• أي وصفة لإسقاط البلاك ستارز؟ ما هي الخيارات المتاحة لمواجهة الغيابات الإضطرارية؟ يستعد المنتخب المغربي للتوقيع على خرجته الأولى في كأس أمم إفريقيا في طبعتها الثالثة والثلاثين، عندما يصطدم اليوم الإثنين بالمنتخب الغاني ضمن الجولة الأولى من المجموعة الثالثة التي يتواجد بها أيضا المنتخبان الغابوني وجزر القمر، ويسعى الأسود لأن تكون البداية ناجحة، رغم أن كل المؤشرات تؤكد أن المباراة وطريق الفوز فيها لن يكون مفروشا بالورود، عطفا على قيمة الخصم والنجوم التي تؤثث فضاءه، وعطفا على الغيابات الإضطرارية التي يشكو من الفريق الوطني وهو بقبل على مواجهة هي من أقوى المباريات ضمن الجولة الأولى، ما يفرض على أصدقاء غانم سايس اتخاذ كل أنواع الحذر والإستعداد من جميع المستويات لمقارعة خصم شرس ولخوض معركة كسر العظام. • حلم مؤجل مع بداية كل نسخة إفريقية يدغدغ مشاعر الشارع الكروي المغربي حلم اللقب الإفريقي الثاني، ويبدأ السؤال عن موعد طلوع هلاله، ذلك أن الكرة المغربية ما زالت تلهث لتحقيق اللقب الثاني، وما زالت خزانة الكرة المغربية تضم لقبا يتيما واحدا، أحرزه جيل أحمد فرس في نسخة 1976 بإثيوبيا. وسيحمل هذا الجيل مجددا آمال المغاربة في الكامرون لفك شفرة اللقب الثاني، وهو طموح يعرف اللاعبون والطاقم التقني مدى أهميته وكذا انتظارات الجماهير المغربية، لذلك سيبدأ منتخب الأسود المنافسة الإفريقية، وكله آمال أن يوقع على مشاركة ناجحة رغم أن المهمة لن تكون سهلة قياسا بالمنتخبات المشاركة. • صعوبات الإستعداد لم يكن الإستعداد لمواجهة غانا بالمستوى الذي كان يتمناه المدرب وحيد خليلودزيتش، حيث أرخت الجائحة بظلالها على ذلك، ويكفي ذكر أن المنتخب المغربي لم يخض أي مباراة ودية خلال المعسكر الذي سبق المباراة، والذي انطلق في مركز محمد السادس بسلا ويتواصل بالكامرون، وقد تمّ إلغاء مباراتين وديتين كان مقررا أن يجريهما الأسود قبل دخول رحى المنافسة، الأولى أمام منتخب الرأس الأخضر وكان مُرتبا أن تجرى في ملعب مولاي عبد الله بالرباط، والثانية تمت برمجتها في معسكر الكامرون أمام بوركينا فاسو. وبذلك سيدخل المنتخب المغربي أجواء المنافسة دون أن يخوض أي مباراة ودية، رغم أن خليلودزيتش كان بحاجة على الأقل لودية واحدة للوقوف على مجموعة من النقاط التقنية والتكتيكية. • الخرجة الأولى يجمع كل المتتبعين على مدى أهمية المباراة الأولى في دور المجموعات، حيث نتيجتها غالبا ما تكون مؤثرة في سباق التأهل، وكل منتخب إلا ويتمنى أن يكسب نقاطها كاملة بالنظر لتداعياتها الإيجابية ليس فقط على سباق التأهل ولكن على الجانب الذهني والنفسي، حيث يزرع الإنتصار في المباراة الأولى الثقة ويرفع من المعنويات. ويجمع لاعبو المنتخب المغربي ومعهم مدربهم وحيد خليلودزيتش على أهمية الفوز في المباراة الأولى، في كل خرجاتهم، دون استثناء أن خصم الجولة الأولى هو المنتخب الغاني الذي يعتبر منافسا قويا للأسود في هذا الدور، بل هناك من يرشحه ليكون المنافس الأول مع الأسود على صدارة المجموعة الثالثة، وهي معطيات تؤكد قيمة هذا الحوار الكروي القوي، لذلك سيضرب الأسود عند تحقيق الإنتصار عدة عصافير بحجر واحد. • الجاهزية المطلقة والغيابات الإضطرارية من النقاط الإيجابية التي يتمتع بها المنتخب المغربي، هي جاهزية لاعبيه من جميع المستويات، إذ يتمتعون بتنافسية كبيرة، بدليل أن مجموعة من اللاعبين بالكاد انتهوا مؤخرا من مشاركتهم مع أنديتهم على غرار غانم سايس وياسين بونو ومنير الحدادي، لذلك يعتبر الحضور