• حكيم حول حلم إفريقيا الوسطى إلى جحيم! • عرضياته إعصار يمزج بين الإبهار والدمار! حكيم زياش.. منه يأتي الهدير، ومنه يولد الإعصار.. قد يبدو للكثيرين مجرد لاعب عادي يشغل مركزا في تشكيلة فريقه كأي لاعب آخر، قد يصيب وقد يخطئ.. قد يتوهج ويتألق وقد يتراجع ويتواضع.. لكن ما قد لا يدركه كثيرون أن الدور الذي يقوم به زياش لا يمكنه أن يثقنه أي لاعب وخصوصا عندما يتعلق الأمر بالتمرير «الخطير» ومن أي مسافة.. وكأن قدمه اليسرى يسكنها كومبيوتر دقيق يوجه الكرات بدقة عالية! • السهل الممتنع! زياش يلعب كرة سهلة وبسيطة، لا سجع فيها ولا تعقيد.. لكنها من نوع «السهل الممتنع» البعيدة عن كل مستويات التقليد! قدمه اليسرى تسمح دائما بتناسل التمرير القاتل وتحرض على ولادة «عرضيات» عاصفة تحمل في طياتها الكثير من «التدمير»!.. وأستطيع الجزم بأن زياش هو أول من امتلك القدرة على توجيه تمريرات ملغومة بدقة بالغة، وغالبا ما تكون خارقة لحد الغرابة لتهدد مرمى الخصوم، حتى أنها تترك حراس المرمى في حيرة من أمرهم لأنهم يعجزون عن التعامل أو التفاعل معها! وقد أثبت ذلك في العديد من المباريات سواء مع أجاكس فريقه السابق أو مع تشيلسي فريقه الحالي.. كما أثبت ذلك في كثير من مباريات الأسود. زياش صاحب فلسفة خاصة، وصاحب فكر نادر، لذلك لا غرابة إن اتسعت مساحة التميز في قدمه الرفيعة، حتى صار حجم السحر في يسراه أكبر بكثير من حجمه كله.. بصمته في الملعب وفي المباريات واضحة للعيان، يبهر المتتبعين بإبداعه ولمساته وأهدافه، وهي المميزات التي جعلت منه لاعبا نمودجيا، وارتفعت به كمبدع كروي بعيدا عن كل المستويات العادية. • الثقة «رأس المال» وإذا كان «رأس المال» الكبير في سر تألق زياش، والذي لا يستطيع أن يفرط فيه هو ثقته الكبيرة في النفس، فإن هذه الثقة تمنحه دائما القدرة التي تدبير مواقفه في الملعب بحكمة وذكاء وتشعره باستمرار بأنه يقف على أرضية صلبة! الثقة في النفس لمسناها في زياش خلال مباريات فريقه تشيلسي بعدما استعاد كامل جاهزيته وتخلص من كل آثار الإصابة التي أعاقت انطلاقته في بداية الموسم، ولمسناها أيضا خلال مبارياته مع الأسود وخصوصا خلال الجولتين الأخيرتين من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2021، أمام إفريقيا الوسطى. فلم يسبق لأي منتخب أن تضرر على يد نفس اللاعب في مبارتين متتاليتين مثلما فعل حكيم زياش.. فاللاعب ساهم في فوز المنتخب المغربي على إفريقيا الوسطى بنتيجة 61 في مجموع مباراتي الجولتين الثالثة والرابعة، إذ كان وراء جميع الأهداف الستة، حيث سجل 3 وأهدى هدفين على طبق من ذهب (واحد لأشرف حكيمي في المباراة الأولى، والثاني ليوسف النصيري في المباراة الثانية)، كما هندس هدفا آخر عندما فتح بذكاء ممرا في دفاع الخصم بتمريرة لأيمن برقوق الذي مرر بدوره الكرة لزكريا أبو خلال ليسجل منها هدف الأسود الرابع في المباراة الأولى. • اللعب تحت الضغط! الكثير من العارفين بمستويات زياش، وبطريقة أدائه يجمعون على مدى قدرته في إيجاد الحلول لفريقه في تسجيل الأهداف، ومدى قدرته على خوض المباريات مهما كانت قوية وصاخبة، كما يجمعون على أن زياش يستطيع أن يخوض المباريات تحت الضغط مهما كان هذا الضغط قويا ورهيبا وعاصفا! ومن خلال ما قدمه في المبارتين الأخيرتين أمام إفريقيا الوسطى، أثبت زياش مرة أخرى أنه يجيد اللعب تحت هذا الضغط. فعندما وجد المنتخب المغربي صعوبة بالغة في تليين طريقة لعبه في ملعب دوالا بالكامرون، تمكن نهاية المطاف حقق المطلوب وهو انتزاع ثلاث نقاط مهمة قربته من التأهل لكأس أمم إفريقيا القادمة، وذلك بفضل انتفاضة زياش الذي سجل هدفين، الأول من ضربة خطإ مباشرة سددها بطريقة خادعة، والثاني عن طريق «أسيست» قدم من خلاله الكرة على طبق من ذهب لزميله النصيري الذي سجل الهدف من «فرصة لا تفوت». وما قدمه زياش مع أسود الأطلس أعجب به كثيرا فريقه الإنجليزي تشيلسي فأشاد به وبعبقريته عبر موقعه الرسمي على شبكة «الأنترنت»، وقال إن زياش يواصل تقديم وصلاته الرائعة، ويبرهن على أنه بات في أفضل حالاته، وذلك من خلال تسجيله لثلاثة أهداف مع تمريرتين حاسمتين