القرش فجرها والعصبة زكاها موقوف أم غير موقوف تناقض المواقف والصفوف؟ خروج مائل آخر ومبكر من خيمة القرارات، ومرة أخرى يثار الغبار واللغط وقد كان بالإمكان أفضل مما كان، في قصة فوزي البنزرتي والضجيج والبوليميك نتيجة لتدبير فيه الكثير من المؤاخذات على ملف كان بالإمكان معالجته بشكل أكثر حكمة واحترافية. أصل القصة بل محور الرئيس هو التونسي فوزي البنزرتي، والذي كانت لجنة التأديب التابعة للجامعة قد عاقبته ب 6 مباريات نافذة وغرامة مالية في الموسم قبل المنصرم لما كان مدربا للوداد في مباراة نصف نهائي كأس العرش أمام المغرب التطواني، وقد كانت آخر مباراة له رفقة الفرسان الحمر، ليغادر بعد نهاية الموسم، وقد توج بلقب البطولة ويختار مثل عادته التدريب في بلاده نادي المنستير قبل أن يعيده الرجاء لمسرح بطولتنا هذا الصيف. عاد البنزرتي وقد أثار الإعلام بل نبه لإشكال العقوبة إياها، ولا أحد أصغى السمع ولا تجاوب سواء من الأجهزة الوصية على القرارات التأديبية أو من جانب الرجاء نفسه في استباق للبلاء قبل وقوعه مثلما نقول. فلا الجامعة نبهت كتابة وبالتحرير الخطي، إلى أن الرجاء جلبت مدربا تسري عليه عقوبة ما، وما إن كانت قد سقطت بالتقادم لغيابه عن مشهد البطولة لموسم واحد أم لا؟ ولا العصبة الإحترافية في حلتها الجديدة وهي المكلفة بتدبير ورش البطولة، ظهرت لتقدم لنا موقفها من تواجد الشيخ التونسي في كرسي احتياط الرجاء، أم أنه مصادر وممنوع من ذلك لسريان ذات العقوبة لغاية يومنا هذا؟ ولا الرجاء بادرت لتتحلل من الشبهات لتراسل الجهازين معا وتطلب منهما ردا كتابيا أو ترخيصا محررا بالتوقيع الرسمي يخبرها إما أن البنزرتي ما يزال معاقبا أو أن العقوبة سقطت بغيابه لموسم واحد عن مشهد البطولة؟ فما حدث بعدها؟ الذي حدث كان قمة العبث والهواية، سيظهر البنزرتي في مباراة ناديه أمام أولمبيك آسفي، وسيتقدم مسؤولو القرش باعتراض تقني بعد بداية المباراة احتجاجا على تواجد مدرب موقوف في كرسي بدلاء الرجاء، وبعدها ستأتي الدورة الثانية ليتغيب المدرب الذي كان حاضرا في أول مباراة وناديه واثق من سلامة موقفهما ونهاية فترة التوقيف، ليتغيب ويتابع النزال أمام اتحاد تواركة من المنصة الشرفية بعدما اعترف وبلسانه أنه أبلغ ساعات قبل المباراة أنه ممنوع من التواجد في كرسي الإحتياط لأنه معاقب وموقوف. أليس عبثا كل هذا؟ غير موقوف في الدورة الأولى في حالة شك وشبهة في الدورة الثانية ومعاقب رسميا بداية من الدورة الثالثة؟ ففي الوقت الذي أكدت فيه اللجنة التأديبية التابعة للجامعة وهي تعلل قرارها، أن العقوبة سقطت بالتقادم نتيجة لغياب البنزرتي عن البطولة الإحترافية في الموسم التالي لمعاقبته، والقانون يقول أن العقوبات سريانها يستمر للموسم الذي صدرت فيه والذي يليه ولم يعممها على باقي المواسم وكل هذا بلسان رئيس اللجنة، ستظهر العصبة الإحترافية لتزيد الخل حموضة وتناقض في الشكل والمضمون والحكم هذا القرار، وتؤكد أن البنزرتي ممنوع من التواجد في مباريات ناديه لست دورات، وسريان العقوبة الفعلي ينطلق من الدورة الثالثة لغاية الدورة التاسعة، أي أنه لن يتواجد في الديربي أمام ناديه السابق وهو القصد من التعاقد معه، أي أن البدراوي إنما استقدمه إلا ليفرمل سيطرة الغريم. أليس عبثا أن تظهر العصبة الإحترافية متأخرة وقد خرجت من عارها لتؤكد أن العقوبة سارية في الزمان والمكان، لكن بتجاهل ظهور البنزرتي في الدورة الأولى أمام أولمبيك آسفي وتعلن سريانها بأثر فوري، رغم أن القاعدة القانونية مثلما قال بلقشور واضحة، وهو أن العقوبة لا تسقط إلا بعد انصرام 3 سنوات على إصدراها وليس عاما واحدا مثلما عللت اللجنة التأديبية التابعة للجامعة؟ أليس عبثا لأن القانون له قاعدة تقول بسريانه في هكذا حالات بأثر رجعي، ومن تم استغل أولمبيك آسفي الوضع ولجأ لاستئناف الحكم، وعاد ليطالب بنقاط مباراته أمام الرجاء وهدد بالتصعيد لغاية الطاس. العبث وكل العبث أن يروج للبطولة على أنها رائدة إقليميا وقاريا، لكن قرارات مثل هذه والتي تعيد للأذهان مشاهد بئيسة سابقة بتأخر اتخاذ القرارات والأحكام أو التهاون فيها، إنما يسيء فعلا لهذه البطولة لأنه يفترض أن لها ترسانة قانونية تحصنها وترسم لها خارطة الطريق. لو يلجأ المسفيويون للطاس فحتما سيضعون بيض هذه البطولة برمته في «الطاس»، ولن تتوقف الأمور عند نازلة «البنزرتي – غيت».. فليس هكذا تورد الإبل وما هكذا يتقدم الإحتراف؟».