تأجلت البطولة مرة أخرى وأخلفت الموعد حين تأخرت لثلاث سنوات لتعود للظهور في سنة 1968 بالأراضي الإثيوبية التي أسنِدت إليها مهمة التنظيم للمرة الثانية في أقل من 6 سنوات لتكون الدولة الوحيدة التي نظمت الحدث القاري في مناسبتين. وعاشت ملاعب أديس أبابا وأسمرة في الفترة ما بين 12 و21 يناير عشرة أيام متتالية من الأنشطة الكروية المكثفة والتنافس الحارق، حيث جاءت الدورة السادسة بجديد على مستوى نظام اللعب إذ عرفت الدورة تأهل 8 منتخبات لأول مرة قسمت إلى مجموعتين متصدرهما ووصيفهما عبرا إلى المربع الذهبي أولا عكس ما كان يُعمل به سابقا حين يتأهل المتصدر مباشرة إلى النهاية ويجد الوصيف نفسه في لقاء الترتيب. وشهدت دورة أديس أبابا غياب الفراعنة للمرة الثانية على التوالي ليس بسبب المقاطعة وإنما بعد إيقاف النشاط الكروي بمصر في أعقاب حرب الأيام الستة مع الكيان الصهيوني عام 1967، كما تكرر غياب السودان ومعهما تونس والمغرب ليكون ممثل العرب الوحيد في النهائيات بهوية جزائرية لأول مرة. الإثيوبيون أصحاب الضيافة رحبوا بضيوفهم على طريقتهم الخاصة حيث بسطوا سيطرتهم على المجموعة الأولى وحققوا فيها العلامة الكاملة بثلاثة إنتصارات، بعدما أطاحوا بأوغندا (2 1) ثم كبلوا الكوت ديفوار (1 0) فأكرموا وفادة الجزائر (3 1) ليبصموا بالخمسة ويتأهلوا للمربع الذهبي بإستحقاق، متبوعين بالفيلة والذين نالوا المرتبة الثانية من فوزين على الجزائر (3 0) وأوغندا (2 1) بينما إحتل ثعالب الصحراء المركز الثالث مستفيدين من إنتصارهم الوحيد على أوغندا برباعية صاعقة. وفي المجموعة الثانية أكدت غانا قويتها وكبرياءها على الصعيد القاري للدورة الثالثة على التوالي حين إنتزعت المرتبة الأول أمام خصومها، عقب فوزين على الزايير (2 1) والكونغو (3 1) وتعادل ضد السنغال (2 2) بينما آل مركز الوصافة منتخب الزايير الطموح والذي تخطى عقبتي الكونغو برازافيل (3-0) والسنغال (2 1) ليحجز مكانه بين رباعي النصف تاركا الصف الثالث في مجموعته لأسود التيرانغا والجارة الكونغو رابعة. المربع الذهبي لُعب فوق صفيح ساخن بملعب أديس أبابا يوم 19 يناير وإمتدت أحداثه إلى الشوطين الإضافيين، بعدما خلق منتخب الزايير مفاجأة وأطاح بإثيوبيا المضيفة (2 3) فيما تعذب حامل اللقب المنتخب الغاني كثيرا قبل أن يقفز الحاجز الإيفواري (4 3). وبعده بيومين أجريت مباراة الترتيب ومالت كفتها لصالح الكوت ديفوار أمام إثيوبيا (1 0) لتليها مباشرة المقابلة النهاية والتي ضرب فيها زلزال الزايير أركان القارة برمتها بخلقه الحدث العظيم والتاريخي، حيث عانق زملاء مونغاموني المجد بسحب بساط اللقب القاري من تحت أقدام الغانيين بعد تفوقهم عليهم بهدف لصفر في نهائي كاد أن يُلغى بسبب رفض لاعبي غانا اللعب إلا بعد نزع المناديل التي كان يربطها لاعبو الكونغو حول أعناقهم بداعي إستخدامها للسحر، وتدخل الحكم المصري الديبة لتهدئة الأوضاع قبل أن ينذر غانا بإعتبارها منسحبة وخاسرة إذا لم تلعب..ورفعت الزايير الكأس القارية بهدف قاتل للنجم كالالا موكيندي أمام دهشة الجميع. • البطاقة التقنية الدورة السادسة لكأس أمم إفريقيا (أديس أبابا 1968) • بطل الدورة: الزايير • الهداف: الإيفواري لورون بوكو (6 أهداف) • شاركت 8 منتخبات لأول مرة وهي: إثيوبيا، الكوت ديفوار، الجزائر، أوغندا، غانا، الزايير، السنغال، الكونغو برازافيل • أجريت الدورة بنظام المجموعتين وأسفرت عن تأهل المتصدر والوصيف إلى المربع الذهبي لأول مرة • تخلفت مصر مرة أخرى عن الحضور وذلك بسبب حرب 6 أكتوبر 1967 وتوقف النشاط الكروي بالبلاد • ملعبا أديس أبابا وأسمرة إحتضنا مباريات الدورة • بلغ عدد مقابلات النسخة 16 وسجلت فيها 54 هدفا • المنتخب الغاني الأكثر تسجيلا للأهداف ب11 هدفا وأوغندا الأضعف بهدفين • الغانيون هددوا بالإنسحاب من المباراة النهائية ضد الزايير إذا لم ينزع لاعبو الأخير المناديل التي ربطوها على أعناقهم بداعي إستخدامها للسحر • النتائج الكاملة: • دور المجموعتين: إثيوبيا- أوغندا: 2 1 / الكوت ديفوار- الجزائر: 3 0 إثيوبيا- الكوت ديفوار: 1 0 / الجزائر- أوغندا: 4 0 الكوت ديفوار- أوغندا: 2 1 / الجزائر- إثيوبيا: 1 3 غانا- السنغال: 2 2 / الزايير- الكونغو برازافيل: 3 0 السنغال- الكونغو برازفيل: 2 1 / غانا- الزايير: 2 1 الزايير- السنغال: 2 1 / غانا- الكونغو برازافيل: 3 1 • المربع الذهبي: إثيوبيا- الزايير: 2 3 / غانا- الكوت ديفوار: 4 3 • مباراة الترتيب: الكوت ديفوار- إثيوبيا: 1 0 • النهاية: الزايير- غانا: 1 0