تتجه الأنظار مرة أخرى إلى تونس التي سيحط بها نهضة بركان رحاله لمواجهة نادي إتحاد بن قردان في ذهاب الدور ال32 (1) المؤهل لمنافسات دور المجموعات بمسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية، وهي المباراة التي ستقام يوم السبت القادم 16 أكتوبر بملعب مصطفى بن جنات بمنستير، الملعب الخاص بنادي الإتحاد المنستيري. وتكمن أهمية المباراة بالنسبة للفريقين في كونهما يعلقان عليها الأمل معا لتكون مفتاح التأهل للدور القادم على اعتبار أن نتيجتها ستخفف الضغط على الفائز بها في مباراة الإياب، فيما ستزيده على الفريق الخاسر. واعتادت المباريات بين الأندية التونسية والمغربية أن تزداد قوتة وإثارة كلما تعلق الأمر بالمسابقات الإفريقية. • وضع مريح وسيحل نهضة بركان بمنستير بمعنويات مرتفعة جدا بعدما خرج من النفق المخيف الذي دخله على مستوى منافسات البطولة الوطنية، إذ تخلص أخيرا من سلسلة التعادلات التي ظلت ملتصقة به منذ انطلاق المنافسات (4 تعادلات متتالية)، وحقق فوزه الأول (2 1) في الجولة 5، وكان على حساب فريق كبير هو الرجاء البيضاوي وفي مقعل هذا الأخير. ومن حسن حظ لاعبي نهضة بركان أن الفوز على الرجاء البيضاوي جاء في الوقت المناسب، وقبل أن يدخلوا غمار المنافسات الإفريقية، لأن ذلك لن يمنحهم فقط دفعة معنوية كبيرة ولكن سيزيد من حجم ثقتهم في النفس، وسيحفزهم أكثر للبحث عن ذواتهم في المسابقة الإفريقية، مثلما كان عليه الأمر قبل الموسم الماضي عندما احتلوا مركز الوصيف في مسابقة 2019، قبل أن يتوجوا بلقبها في نسخة 2020. ومما سيزيد من معنويات لاعبي نهضة بركان أنهم يدخلون منافسات النسخة الحالية وقد أعفي الفريق من خوض منافسات الدور التمهيدي الأول عكس الفريق التونسي إتحاد بن قردان الذي لعب هذا الدور ذهابا وإيابا وحقق التأهل على حساب نادي الشرطة النيجيري. • مطاردة التوهج ويدرك نهضة بركان جيدا كما مدربه فلوران إيبنغي أن الغاية من مشاركة الفريق البركاني في مسابقة الموسم الحالي لن تقتصر على لعب الأدوار الطلائعية أو بلوغ الأدوار المتقدمة، ولكن لا بد من محاولة التتويج والبحث عن لقب النسخة الحالية، وبالتالي محو الصورة الباهتة التي ظهر بها الفريق خلال منافسات نسخة الموسم الماضي عندما خرج الفريق من دور المجموعات بعدما احتل المركز الثالث في مجموعته التي تضم كل من شبيبة القبائل الجزائري وكوطون سبور الكامروني ونابستا ستارز الزامبي، وقتها قدم البركانيون أداء باهتا في المنافسات لم يتوقعه كثيرون، وتركوا التأهل لأدوار ما بعد منافسات دور المجموعات لكل من شبيبة القبائل وكوطون سبور، علما أنهم دخلوها بصفتهم أبطالا لنسخة الموسم الذي سبق، كما أنهم كانوا في موضع الفريق الوصيف في النسخة الأسبق. ولا يملك نهضة بركان، وهو الذي سيبدأ منافسات النسخة الحالية من تونس، سوى البحث عن استعادة توهجه، والتوقيع على إنطلاقة موفقة والعودة من تونس بنتيجة تمهد له الطريق لانتزاع بطاقة التأهل للدور القادم خلال مباراة الإياب رغم أن المهمة لن تكون سهلة لعناد الأندية التونسية المعروف ولإصرارها على النيل من الأندية المغربية كلما تعلق الأمر بالمواجهات الإفريقية. • إتحاد بن قردان بالتأكيد لن يكون اتحاد بن قردان منافسا سهلا أمام نهضة بركان، لكنه لن يرقى أبدا لمستوى الأندية التونسية المعروفة مثل الترجي الذي سبق له الفوز بمسابقة كأس الكونفدرالية 3 مرات وحصل على مركز الوصيف مرة واحدة، أو في مستوى نجم الساحل الذي فاز باللقب مرتين وحصل على لقب الوصيف مرة واحدة كذلك، إذ يعتبر من الأندية التي بدأت تبحث عن فرض سيطرتها في الدوري التونسي خلال السنوات الأخيرة، فهو حديث العهد بالدوري التونسي، حيث حقق الصعود للقسم الأول في عام 2015 فقط، لذلك لم يسبق أن حقق نتائج باهرة باستثناء الحضور القوي الذي سجله في بطولة الموسم الماضي عندما لعب أدوارا طلائعية واحتل المركز الثالث على سبورة الترتيب مع نهاية المنافسات، خلف كل من الترجي البطل ونجم الساحل الوصيف، وهو ما خول له المشاركة في مسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية في أول إنجاز يحسب له. ولمواصلة حضوره القوي والجيد سيحاول اتحاد بن قردان استغلال مشاركته الثالثة في هذه المسابقة القارية ليقول كلمته ويثبت أنه يبحث لنفسه عن موطئ قدم بين أقوى الأندية التونسية والإفريقية كذلك، حيث سبق له المشاركة في كأس الكاف مرتين لكنه لم يتجاوز الدور التمهيدي. • الفارق الكبير ولا يمكن بأي حال من الأحوال مقارنة نهضة بركان بمضيفه إتحاد بن قردان، ليس فقط من حيث مكانة الفريقين في مسابقة كأس الكونفدرالية على اعتبار أن الأول توج بها قبل الموسم الماضي في حين يشارك فيها الثاني لأول مرة.. ولكن أيضا من حيث وضعية الفريقين حاليا كل في بطولته. فنهضة بركان يملك تنافسية كبيرة بعدما خاض 5 مباريات في البطولة المحلية، وهو بذلك يدخل المسابقة الإفريقية بجاهزية كبيرة، في حين أن إتحاد بن قردان لا يملك ذات التنافسية على اعتبار أن البطولة التونسية لم تنطلق بعد، وقد يؤثر النقص في التنافسية سلبا وبشكل كبير على اللاعبين التونسيين. كما أن نهضة بركان يعيش وضعا مستقرا من حيث جهازه التدريبي، فهو يقوده الكونغولي فولوران إيبينغي منذ الموسم الماضي عندما أسندت له المهمة قبل ختام المنافسات بست جولات.. بينما الفريق التونسي غير مدربه أكثر من مرة ما بين منتصف شتنبر الماضي وبداية أكتوبر الحالي، حيث تولى قيادته 3 مدربين، وهو ما يعني عدم الإستقرار التقني، وقد يشكل ذلك عاهة في القدرات التقنية والتكتيكية للفريق. • البرنامج السبت 16 أكتوبر 2021 بالمنستير: ملعب مصطفى بن جنات: س 16 و30د: إتحاد بن قردان نهضة بركان