• حرث الخريف يثمر في الصيف • لسعد ووليد.. من منهما يفرح بالعيد؟ حين يرتبط هذا الديربي بذكرى المسيرة الخضراء المصنفة تاريخا وتراثا ضمن أكثر الملاحم الوطنية خلودا بالمغرب.. وحين تعلن المسيرة عيدا وطنيا، ويرافقها الموعد الكروي الأكبر بالمغرب عيدا كرويا، فهنا تهفو النفوس ترقبا لمعرفة من يفرح بالعيدين فائزا بنقاط مواجهة ليست كغيرها.. وأيضا حين ينضاف شغب وليد ومعها مشاكساته لتضفي لمسة جمالية على هذا الموعد، فهنا لا يسعنا إلا أن نكون مع المريدين من المترقبين.. تابعوا هذه القراءة في كاليغرافيا مباراة الموسم بين الغريمين المعلنة في الخريف تقليدا في انتظار نصف الزاهر بثمار البوديوم؟ • لا جديد هما «هلالا العيد» لم تعد البطولة الإحترافية في آخر المواسم تقدم لنا فاتحين جددا أو متمردين على واقع السطوة التي مارسها الغريمان على مسرحها وما يزالان... لم تنتج هذه البطولة حمامة بيضاء جديدة ولا فتحا رباطيا متجددا ولا فارسا لبوغاز المعجزات مثلما حدث في سابق النسخ، وقد تجرأ هؤلاء على تعكير صفو الوداد والرجاء في زمن الإحتراف فرحا بالصدارة والوصافة. نفس مشهد آخر 3 مواسم يتكرر، ونفس الترتيب يتكرر مع موعد الديربي، واحد متصدر والثاني وصيفا مطاردا لصيقا به، ومن تم يعلنان باكرا وقبل أن ينتصف الموسم بل في ثلثه الأول مرشحان للقبض على الدرع مع سبق إصرار وترصد وحتى غطرسة لو جاز التعبير كرويا أن يكون ذلك.. • لونه أحمر والقصد لون آخر الدربيات وتحديدا ما حدث في نسخة الموسم المنصرم، لما عادل الوداد إنجازا هاربا وغائبا عنه منذ عقدين، بأن فاز في الذهاب كما كرر نصره في الإياب. فاز الوداد وقد استطاب المدافعون ترك بصمتهم في كلي الإنتصارين، والحديث هنا عن عملود المسجل جيئة ورواحا وداري، ثم المترجي مع بصمة وحيدة خلفها رحيمي بهدفه الرجاوي الملون بالأخضر، قبل أن يحلق طائرا صوب عين الإمارات حيث الرؤية أفضل وأكثر وضوحا كما خمنها. لذلك سيلج الوداد محطته هته وهو مضغوط بالحفاظ على مكاسب الموسم المنصرم، وأن يحافظ للديربي على صباغته الحمراء القانية التي ستعني صيفا درعا آخر يستوطن خزانة بنجلون. • الثأر أخضر ولأن من ينتصب أمامه ليس بالفريق العادي ولا المنافس الذي يباع جلده قبل التيقن من سلخه كاملا، فإن بطش النسور لا يؤتمن خاصة إذا كان هذا النسر جريحا ومخدوش الكبرياء.. الرجاء بشعارات عديدة يلج ديربي المسير، يلجها بضغط الأنصار المطالبين بثأر فوري من خسارتي الموسم المنصرم وضغط الشابي المطالب بالرد على هزيمة كان بطلها مواطنه البنزرتي، والخسارة تعني للسعد تعاسة يوم العيد، ومضغوط كي لا يترك لغريمه هامشا ومجالا للهروب المبكر وبفارق شاسع من النقاط يستحيل تداركه، فتصعب معه مهمة ومأمورية استعادة الدرع، خاصة وأن نسور الربان التونسي منتعشون بنصر هام في ملعب سعدهم العبدي بالجديدة، وبعدها إجهازهم على سريع وادي زم ولا يرون مجالا لتضيع منهم المزيد من النقاط على مسرح دونور. • ذكريات ديربيات المسيرة لم تكن كثيرة هي محطات هذا التواعد مع هذه الذكرى الملحمية، بل هو الديربي الثالث المتزامن مع إطلالة وإشراقة هذه المناسبة الغالية على كل مغربي، وكلما أهل هلالها ساطعا في السماء، إلا وتم استحضار ما سمي ب«معجزة القرن» التي أعادت للمغرب صحراءه الغالية والحبيبة. واحد انتهى متعادلا بالبطولة، والثاني كان الأشهر وقد ربحه الرجاء في منافسات كأس العرش، وهي مناسبة يراها الوداديون لاستخلاص فاتورة يكاد عمرها يقترب من العقد زمنيا. يحضر وليد والشابي هذه المرة، ويحضر من الوداد كل فرسان التتويج السابق، ولا يحضر من أفراد ديربي الكأس بالمسيرة سوى متولي من جانب الرجا، أمام المشترك بينها فهو عدم حضور الجمهور كما كان في ذلك الديربي التاريخي بأحكام القوة القاهرة المتجلية في برطوكول الجائحة «الويكلو». لذلك ستشرئب الأعناق وستتماهى العقول، مترقبة والأعين محملقة والآذان صاغية والمشاعر مرهفة والأحاسيس مغلفة والأدعية متجلية والهواجس طاغية والقفشات مسترسلة والمناقرات طاغية، كما هي عادة توابل كل الديربيات لمعرفة المحظوط بتحقيق الإنتصار. • البرنامج الزمان: السبت 6 نونبر 2021 المكان: مركب محمد الخامس بالدار البيضاء (س17) • وضعيتهما في جدول الترتيب: الوداد البيضاوي: المركز 1 ب 25 نقطة الرجاء البيضاوي:المركز 2 ب 20 نقطة • مبارياتهما في المواسم الخمسة الأخيرة: موسم 20162017: الوداد الرجاء: 1 0 (إياب) موسم 20172018: الوداد الرجاء: 1 2 (ذهاب) موسم 20182019: الوداد الرجاء: 2 2 (إياب) موسم 20192020: الوداد الرجاء: 0 0 (إياب) موسم 20202021: الوداد الرجاء: 2 0 (ذهاب)