم نفوت فرصة الزيارة التي قمنا بها لإسبانيا دون الإلتقاء بالحارس الدولي المغربي ياسين بونو الممارس حاليا في أتلتيكو مدريد، والذي فتح قلبه لنا للحديث عن مجموعة من المواضيع أولها إنخراطه في تشكيلة الأرجنيتي سيميوني وما شابها من مد وجزر، وثانيها أهدافه المستقبلية، وثالثها رهاناته مع المنتخب الوطني المغربي. مواضيع مهمة تعرضنا لها مع الوديع بونو بمعقل الأتلتيكو إليكم مختصرها في هذا الحوار الحصري. المنتخب: بداية ياسين مع إقتراب نهائيات كأس إفريقيا للأمم الكل يتساءل عن عدم حضورك على الأقل رفقة الفريق الأول لأتلتيكو مدريد وإقتصارك على الفريق الرديف؟ بونو: كما يعلم الكل أتلتيكو مدريد ليس بالفريق السهل والمستوى الذي بلغه هذا الموسم بحضوره الجيد في عصبة الأبطال الأوروبية وبمنافسته على لقب الليغا الإسبانية يجعل من حراسة عرينه أمرا صعبا للغاية، فتواجد حارس من حجم البلجيكي كورتوا وحارس بمرجعية وخبرة أرانزوبيا يجعل المنافسة قوية، لكن هذا لا يعني أنني لا أتوق لأظهر في مباريات الليغا الإسبانية التي تحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة فأنا أتدرب باستمرار لأصل إلى المستوى الذي يؤهلني لحراسة عرين الروخيبلانكوس. المنتخب:هناك من يقول كان من الأفضل لك البحث عن فريق آخر يضمن لك الرسمية أو البقاء بالوداد لتكون بكامل الجاهزية والتنافسية لحراسة مرمى الفريق الوطني في كأس إفريقيا للأمم ؟ بونو: لست متفقا مع هذا الطرح، داخل أتلتيكو مدريد تعلمت أشياء كثيرة، سواء تعلق الأمر بنظام ومنهجية التداريب أو الطريقة الأسلم للرفع من المهارات، صراحة إستطعت في ظرف وجيز التأقلم مع الأجواء وأنا متأكد أنني سأحرس مرمى الفريق الأول للأتلتيكو يوما إذا ما طال بي المقام بمدريد. لا أفهم الطريقة التي تفسر بها الجاهزية وهي المفردة التي تتردد كثيرلا عندما يتعلق الأمر بشخصي، أنا ألعب حاليا كل المباريات رفقة الفريق الثاني والذي لا يقل مستواه عن الأول وحضرت رفقة الفريق الأول هذا الموسم 14 مباراة ما بين البطولة والكأس كحارس ثالث، وعند حضوري رفقة المنتخب الوطني سأثبت أنني قادر على الإستماثة في الدفاع عن القميص الوطني خاصة وأنني تدرجت في مختلف الفئات من الفتيان للشبان ثم الأولمبي فالفريق الأول. المنتخب: ألا تخشى المنافسة على مكانك رفقة الفريق الوطني، خاصة في ظل عدم إتضاح الرؤية بخصوص الحراس الذين ستوكل لهم مهمة حماية عرين المنتخب في الكان القادم؟ بونو: حضرت مع المنتخب المغربي في أكثر من مباراة وأنا لا أخشى أي منافسة، إكتسبت من التجربة مايكفي وسأواصل الإجتهاد في التداريب حتى أنال فرصتي كاملة مع الفريق الوطني. كأس إفريقيا سنلعبها ببلادنا وأتمنى أن أكون الحارس الرسمي، صحيح أن ذلك ليس أمرا سهلا، لكن صدقني سألعب من أجل تبليل القميص الوطني، لأنني فخور بمغربيتي وأريد أن أقدم كل ما أملكه لوطني الغالي وأن أسهم مع زملائي في طبع ذاكرة المغاربة خلال هذا الإستحقاق القاري. المنتخب: هل يتحدث لك من وقت لآخر المدرب دييغو سيميوني أم أنه منشغل فقط بالفريق الذي يمضي على موسم خرافي؟ بونو: تحدث معي في أكثر من مناسبة، إنه مدرب محترف ولا يهمل أيا من لاعبيه، وأنا أحترم القرارات التي يتخذها والفريق معه يقدم هذا الموسم كما قلت وكما يتردد على كل الأسنة موسما خرافيا أتمنى أن ينتهي بحصولنا على الألقاب. المنتخب: اليوم ومع إقتراب الموسم الكروي من نهايته، هل قررت البقاء مع أتلتيكو مدريد، أم أنك ستغير وجهتك بحثا عن فضاء أرحب للعب كرسمي؟ بونو: لم أحسم بعد مستقبلي، كما قلت دائما أنا لاعب محترف وأرتبط بعقد ساري المفعول مع إدارة أتلتيكو مدريد لغاية 2017، ولن أتسرع في إتخاذ أي قرار، بعد نهاية الموسم سألتحق إن شاء الله بالفريق الوطني لأخوض رفقته معسكر البرتغال وبعد ذلك سنرى ما سيحدث. المنتخب: تشكيلة المنتخب المغربي عرفت العديد من التغييرات بعدما تعاقب على تدريب الفريق الوطني كل من غيرتس، الطوسي وبنعبيشة، أكيد أن ذلك لا يخدم كثيرا مصلحة الفريق الوطني ولا يساعد على الإستقرار الذي هو الوجه القوي في عملة النجاح؟ بونو: صحيح أن المنتخب الوطني المغربي شهد العديد من التغييرات ذات طبيعة تقنية، لكن كل المسؤولية ستوضع أمام الناخب الوطني المقبل الذي لن تكون مهمته سهلة، وأكيد أنه سيكون مطالبا ببذل مجهود كبير من أجل إيجاد تشكيلة قارة وتوليفة من اللاعبين المنسجمين القادرين على خلق الفارق في سياق زمني دقيق يتطلب بحسب رأيي قدرا عاليا من المهارة والحذاقة. المنتخب: لكن صراحة ياسين، ألا ترى بأن ضيق الوقت وقصر مدة التحضير لا يخدمان بتاتا مصلحة الفريق الوطني؟ بونو: صحيح ينتابنا كلاعبين بعض الخوف من قصر مدة التحضير، لكن هذا لن يمنعنا من ضرورة تقديم أفضل ما نتوفر عليه من إمكانيات من أجل الظهور بصورة إيجابية في نهائيات الكان التي نلعبها ببلادنا وأمام جماهيرنا، وسيكون هناك متسع من الوقت للتحضير وللعب مبارايات تحضيرية بينما تكون المنتخبات الأخرى منشغلة بالتصفيات. المنتخب: والجمهور المغربي بدوره لن يرحمكم في حال الإخفاق؟ بونو: صدقني لا يجب أبدا التفكير في الإخفاق ولو أنه ممكن، كلاعبين نريد أن نطرد من تفكيرنا مثل هذه الأشياء لنحتفظ لأنفسنا بأكبر قدر من التفاؤال الذي يعطي في النهاية شحنات من الثقة. نحن من يستضيف النهائيات، علينا أن نلعب من أجل الجمهور المغربي الذي سيكون حتما وراءنا داعما ومحفزا بلا حدود لبلوغ الهدف إن شاء الله، أكيد أن المهمة لن تكون سهلة لكنها بالمقابل ليست مستحيلة، نحن متأكدون من ذلك. المنتخب: الحارس محمد أمسيف بدوره فقد رسميته مع فريقه أوغسبورغ ولم يعد يلعب كأساسي لشهور، ما يعني أنه من الصعب أن ينافس بدوره على مكانته داخل الفريق الوطني؟ بونو: بداية أتمنى لأمسيف حظا موفقا سواء مع فريقه أو مع المنتخب الوطني، هو حارس شاب له من القدرات الفنية والذهنية ما يساعده على تجاوز أي مطب هو من طبيعة أي مشوار كروي إحترافي في المستوى العالي ، وأكيد أنه سيقول كلمته مع الفريق والدليل ما قدمه في آخر مباراة له مع المنتخب في أبيدجان الإيفوارية. المنتخب: حدثنا ياسين عن نمط حياتك هنا في إسبانيا وبالضبط في العاصمة مدريد التي تختلف كثيرا عن باقي المدن الإسبانية؟ بونو: مدريد كما يعرف الجميع مدينة جميلة، كلما سنحت لي الفرصة أقوم بالتجول فيها، بالرغم من أنني لا أملك وقتا كافيا لذلك، فمباشرة عندما أعود للبيت أخلد للنوم، وأرتاح لمباشرة تداريب اليوم الموالي، فعالم الإحتراف يتطلب تركيزا كبيرا وطاقة متجددة لمواجهة التداريب اليومية الشاقة وأنا شخصيا أحرص على أن أتهيأ ذهنيا وبدنيا للحصص التدريبية التي هي المجال الوحيد لقياس مدى إستجابة اللاعب لمتطلبات المباريات، قطعا لا أريد أن يظهر علي اليأس أو الملل من البحث عن الرسمية، لذلك أحرص بعد التداريب والمباريات أن أخلد للراحة في بيتي. المنتخب: بحضورك رفقة أتلتيكو مدريد قلبت القاعدة، أعني أنك من الحراس الذين تمكنوا من الإنتقال من المغرب صوب أوروبا وهذا ليس سهلا في حد ذاته؟ بونو: هذا صحيح، لكن صدقني لن أرتاح إلا عندما أقبض على رسميتي رفقة الفريق الوطني وأنا أبذل من الجهد ما يمكنه أن يعطيني هذا الشرف باستمرار، فكورتوا قد يعود لتشيلسي، وبعدها ستتضح العديد من الأمور، يجب أن أنهي موسمي على أعلى مستوى وبعدها التركيز على الفريق الوطني الذي لم يحالفني الحظ للمشاركة معه في المباراة الودية الأخيرة أمام منتخب بوركينافاصو، وأعد الجمهور المغربي بأنني سأكون عند حسن ظنه في المرحلة المقبلة. المنتخب: هناك من يقول أن إستضافة المغرب لنهائيات كأس إفريقيا للأمم سيمهد للاعبي الفريق الوطني الحصول على اللقب؟ بونو: أبدا لست متفقا مع هذا الطرح، لأن الأمور تحسب وتقيم بطريقة مختلفة وعلى أرضية الملعب وليس على الورق، والدليل أن فريقي أتلتيكو مدريد الذي يلعب على لقب البطولة الإسبانية يؤكد مدربه أن الملعب وحده هو ما سيتحم في المصير. يجب أن لا نبيع الوهم للجمهور المغربي ونؤكد بشكل قطعي أننا سنفوز باللقب وبعدها نحضر بنتائج متواضعة، المنتخب إن أراد تحقيق الإنتصارات والنتائج الإيجابية عليه أن يلعب بروح عالية وأن يسود الإنسجام جميع مكوناته وأن يتحدى نفسه. المنتخب: لنعرج بك للحديث عن فريقك الوداد، ما رأيك في المشاكل التي يعيشها حاليا؟ بونو: الوداد فقد بوصلته منذ بداية البطولة والفريق لم يقدم أداءا في المستوى منذ الوهلة الأولى، يعني أن مؤشرات الإخفاق ظهرت من البداية ورغم ذلك فوداد الأمة فريق كبير يمرض ولا يموت، وبجمهوره الكبير هو قادر على العودة للواجهة . المنتخب: أنت متفائل إذن بإمكانية عودة الوداد للواجهة في المرحلة المقبلة؟ بونو: متأكد، لأنه لا يأس مع الحياة ومع فرق بمرجعية الوداد، شريطة أن يذهب تفيكر البعض بعيدا غير الفوز على الرجاء في الديربي، فالفوز بلقب البطولة يتطلب تضحيات ويتطلب روحا جماعية عالية وكثيرا من نكران الذات وكما يقال تباشير الموسم الجيد تظهر من أول دورة. المنتخب:كلمة أخيرة لقراء «المنتخب»التي تستضيفك في إسبانيا؟ بونو: أشكركم على هذا الإهتمام وأقدر الخطوة التي قمتم بها ف»المنتخب» نشعر بها دوما إلى جانبنا، وأتمنى صادقا أن يساعدنا الحظ لنكون إن شاء الله بأحسن حال في نهائيات كأس إفريقيا للأمم ولتكونوا جميعا على ثقة أننا كلاعبين في مثل هذه المناسبات لا نفكر إلا في إسعاد المغاربة وسنبذل ما نستطيعه من مجهودات لإنجاح هذا الرهان التاريخي. موفد المنتخب إلى إسبانيا: أمين المجدوبي