أخيرا إنتهى الصراع الذي احتدم طويلا بين باريس سان جيرمان الفرنسي وتشيلسي الإنجليزي، وشغل العالم لعدة أسابيع، حول أيهما سيحسم صفقة أشرف حكيمي لصالحه.. وأخيرا تنفس إنتر ميلانو الصعداء بعدما حقق مراده من الصفقة وهو الذي ضغط كثيرا بحثا عن جني أكبر قدر ممكن من المكاسب المالية، في انتظار أن ينتقل لبيع عقد لاعب آخر حتى يدخل «الأزوري» الموسم الجديد وقد قضى على مديونيته ووضع حدا لأزمته المالية. التحدي والتحدي المضاد سيطر على ملف أشرف حكيمي لفترة طويلة بعدما تأكد أنه سيغادر إنتر ميلانو بلا أدنى شك.. وظل السؤال الذي شغل الجميع هو أين سيحط الرحال، هل في باريس أم في لندن؟ قبل أن يأتي الجواب يوم الثلاثاء الماضي من العاصمة الفرنسية التي قطعت الشك باليقين.. وتم الإعلان رسميا عن أن حكيمي سيحمل قميص باريس سان جيرمان لمدة خمسة مواسم، وذلك بعدما تجاوز الفحوص الطبية بنجاح، وتردد أن القيمة المالية للصفقة بلغب 71 مليون أورو، 60 مليون مبلغ ثابت و11 مليون كحوافز مالية إضافية. • اجتماع طارئ بداية حكاية رحيل حكيمي عن صفوف إنتر ميلانو وما تلاها من صراع طويل ومنافسة حادة بين الناديين باريس سان جيرمان وتشيلسي، انطلقت خلال الإجتماع الطارئ الذي عقدته إدارة إنتر ميلانو في الأسبوع الأول من شهر ماي الماضي برئاسة رئيس النادي ستيفن زانغ، وحضور مدرب الفريق آنداك أنطونيو كونطي. كانت البداية التي رسمت معالم الطريق لأشرف حكيمي نحو الرحيل. فقد كان رئيس النادي واضحا جدا خلال هذه الإجتماع الذي أكد فيه أن النادي تراكمت عليه ديون مالية في حدود 200 مليون أورو، وأن المرحلة القادمة تتطلب تقشفا كبيرا، مضيفا أن النادي سيقوم بتضحيات ضرورية لابد منها. وقتها كشفت تقارير إعلامية أن هذه التضحيات تعني بيع إثنين من أهم لاعبي الفريق وهما البلجيكي روميلو لوكاكو والمغربي أشرف حكيمي، وهما اللاعبان المرغوبان أكثر في سوق الإنتقالات حاليا، واللذان يمكنهما أن أن يدرا على خزينة النادي مبلغ 140 مليون أورو على الأقل (90 مليون للوكاكو و50 مليون لحكيمي). • رد فعل قوي التوصيات التي خرج بها هذا الإجتماع الطارئ لم تعجب المدرب أنطونيو كونطي الذي فطن إلى أن بيع لاعب أو إثنين من أهم لاعبيه سيعصف بمخططه الذي يسعى من خلاله إلى إعادة إنتر ميلانو إلى قمة كرة القدم الإيطالية والأوروبية على حد سواء، وكان أن أعلن أنه يريد الوضوح فيما يخص ما قاله ستيفن زانغ بخصوص ضرورة القيام ببعض التضحيات. وقتها قالت صحيفة «لاغازيتا ديلو سبورت» إن كونطي عقد اجتماعا انفراديا مع رئيس النادي للحسم في بعض الأمور الضرورية قبل نهاية الموسم آنذاك.. وحسب ذات الصحيفة فإن كونطي اشترط على رئيس النادي عدم المساس ب5لاعبين هم: روميلو لوكاكو، لاوتارو مارتنيز، أشرف حكيمي، نيكولو بارلا وأليساندرو باستوني.. حيث اعتبر كل هؤلاء خط أحمر! • كونطي والصدمة وتوالت الأحداث سريعا، ولم يسفر الإجتماع الذي عقده كونطي مع رئيسه بما كان مأمولا فيه، بعدما تمسك ستيفن زانغ بقرار التضحية بنجوم الفريق، فقرر كونطي أن يتخد القرار الصعب وهو تقديم الإستقالة، فوقع «الطلاق» بين المدرب الإيطالي و»النيراتزوي» بعد موسم رائع فاز فيه هذا الأخير بلقب «السكوديتو» الذي غاب عن خزائنه لمدة 11 سنة. خبر الإستقالة نزل