أصبحنا نتكلم لغة واحدة أنهى فريق الرجاء البيضاوي معسكره الإعدادي بالجديدة، وعاد إلى الدارالبيضاء لاستئناف تداريبه وخوض بعض المباريات الودية قبل الدخول في تصفيات مسابقة شالانجر، التي تنظمها الجامعة الملكية المغربية، ووضع الترتيبات الأخيرة قبل دخول الرهان القاري. أصر المدرب امحمد فاخر على تنظيم معسكر مغلق بدل الاكتفاء بتداريب متقطعة بمركب الوازيس، وجاء اختياره الإقامة في كولف الجديدة لتمكين اللاعبين القدامى والجدد من نسج علاقات أخوية، وتحقيق الحد الأدنى من الانسجام بين اللاعبين الذين واكبوا مسيرة الذهاب والوافدين الجدد. في هذا الحوار يقدم مدرب الرجاء البيضاوي حصيلة المعسكر ومدى استفادة عناصره من فترة توقف البطولة، كما يقرأ كف الاستحقاقات القادمة.
ما هو تقييمك للمعسكر الإعدادي الذي أقيم بالجديدة؟ «لم تكن الإجازة التي منحناها للاعبين طويلة فقد كنا نعلم بأن عملا كبيرا ينتظرنا، خاصة على مستوى ترميم بعض الجبهات التي عانينا من نقص فيها، مرحلة الذهاب مكنتنا من وضع سكانير للفريق وهو ما أعاننا في الكشف عن مواطن القوة والخلل، من يوم الأحد الماضي إلى يوم الجمعة خضع اللاعبون لبرنامج إعدادي مكثف ومتنوع، أنهيناه بمباراة ودية في الدارالبيضاء أمام الوداد الفاسي للوقوف على درجة التجانس أولا بين خطوط الفريق، المعسكر مكننا أيضا من عرض برنامج عملنا أمام اللاعبين حتى ينخرطوا فيه وهذا شيء مهم، كما عرضنا أمامهم في جلسات نقاش الأهداف التي سطرناها كي نتحدث جميعا بنفس اللغة». لم يكن معسكر الجديد مجرد فضاءا للتداريب البدنية والتكتيكية إذن؟ «طبعا لقد اخترنا معسكرا مغلقا لتحقيق الانسجام بين مكونات الفريق، لأنه لو اكتفينا بتداريب في ملعب الوازيس ينصرف بعدها كل لاعب إلى حال سبيله لن نفي بالغرض ولن نحقق درجات عالية من الانسجام، خاصة وأن الفريق عرف متغيرات بشرية عديدة، علينا أن ننسج بينها علاقات تتجاوز حدود الحصة التدريبية، فاللاعبون في المعسكرات المغلقة تكون لقاءاتهم حميمية يتقربون إلى بعضهم البعض بشكل يومي مما يزيد في درجة الانسجام وهذا مفيد للمجموعة، فالتحضيرات ليست مجرد إعداد بدني وتكتيكي هي كل هذه الأمور مجتمعة». لماذا عرضتم على اللاعبين برنامج المباريات المتبقية، ألا يفترض أن يكون كل لاعب ملم بالاستحقاقات القادمة للرجاء؟ «لكي ننخرط جميعا في أي مشروع علينا أن نشعر بأننا شركاء فيه، قدمنا للاعبين برنامج الاستحقاقات التي تنتظرنا، بدءا بدوري شالانج ومنافسات كأس عصبة الأبطال الإفريقية، والبطولة الوطنية، لأننا نريد أن يكون لاعب الرجاء ذو إلمام بالمحطات التي تنتظره، فمن العيب أن نذكر لاعبا بالمباراة القادمة أو ما ينتظر الفريق الذي يحمل قميصه من استحقاقات، لذا وضعنا الجميع في الصورة وعرضنا مسار الرجاء نحو الأهداف المسطرة بروح حوار جماعي. المعسكر كان فرصة للوقوف على الأخطاء التي ارتكبت في مباريات الذهاب من خلال عرض لقطات تجسد مكامن الخلل». لماذا اخترتم تقديم اللاعبين الجدد في معسكر مغلق؟ «اللاعبون الجدد لا يحتاجون لتقديم من طرفنا، فاللاعب أمين الرباطي ابن الفريق وله علاقات مثينة مع أغلب العناصر، واندماجه لا يحتاج لوقت كبير، أيضا الصواري الذي لعب في المنتخب المغربي حين كنت أشرف على تدريبه وله علاقات صداقة مع العديد من اللاعبين، لقد لعب في المباراة التي واجهنا فيها منتخب الغابون وفزنا عليه بسداسية مع مجموعة أغلبها من اللاعبين المحليين كوادوش والمهدوفي». لماذا غاب علودي عن معسكر الجديدة؟ «باستشارة مع الطاقم الطبي فضلت عدم إشراكه في معسكر الجديدة، حتى يتمكن من استكمال برنامجه الإعدادي بمركب الوازيس وفق نظام تدريب خاص يمكنه من العودة في أقرب الآجال إلى دائرة التباري، وحين ستكتمل جاهزيته سينضم إلى المجموعة». غاب أيضا المدافع عيني هل فكرت في البديل؟ «المدافع عيني اختار العودة إلى الكوكب المراكشي، هذا اختياره الشخصي، لهذا بحثنا في المعسكر عن التركيبة الدفاعية الممكنة وأظن أن ثنائية الرباطي/بلمعلم أو أولحاج هي الأقرب إلى التنفيذ، نحمد الله أن بلمعلم بدأ يتطور تدريجيا ويخلق الانسجام مع المجموعة، لدينا قطع غيار أخرى يمكنها أن تكون بديلة كديمبا أو اللاعب الإسماعيلي و عمر رامي». خضع اللاعبون خلال المعسكر لاختبار ضد المنشطات لماذا هذا الإجراء؟ «من بين الأمور التي وضعناها في برنامج المعسكر، عرض قدمه البروفسور العرصي حول مضار المنشطات، عرض فيه أولا العقاقير المحظورة حتى يكون اللاعبون على بينة منها، كما قدم عرضا حول مضار المنشطات صحيا على حياة اللاعب وأيضا مهنيا لأنه في حالة ثبوت تعاطيه لعقاقير محظورة سيحكم على مستقبله الكروي بالنهاية، ويصبح بدون معيل، بعد العرض أخذ الطاقم التقني عينات من دم اللاعبين بغية التأكد من مكوناته وأظن أن الجميع استوعب الدرس وفهم المغزى من العرض». بالنسبة للانتدابات التي تشرف على نهايتها، هل أنت قلق لعدم القدرة على انتداب مهاجم من قيمة مويتيس؟ «كنت أتمنى أن ينضم إلينا لاعب مثل مويتيس فهو عارف بالكرة المغربية ولن يجد صعوبة في الاندماج، لكن يبدو أن الأزمة التي تعرفها بلغاريا جعلت فريقه يطالب الرجاء بمبلغ كبير قدره 400 ألف دولار، وميزانية النادي لا تسمح في الوقت الراهن بانتداب من هذا الحجم». في حالة انتقال نجدي إلى البطولة المصرية سيعرف خط الهجوم خصاصا على المستوى البشري أليس كذلك؟ «لقد طالبنا بتعزيزات في خط الهجوم، في ظل وجود نجدي، الآن وبعد أن عادت المفاوضات من جديد بين المصريين واللاعب عمر النجدي، فإنه في حالة الاتفاق على صفقة الانتقال سنكون ملزمين بالبحث عن قطع غيار أخرى، ربما عبد السلام بنجلون هو الأقرب إلى التوقيع». كيف تتوقع الشطر الثاني من البطولة؟ «بعد التوقف سندخل مراحل حاسمة في مسار الرجاء وهذا أكدناه للاعبين، الفرق المنافسة عززت ترسانتها البشرية والإياب سيكون مخالفا للذهاب، لكن علينا أن نفكر أيضا في مشوار كأس عصبة الأبطال الإفريقية، ولا نستخف بأول خصم وهو بطل التشاد الذي سنواجهه ذهابا في الدارالبيضاء قبل السفر إلى نجامينا علما أننا أمام خصم نكرة». حاوره: