• تحذيرات الكاف، تلويحات إينفانتينو وهواجس ياوندي قلنا عنها مرات كثيرة أنها نسخة ملعونة، هاته التي نسير في اتجاهها مثخنين بالشكوك والهواجس، ومن حولها تهب رياح يمكن أن تعصف بها مرة ثم مرتين.. القصد هي كأس إفريقيا للأمم 2021 بالكاميرون، التي إن كان يباعدنا عن يوم انطلاقتها أربعون يوما، إلا أن ما تحمله الأخبار من غرف القرار الموصدة بالكونفدرالية الإفريقية، يقول بأن اللعنة ما زالت جاثمة على بلاد الأسود غير المروضة، وأن بلاد روجي ميلا وصامويل إيطو والشيخ المعاقب عيسى حياتو، ليست جاهزة بنسبة مائة بالمائة لاستقبال المونديال الإفريقي المقرر انطلاقته يوم التاسع من يناير 2022. فما الذي يحدث؟ وما الذي يقول أن الكاميرون ليست جاهزة بالكامل لاستضافة المونديال الأفريقي؟ لا يمكن الأخذ بكل الذي يطلقه رئيس الكاف الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي، من تصريحات يفند فيها كل نية للكاف في نقل النسخة القادمة لكاس إفريقيا للأمم من الكاميرون، تماما كما حدث سنة 2019 عندما جرى نقلها من بلاد الأسود غير المروضة إلى مصر، وقد كانت الدلائل كثيرة ودامغة من أن حكومة الكاميرون أخلفت الموعد وابتعدت كثيرا عن الجاهزية لاستضافة المونديال الكروي الإفريقي. لا يمكن لا الإطمئنان لما يقوله موتسيبي، ولا الجزم بأن الكأس الإفريقية ستبتعد ثانية عن الكاميرون، إلا أن ما هو مؤكد أن السقف الذي رفعته الكونفدرالية الإفريقية، بالزيادة في عدد المنتخبات وفي وضع دفتر تحملات قوي جدا، وضع الكاميرون وسيضع دولا أخرى غيرها في وضعية معقدة جدا، لأن تصميم كأس إفريقية مثالية كما يمكن تصورها بمصر أو بالمغرب أو حتى بجنوب إفريقيا، شيء غير متاح تماما لدول إفريقية كثيرة. اليوم يلوم موسينغا أومبي مستشار رئيس الكاف، الكاميرون على أنها تسجل تأخرا كبيرا في إنهاء الأشغال بملعب أوليمبي بياوندي والذي سيكون مسرحا لحفل الإفتتاح، وهذا ما دونه بالفعل مستشار رئيس الكاف: «لابد لي أن ألفت انتباهكم إلى أن للكونفدرالية الإفريقية مخاوف جدية بشأن تنظيم النهائيات. الأمر يتعلق أساسا بملعب ياوندي الجديد، الذي لم تكتمل به الأشغال ولم تكتمل أيضا بالمرافق المحيطة به، ويفترض أن يستضيف المباراتين الإفتتاحية والختامية. أعلم أنه إذا لم يتم تسوية كل شيء يوم 30 نونبر ستقام المباراة الافتتاحية في مكان آخر. كما تبدي الكونفدرالية الأفريقية قلقًا أيضًا بشأن بروطوكول كوفيد المزمع تطبيقه للوصول إلى الملعب وبشأن تجنيد المتطوعين أيضا. هذا القلق الذي أفشاه مستشار رئيس الكاف، في شكل مؤاخذات رد عليها على الفور الوزير الكاميروني ورئيس اللجنة المنظمة. «فيما يتعلق بملعب أولمبي - يقول السيد مويل كومبي - أن الموعد النهائي لتسليم الملعب سيكون يوم 30 نونبر، وأعاد التأكيد على «الإرادة المشتركة بين دولة الكاميرون واللجنة المنظمة لاحترام الإلتزامات». كما تؤكد الرسالة «أن فرضية نقل حفل الافتتاح لمكان آخر غير موجودة ولا يمكن أن تقبل بذلك الحكومة الكاميرونية». وشددت الكاميرون على أن ملعب أوليمبي سبق واستضاف مباراة الكاميرون ومالاوي يوم 3 شتنبر برسم تصفيات كأس العالم. وجددت الرسالة حرص الكاميرون على أن تبقى العلاقة مع الكاف متناغمة وقائمة على شراكة ودية، يسودها الإحترام المتبادل. وكانت أخبار قد تحدثت عن إمكانية نقل كأس إفريقيا للأمم 2021 إلى دولة قطر، وهي نفسها الأخبار التي راجت قبل سنتين، عندما أخذت الكاف قرارها بتحويل النسخة السابقة لمصر، فيما انتفضت الصحافة الكاميرونية لتهاجم رئيس الفيفا جياني إينفانتينو بدعوى أنه يسعى لعرقلة تنظيم كأس أمم أفريقيا شهري يناير وفبراير القادمين بالكاميرون تحت ذريعة عدم جاهزيتها، واستحالة نقلها لأي بلد آخر لضيق الوقت، ليتم تأجيلها للصيف القادم، ويكون إينفانتينو قد قدم بذلك خدمة كبيرة للنوادي الأوروبية التي ترتفع أصواتها احتجاجا على أن عددا كبيرا من لاعبيها الأفارقة سيغيبون عنها لمدة طويلة مطلع العام القادم. نقترب من موعد كأس إفريقيا للأمم، ولكن الإقتناع من أن هذه الكأس سترض الجميع سيظل لا محالة عصيا وبعيدا..