على حكيمي كالصاعقة وترك في نفسه أثرا عميقا.. ووضعه بالتالي في مفترق الطرق.. إذ بات عليه الرحيل لا محالة وهو الذي كان يحلم بالبقاء لأطول فترة ممكنة مع فريقه تحت قيادة كونطي، إذ ردد الدولي المغربي كثيرا بأن مستقبله في إنتر ميلانو، كمااعترف كثيرا أيضا بأن اختياره اللعب ل«النيراتزوري» جاء بدافع قناعته وثقته في المدرب أنطونيو كونطي، وتأكد فعلا أن حكيمي كان على صواب عندما جعل منه كونطي واحدا من نجوم إنتر، وواحدا من أفضل الأظهرة في العالم. • رحيل حكيمي ووجد حكيمي نفسه أيضا مضطر للرحيل ليس فقط لأن كونطي لم يعد القائد لإنتر.. ولكن لأن مالك الفريق الإيطالي يرغب في بيع عقود أفضل لاعبيه من أجل جني ملايين «الأوروهات» لوضع حد لديون النادي التي تجازوت 200 مليون أورو.. ولا يوجد في إنتر من اللاعبين من يستطيع أن يدر دخلا كبيرا عليه مثل حكيمي ولوكاكو ولاوتارو وأشلي يونغ. هذا الوضع جعل حكيمي في مفترق الطرق بعدما كثر الحديث عبر وسائل الإعلان عن تهاطل العروض على إنتر ميلانو بخصوصه، ووجد الدولي المغربي نفسه سيغادر فريقه لا محالة تحت «طائلة الإكراه»، وتأكد فيما بعد أن أهم الأندية التي ترغب في التعاقد معه هما باريس سان جيرمان الفرنسي وتشيلسي الإنجليزي بعدما انسحب كل من بايرون ميونيخ الألماني وأرسنال الإنجليزي من سباق المنافسة عليه، وكلاهما يبحث عن ظهير أيمن مثالي، وذلك لعدم قدرتهما على دخول معركة التحدي مع إثنين من أقطاب كرة القدم العالمية ماليا وأكثرها ثراء. • صفقة بوزن كبير الكثير من التقاريرالإعلامية كانت تتنبأ بأن إنتر ميلانو في أضعف الأحوال وأحلك الظروف سيحصل من صفقة بيع حكيمي على مبلغ 50 مليون أورو على الأقل. وفي وقت إلتزم فيه إنتر ميلانو الصمت تجاه المبلغ المالي الذي يطالب به لبيع عقد الدولي المغربي، أجمعت الكثير من التقارير الإعلامية العالمية على أن الفريق الإيطالي يريد مبلغ 80 مليون أورو. هذا المبلغ عقد الصفقة، وأطال أمد المفاوضات خصوصا بعدما أبدى باريس سان جيرمان وتشيلسي حقيقة نيتهما، وأكدا معا حاجتهما للظهير المغربي، ورغم أن إنتر ميلانو قد أبدى موافقة مبدئية للفريق الباريسي بأنه حكيمي سيكون لا محالة في «حديقة الأمراء»، إلا أن المصالح المالية طغت فوق كل شيء، حيث أصر الفريق الإيطالي على أن من يدفع أكثر سيظفر بالصفقة. • الفصل الأخير وكان يوم الثلاثاء 6 يوليوز يوما مشهودا في مسار حكيمي المهني وأيضا في تاريخ كرة القدم المغربي، إذ شهد هذا اليوم وضع حد لمسلسل طويل من المفاوضات والتجاذبات والإحتمالات، وعرف الدولي المغربي أخيرا «رأسه من قدميه»، وتأكد انضمامه ل»حديقة الأمراء» ليدافع عن قميص باريس سان جيرمان لمدة 5 مواسم. كما كان هذا اليوم مشهودا في تاريخ الكرة المغربية لأنه شهد توقيع أغلى وأكبر صفقة بالنسبة للاعب مغربي عبر التاريخ. ورغم كل ما قيل عن مسار المفاوضات الذي استمر طويلا، وعن نجاح الفريق الفرنسي في كسب الرهان، إلا أن كثر من التقارير الإعلامية الإيطالية على الخصوص أكدت أن حكيمي هو ما حسمها في نهاية المطاف بعدما اختار الإنضمام لباريس سان جيرمان وفضل اللعب له على اللعب للفريق اللندني، وقد أكد حكيمي نفسه أنه تحدث المدرب ماوريسيو بوكيتينو بخصوص توظيفه وكيفية لعبه عند انضمامه لفريقه