حقق منتخب مصر بداية واعدة في بطولة كأس الأمم الإفريقية المقامة على أرضه، بفوزه في المباراة الافتتاحية على زيمبابوي 1-صفر بهدف جناحه "تريزيغيه" الجمعة على استاد القاهرة أمام جمهور كبير. وغصت المدرجات التي تتسع لنحو 75 ألف شخص بالمشاهدين الذين افتقدوا في المواسم الأخيرة حضور المباريات في البطولات المحلية بسبب التدابير الامنية، تقدمهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الاتحاد الدولي (فيفا) السويسري جاني انفانتينو. وسيطرت مصر على الشوط الاول من دون نجاعة بسبب التسرع أمام المرمى، اختتمته بهدف السبق عبر جناحها محمود حسن "تريزيغيه" (41). وفي الثاني، استمر السيناريو مع تحسن طفيف لزيمبابوي، مع فرص تسجيل إضافية لمصر من دون هز الشباك، في ظل تحفظ نسبي للمضيف بحثا عن ضمان النقاط. وتصدرت مصر، مضيفة البطولة للمرة الخامسة والباحثة عن تعزيز رقمها القياسي والتتويج مرة ثامنة، موقتا المجموعة الأولى التي تشهد السبت في القاهرة مواجهة جمهورية الكونغو الديموقراطية وأوغندا. وبعد سحب الاستضافة من الكاميرون لتأخر الأعمال في المنشآت ومخاوف الوضع الأمني، تستضيف مصر الموعد القاري بعد نحو عام من خيبة مونديال روسيا 2018، حيث أثرت الإصابة على أداء نجمها محمد صلاح وحدت من مشاركته، ليخرج الفراعنة من الدور الأول بثلاث هزائم في مشاركتهم الأولى في النهائيات منذ 28 عاما. وكررت مصر فوزها على زيمبابوي في البطولة القارية، بعد تخطيها في الدور عينه 2-1 عام 2004. - الحارسان وصلاح - وأجرى المكسيكي خافيير أغيري تغييرا على تشكيلة أعلنها الاتحاد المصري قبل المباراة، فدفع بأيمن أشرف في مركز الظهير الأيسر بدلا من أحمد أيمن منصور. وضمت التشكيلة محمد الشناوي في الحراسة، محمود علاء وأحمد حجازي كقلبي دفاع والقائد أحمد المحمدي (ظهير أيمن). وجاءت باقي الاسماء متوقعة بخطة 4-2-3-1 مع محمد النني وطارق حامد في الوسط الدفاعي، محمد صلاح وعبد الله السعيد وتريزيغيه في الوسط الهجومي، ومروان محسن مهاجما وحيدا. بدورها، عوّلت زيمبابوي المصنفة 109 عالميا بقيادة المدرب صنداي شيدزامبوا، على نوليدج موسونا لاعب أندرلخت البلجيكي، الموهوب خاما بيليات والمهاجم نياشا موشيكوي لاعب داليان ييفانغ الصيني. ويشارك منتخب "المحاربين" للمرة الرابعة والثانية تواليا، علما بأن خرج من دور المجموعات في كل مشاركاته السابقة. بكرت مصر بالضغط وكادت تسجل من رأسية لمروان محسن تألق الحارس إدمور سيباندا بإبعادها (3). وشكل عبدالله السعيد خطورة على الحارس الذي صد بعد تحرك جماعي جميل بين محمد صلاح ومروان محسن (9)، ثم أطلق السعيد كرة قوية علت العارضة (12). وسدد مروان محسن فوق العارضة (22)، ثم سالت الدماء من أنف قلب الدفاع أحمد حجازي بعد احتكاك رأسي مع أحد لاعبي زيمبابوي، لكن لاعب وست بروميتش ألبيون الإنكليزي أصر على المتابعة. وبعد صدة حاسمة للشناوي أمام بيليات المنفرد (38)، نسج أيمن أشرف جملة مع تريزيغيه على الجهة اليمنى، فتلاعب نجم قاسم باشا التركي بالدفاع وسدد بيمناه في الزاوية اليسرى البعيدة للحارس مفتتحا التسجيل (41). وافتتح تريزيغيه الشوط الثاني بنفس تسديدة الهدف الأول، لكن الحارس حرمه هذه المرة مبعدا كرته اللولبية الى ركنية (50). ونشطت زيمبابوي وهاجمت بانطلاقات سريعة في أول ربع ساعة، ما دفع أغيري الى إراحة محسن والدفع بالمخضرم وليد سليمان. وواصل المنتخب المصري فرصه، ومنها تسديدة لصلاح بيمناه من داخل المنطقة، أرضية بمواجهة الحارس المتألق سيباندا صدها الاخير ببراعة بعد تمريرة بينية جميلة من تريزيغيه (67). وكانت هذه إحدى أخطر فرص صلاح (27 عاما)، أفضل لاعب إفريقي لعامي 2017 و2018 والمتوج مع ليفربول الانكليزي مطلع الشهر الجاري بلقب دوري أبطال أوروبا، وأتت قبل أن يخرج سيباندا أحد نجوم المباراة مصابا في الدقيقة 80. وبحث أغيري عن الحفاظ على النتيجة، فزج بعمرو وردة ونبيل عماد "دونغا" بدلا من السعيد وتريزيغيه. حتى الحارس البديل ألفيس شيبيزيزي وقف بين صلاح والشباك بصده تسديدة يمينية لهداف الدوري الانكليزي في آخر موسمين (87)، لتنتهي المباراة بفوز متوقع لصاحب الأرض ووصيف النسخة الماضية.