قبل 170 يوما بالتمام والكمال على إنطلاقة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020، تتأهب مجموعة من الرياضات للمنعرج الأخير والحاسم في التصفيات المؤهلة للحدث الكوني، حيث سيبحث مئات الأبطال على تأشيرات العبور إلى مسارح اليابان، في وقت حجز فيه مسبقا بعض الرياضيين بطاقات التأهل دون إنتظار حسابات النقاط والإقصائيات النهائية. وتسعى اللجنة الأولمبية المغربية أن يكون عدد المشاركين في أولمبياد طوكيو أكبر من لائحة الأبطال الذين حضروا في أولمبياد ريو دجينيرو قبل 4 سنوات، والتي لم تتجاوز 49 رياضيا فشلوا جميعا في حصد الميداليات بإستثناء محمد ربيعي الذي نال البرونز في الملاكمة، لكن أمنية الرفع من الكم يتطلب السؤال بالموازاة عن الكيف، ومدى قدرة المسؤولين والمدربين على صناعة الذهب. هذا الذهب الذي نشتاق إليه منذ 16 عاما وتحديدا منذ ذهبيتي هشام الكروج في دورة أثينا 2004، نحِنّ بقوة إليه وإلى عودة عزف النشيد الوطني في الحلبة الأولمبية، من بطل أو بطلة في ألعاب القوى أو رياضات أخرى، ونراهن أن تكون المصالحة مع منصة التتويج والمراتب الأولى عبر فنون الحرب، وتحديدا الكراطي وبعده التيكواندو حيث المؤشرات كبيرة على إمكانية ميلاد بطل أولمبي مصنوعا من الذهب الخالص. وإن كانت اللجنة الأولمبية الوطنية بقيادة المدير التقني حسن فكاك قد قامت بدورها ووضعت منذ شهور إستراتيجية لتمويل ومتابعة تربصات الأبطال داخل وخارج المغرب، فإن المسؤولية باتت على رؤساء الجامعات والمدربين والرياضيين أنفسهم، لقطع ما تبقى من مشوار التصفيات بنجاح وتأمين التأهل، مع تحمل عواقب النتائج الوخيمة والإقصاء المقصود أو الإجباري لبعض الأبطال، لأن جميع ظروف الإعداد ولفترات طويلة في مختلف الدول الأسيوية والأوروبية والأمريكية كافية لتجعل المغرب يحضر أولا بثقل عددي بطوكيو، ثم ينافس بضراوة على الميداليات في بعض الرياضات حيث الحظوظ كبيرة لإنتزاع المكافآت. شخصيا أرى أن الكراطي في طريقه لصناعة بطل من المعدن النفيس إسمه أسامة الدرعي، قاهر الكبار والذي أطاح قبل أيام بخصمه الياباني بطل العالم بالعاصمة باريس في صنف التباري لأقل من 60 كلغ، وإلى جانبه يحضر ياسين السكوري رقم 1 في العالم لفئة أقل من 21 سنة والبطلة سناء أكلمان، إضافة إلى فريقي «كاطا» ذكورا وإناثا والذين صالوا وجالوا القارات طيلة الشهور الماضية ليجمعوا النقاط ويحصدوا الميداليات، حيث سيلعب الكراطي دورا قياديا في أول ظهور لهذه اللعبة في الألعاب الأولمبية، وقد يسحب البساط من ألعاب القوى والملاكمة اللتان تدمنان الفشل والعجز، ولا أمل فيهما، بإستثناء سفيان البقالي وخديجة المرضي. أما حكاية التايكواندو فستُكشف خيوطها النهائية بعد أقل من 3 أسابيع لنعاين من الظالم ومن المظلوم، ومن يملك المقومات الحقيقية لينافس على الميداليات، ومدى إستثمار الجامعة المعنية في الرباعي ندى لعرج، أميمة البوشيتي، أشرف محبوبي وعمر لكحل وفوائد تربصات الصين وفرنسا، في وقت لن نعقد فيه الرجاء مجددا وكالعادة، على رياضات عقيمة تشارك من أجل المشاركة فقط كالمصارعة والمسايفة والسباحة، لأن فاقد الشيء لا يعطيه. أتمنى أن تواصل اللجنة الأولمبية رعاية من ترى فيه القدرة على صناعة المجد بطوكيو، تغريهم، تريحهم، تدعمهم وتثق فيهم، فلن نقبل بفشل جديد، ولم نعُد نرغب في برونزية الأيتام، فالرهان كل الرهان الذهب ولا شيء غيره، وصناعته في طور الإنجاز.