القوي لأغلب اللاعبين مع أنديتهم، مؤشر مهم سيخدم من دون شك مصالح خليلودزيتش. ألا أن الأخبار السيئة التي تلقاها الطاقم التقني ليلة مباراة غانا، بإصابة أيمن برقوق وأيوب الكعبي بفيروس كورونا، وبالإصابة العضلية التي ألمت بريان مايي، ستضع وحيد بلا شك في حيرة من أمره بخاصة وأن الغيابات المؤثرة استهدفت على الخصوص جبهة الهجوم، إذا ما أضفنا لذلك الإحتمال الضعيف لأن يكون يوسف النصيري جاهزا لموقعة اليوم . • البلاك ستارز يبحث عن الصحوة رغم أن الكرة الغانية أنجبت في السنوات الأخيرة العديد من النجوم التي تألقت في البطولات الأوروبية، إلا ان منتخب النجوم السوداء غاب عن منصات التتويج، بدليل أنه لم يصعد إلى البوديوم الإفريقي لمدة 40 عاما، حيث تراجع منتخب النجوم السوداء بعد أن سيطر في إحدى الفترات، وفاز باللقب 4 مرات، سنوات 1963 و1965 و1978 و1982. والأكيد أن المنتخب الغاني الذي يقوده المدرب الصربي ميلوفان راكفيتش لن يعول على تاريخه ولا أسمائه الرنانة، بل يتوق للإستفادة من الدورس السابقة ليكون في أفضل استعداد. ويعول المنتخب الغاني على اللاعبين الذين يمارسون خارج غانا، على غرار نابي بارتي لاعب أرسنال الإنجليزي الذي يعتبر واحدا من مفاتيح النجوم السود إلى جانب المهاجمين المجربين والشقيقين أندري أيو وجوردان أيو. • بين الفتوة والخبرة كان هناك نوع من التوجس من كثرة التجريب الذي راهن عليه خليلودزيتش كثيرا منذ أن تعاقد مع المنتخب المغربي، لكن يحسب له، أنه وضع يده بنسبة كبيرة على التشكيل الرسمي الذي يواجه الخصوم إلا من بعد التغييرات التي تنجم عن طوارئ بعينها. ويجمع تشكيل الأسود بين الخبرة والفتوة، إذ ينتظر ألا يخرج الكوموندو الذي سيواجه به خليلودزيتش النجوم السود عن المجموعة التي لعب بها المباريات الأخيرة في التصفيات المونديالية، أي بين من يحمل الخبرة والتجربة كغانم سايس وأشرف حكيمي وسفيان أمرابط، وبين حديثي العهد في عرين الأسود، كإلياس شاعر وعمران لوزا وريان مايي. غير أن التوجس الذي يواجه خليلودزيتش، هو أن بعض اللاعبين سيخوضون أول مباراة في الأدغال الإفريقية وسيستشرفونها أمام غانا، كعمران لوزا وإلياس شاعر، وهو معطى تطرق له خلال التصفيات المونديالية بعد أن أجرى كل مبارياته 6 بالمغرب، وأكد أنه كان يتمنى أن يضع لاعبيه في الإختبار خارج المغرب ليقف على مدى تفاعلهم مع الخصوصيات المناخية والبيئية التي عادة ما تميز المباريات في الأدغال الإفريقية. • ما أحلى الفوز الأول تقابل المنتخبان المغربي والغاني وديا شهر يوليوز الماضي، وفاز الأسود بهدف للاشيء، لذلك فهما يعرفان بعضهما البعض، لكن سياق المباراتين مختلف بين ما هو ودي وبين ما هو رسمي وفي منافسة إفريقية وازنة، لها خصوصيتها والأكثر من هذا أنها أولى مباريات دور المجموعات وما تحمله من صعوبات وقوة وشراسة. ومتوقع أن يكون الصراع تكتيكيا بين خليلودزيتش وراكيفتش، ذلك أن كل طرف سيضع أسلحته التقنية والبشرية، ما يؤكد أن هذه المباراة التي تجمع مرشحين للتأهل، ستحتكم لجزئيات بسيطة، وسيكون على مدرب الأسود التعامل بحذر وتجهيز لاعبيه ذهنيا لطرد دهشة البداية للعناصر الجديدة، مع استغلال نقاط القوة، خاصة النجاعة التهديفية التي انفجرت في التصفيات المونديالية والحماس الذي يبديه اللاعبون للتوقيع على بداية موفقة مع ضرورة الحضور الجيد لمفاتيح الأسود، كسايس وحكيمي وأمرابط ولوزا. • البرنامج الإثنين 10 يناير 2022 المجموعة الثالثة «الجولة الأولى» بياوندي: ملعب أحمد أحيدجو: س 17: المغرب غانا