هل يقتفي خطوات نايف أكرد؟ إنتقل أشرف داري مدافع الوداد لنادي بريست الفرنسي في تجربة أوروبية جديدة في مشواره الكروي، حيث كان متوقعا أن يغادر القلعة الحمراء بعد تألقه وحصوله على مجموعة من العروض القوية، والأكيد أن هذه التجربة جاءت في الوقت المناسب، حيث يتمنى داري أن يلقى النجاح في أوروبا وأن لا يعود سريعا مثلما فعل مجموعة من اللاعبين الذين لم يقدروا على مواجهة الإحتراف الأوروبي. نضج مبكر من يقف على مشوار داري سيتهيأ له أن اللاعب متقدم في السن، لكنه بالكاد يبلغ من العمر 23 عاما، أكملها في شهر ماي الأخير، وقد جنى داري ثمار تألقه المبكر وحصوله على فرصة الرسمية في سن لا يتجاوز 20 عاما، بدليل أنه خاض نهايتين على مستوى كأس عصبة أبطال إفريقيا، الأولى كانت أمام الترجي التونسي عام 2019 والثانية هي الأخيرة التي توج بها الفريق الأحمر باللقب في هذه النسخة أمام الأهلي المصري. ولم تكن هذه الفرص والمواسم القوية التي خاضها، ضربا من ضروب الصدفة، بل هي نتاج عمل كبير ومضني للاعب أبدى حماسا منذ بدايته للوصول للقمة. نِعم الإختيار كان داري من اللاعبين الذين خطفوا الأضواء في البطولة وكان من الطبيعي أن يتوصل بعدة عروض أهمها من الخليج، وكان ممكنا أن يطمع أشرف في دولارات الخليج، خاصة أن العروض تفوق كثيرا العروض الأوروبية، الشيء الذي يغري اللاعبين ولو على حساب ما يمكن أن تفيده التجارب الأوروبية من جميع المستويات. وكان لداري رأي آخر وهو يراهن على تجربة أوروبية، بل كان اختيارا ذكيا بانضمامه لبريست الفرنسي، لأنه راهن على الإستفادة الرياضية بدل المالية، حيث سيتقوى عوده وسيدرك معنى الإحتراف خارج المغرب الذي لا علاقة له بالإحتراف في الخليج، من حيث كسب التجارب والمنافسة القوية داخل المراكز وكذا التنافسية والتداريب وكسب الثقافة التكتيكية والتقنية. وقت الإحتراف إختار داري الوقت المثالي لدخول تجربة احترافية خارج المغرب، اعتبارا إلى أنه ما زال في بداية طريقه، حيث أمامه ما يكفي من الوقت لكسب مجموعة من الأشياء، ومتوقع أن يستفيد داري كثيرا من هذه التجربة، خاصة أن له من الإمكانيات التي يمكن صقلها في فرنسا. وسيكون أمام داري مساحة من الوقت من أجل كسب مزيد من الأمور، ولم يتأخر مثلما فعل مجموعة من اللاعبين في اختيار وجهتهم خارج المغرب. كما سيكون أمام فرصة مهمة، بعد دخول عالم الإحتراف الأوروبي الذي لا يتأتى لأي أحد، ولو أن مدافع الوداد يستحق دخول تجربته الجديدة. على خطى أكرد بات نايف أكرد نموذجا حيا للاعب المجتهد والمثابر الذي جنى ثمار جديته واحترافيته ووصل لما وصل إليه اليوم، إذ بدأ مشواره من الصفر، حيث سيمارس في واحدة من أكبر الطولات العالمية مع نادي ويست هام الإنجليزي. ويبدو أن داري يقتفي خطوات وآثار لكرد بانتقاله لنادي بريست الفرنسي، ذلك أن الأخير بدأ بدوره من البطولة مع الفتح قبل أن ينضم لديجون الفرنسي، وبدوره انضم لكرد لهذا الفريق في سن صغيرة وعمره لا يتجاوز 22 عاما. وعرف نايف كيف يستثمر هذه التجربة، إذ كان ذكيا وهو ينضم لفريق لا يعتبر من السواعد الكبرى بالبطولة، ليستانس مع الفريق دون ضغط الأجواء قبل أن ينتقل لرين بتجربة مهمة ثم انضم للفريق الإنجليزي. وينتظر أن يشق داري طريقه على غرار أكرد، بحكم أن بريست أيضا لا يعتبر من الأندية الفرنسية الوازنة، وسيكون متاحا لمدافع الوداد أن يصقل مواهبه ويقوي عوده دون ضغط. فراغ كبير مع انتقال أشرف داري لبريست، فإنه ومن دون شك سيترك فراغا كبيرا في دفاع فريقه اعتبارا للدور الذي يلعبه والنضج الذي بلغه، حيث كان حاسما في المواسم الأخيرة ولعب دورا كبيرا في الإنجازات التي حققها الفريق الأحمر. وينتظر أن يبحث الوداد عن مدافع من مستوى عال يسد الفراغ الذي سيتركه رحيل داري للبطولة الفرنسية، خاصة مع الإستحقاقات التي تنتظر الفريق الأحمر في المواسم المقبلة وكذا رغبته في الحفاظ على توهجه. ومعلوم أن داري شكّل ثنائية مهمة مع أمين فرحان الذي تألق في الفترة الأخيرة، فهل سينتدب الوداد مدافعا جديدا، أم أنه سيعتمد بعد رحيل داري على باقي المدافعين الذين يلعبون في نفس مركزه، وهم كومارا، أبو الفتح ورحيم؟ المونديال ينادي كان داري محظوظا وهو يخوض أول مباراة دولية مع المنتخب المغربي في المواجهة الأخيرة أمام ليبيربا، إذ شارك في الشوط الثاني كاملا، وذلك قبل رحيله لبريست. وجاء انضمام داري لبريست في الوقت المناسب، خاصة مع اقتراب موعد مونديال قطر، ومؤكد أن أسهمه وحظوظه سترتفع ليكون ضمن القائمة النهائية للمنتخب المغربي، خاصة في حال مشاركته في المبارايات ورفع من درجة تنافسيته وقدم أداءا جيدا في مباراة ليبيريا، ما سيفرض على المدرب وحيد خليلودزيتش متابعته في تجربته الجديدة، إذ يبقى حلم داري أن يكون حاضرا في المونديال.