وحيدا طار سعيد الناصيري يوم أمس صوب زيوريخ السويسرية متأبطا ملفا قويا متكاملا وواثقا من النصر٬لأنه صاحب حق كما يقول وما ضاع حق وراءه طالب. كون لقجع ترافع في باريس وانتهى دوره هناك لما نجح في إصدار حكم حمل لازمة «الترجي بطل مع وقف التنفيذ» حين أقنع الكاف ولجنة طوارئها بطرحه وعلى أن ما تابعه الجميع في رادس ممكن أن يكون كل شيء وأي شيء، إلا أن يسبغ عليه وصف نهائي عصبة أبطال أو حتى مباراة كرة قدم. رحل الناصيري ليواجه بوشماوي والجريء وبنور والمدب على ملعب محايد هذه المرة وليس في رادس٬لما غلبت شجاعته الحمية وصادر طاغوت وجبروت هذا الرباعي في عرينه ومعقله. الناصيري لا يحتاج هنا لا أنجليزية ولا عبرية ولا أي لغة إحياء كيما كان نوعها٬ فقط رحل بملفه المدعوم بوثائق تحمل شهادات صادمة أقواها شهادة خازن الكاف الأول أحمد أحمد الذي يقول ما يوجب اعتقال المدب وليس مجرد التشطيب عليه من خارطة مسيري الكرة حين جابهه وقال له بصوت مرتفع كما يدعي أحمد بلغ صداه ضيوفا كبارا كانوا على مقربة منه «إما أن تمنح الترجي الكأس أو تتحمل مسؤولية قيام واندلاع ثورة في رادس». ما باح به أحمد يعني في سياقه الجنائي تهديدا صريحا يمس سلامة كل الحضور وليس الملغاشي وحده، ما قاله يعني وجود نية مرفوقة بالترصد والإصرار على التحريض للجحافل التي كانت حاضرة ليلة القدر في ملعب رادس لتحول الملعب لساحة لهب وبركان قابل للإنفجار.. ولا يحتاج الناصيري سوى لمحاميه الذي سافر معه ليترجم له بالشكل والمصطلحات القانونية، ما تعنيه المساومة التي تصدر من مسؤول كروى تونسي ونائب رئيس «الكاف» نفسه النيجيري المرشح لتعويض أحمد وهما يقولان له بالدليل الموثق» اعط تعليماتك للاعبيك بالعودة للملعب وسنساعدك في النسخة المقبلة لتتوج باللقب» وهنا يكون المدب وغيره ممن تابعناهم في ذلك السمر الرمضاني وقد حولوا مباراة نهائية في الكرة لمزاد تباع فيه الألقاب ب«الصولد» وعلى شاكلة «دارت» المعروفة عند أصحاب القروض الحلال بين المواطنين البسطاء كل شهر ينال الحصيصة واحد منهم. المدب والترجي ومن بعدهم الطوفان، كيف لا وهم من رفض الإمتثال لقرار لجنة الطوارئ بإعادة الميداليات والكأس للكاف داخل 72 ساعة من صدور الحكم، وما يزال مدربهم شعباني ولاعبوه يستفزون الجماهير الودادية بتناقل «بوسطات» يعضون فيها بالنواجد على الميداليات ويحملون الكأس. الترجي دولة تتحدى منظمة وهي «الكاف» وامبراطورية وهي «الفيفا» تحدى «الكاف» بالتمرد على أحكامه وتحدى الفيفا من خلال ظهور متكرر لحمدي المدبكل يوم مع وزير تارة مع وزير العدل وأخرى مع الخارجية وتارة مع الداخلية، دون تجاهل رئيس الحكومة الذي تورط داخل ملعب رادس في خرق بروتوكول تسليم الكأس والميداليات الذي هو من اختصاص أحمد ومن يدور في فلك الكاف. الترجي يتحدى الفيفا التي لا تتورع في توجيه تحذيرات للإتحادات والجامعات الكروية المحلية في أن تفصل بين الكرة وبين القطاعات الحكومية، وكثيرة هي المنتخبات التي عانت إبعادا قسريا وقهريا من مختلف المسابقات بقرار الفيفا لا لشيء سوى لأنها أدهلت حكومات محلية معها تدبير القرارات الكروية. ما بلغني وأنا أهم بكتابة هذا العمود أن بوشماوي في مصر إشتغل على آلية جديدة، قيل والعهدة على الراوي أنها ستضمن لأولاد السويقة لقبهم الرابع ووعدهم بأن ينتظروا ذلك يوم 3 يوليوز من الطاس، ولو حدث هذا سيعلن إينفانتينو متواطئا وسأقدم لكم الدليل..لننتظر وبعدها..