يخشى فريق تشلسي الإنكليزي أن تكون المباراة النهائية لمسابقة اوروبا ليغ أمام جاره اللندني أرسنال الأربعاء في باكو، الوداعية لنجمه البلجيكي إدين هازار الباحث عن خاتمة سعيدة قبل نهاية مرجحة لمسيرته في البطولة الإنكليزية الممتازة وانتقال يبدو أقرب من أي وقت مضى، الى ريال مدريد الإسباني. بعد قرابة سبعة أعوام أمضاها في ملعب "ستامفورد بريدج"، من المتوقع أن يرحل قائد المنتخب البلجيكي الى صفوف النادي الإسباني هذا الصيف، علما بأنه لم يجدد عقده الحالي الذي يمتد لنهاية الموسم المقبل. وفي آخر الإشارات على اقتراب هازار من ريال، قال رئيس الأخير فلورنتينو بيريز في تصريحات إذاعية ليل الإثنين "أبدي اهتماما كبيرا بقدومه الى مدريد، لن أكذب بهذا الشأن وآمل في أن يتمكن من اللعب هنا هذا العام"، مضيفا "منذ أعوام عدة ونحن نرغب في الحصول على توقيع هازار، وآمل في أن يأتي هذا العام. الى الآن لم نحقق هذا الأمر، لكن هذه المرة عقده (مع تشلسي) ينتهي في العام المقبل"، علما بأن البلجيكي لم يتجاوب حتى الآن مع محاولات النادي اللندني تجديد هذا العقد. أبقى اللاعب الغموض محيطا بمستقبله مع الفريق اللندني، لكنه قال مع اقتراب المباراة النهائية التي يسعى فيها الى لقبه السادس مع الفريق "أريد فقط الفوز بالكأس في حال كانت هذه مباراتي الأخيرة". وسبق لهازار أن أبلغ فريقه بتوجهه المستقبلي، وسط تقارير ترجح كفة الرحيل الى العاصمة الإسبانية للالتحاق بالنادي الملكي. ما يمكن أن يعيق هذا الانتقال هو العقوبة التي فرضها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على تشلسي بعدم التعاقد مع لاعبين جدد لفترت ي انتقالات على خلفية مخالفته قواعد انتقال اللاعبين الصغار، وهو قرار استأنفه تشلسي أمام محكمة التحكيم الرياضية. وفي حال تم تثبيته، سيحول هذا المنع دون تمكن تشلسي من تعويض انتقال لاعبين من صفوفه الى أندية أخرى، فكيف الحال برحيل نجم من طينة صانع الألعاب البلجيكي الفذ؟ يدرك تشلسي بأن إبقاء هازار في صفوفه لعام إضافي، أي حتى نهاية عقده، يمكن أن يؤدي إلى رحيله دون بدل مالي بنهاية موسم 2019-2020، بدلا من أن يدر الانتقال على خزينة النادي نحو 100 مليون جنيه استرليني (127 مليون دولار)، وهي القيمة المقدرة لانتقال اللاعب. وأقر الإيطالي ماوريتسيو ساري، مدرب تشلسي الذي يبدو مستقبله مع الفريق غير مضمون أيضا في ظل التقارير عن احتمال رحيله الى يوفنتوس، بأن على فريقه الحالي "أن يكون مستعدا في حال أراد (هازار) أمرا مختلفا"، أي في حال لم يرغب في البقاء مع الفريق. وعلى رغم أن ساري لم يحقق كل الأهداف التي تعاقد من أجلها مع النادي اللندني، إلا انه تمكن من إنقاذ موسمه بحجز مركز مؤهل لمسابقة عصبة أبطال أوروبا الموسم المقبل باحتلاله للمركز الثالث في البطولة الممتازة، وذلك بفضل تألق هازار الذي سجل 16 هدفا ومرر 15 كرة حاسمة. يبدي هازار اقتناعه بأن مواسمه لا تقاس بالأرقام والاحصاءات بل بالألقاب. وعندما ي سأل إن كان خاض هذا الموسم أفضل مواسمه في البطولة الإنكليزية يرد قائلا "من ناحية الأهداف والتمريرات الحاسمة، نعم". ويتابع "ولكن بالنسبة لي الموسم الجيد ليس أن أسجل 40 هدفا، فأنا أريد أن أفوز بشيء ما في النهاية. لا أهتم فقط بالاحصاءات". ومنذ انضمامه الى ال"بلوز" موسم 2012- 2013، أحرز الفريق لقب البطولة الممتازة مرتين عامي 2015 و2017، وكأس إنكلترا عام 2018 وكأس العصبة الانكليزية (2015) واوروبا ليغ (2013). ويشكل الانتقال الى ريال، الفريق الذي أحرز لقب عصبة الأبطال 13 مرة (رقم قياسي)، ويدربه حاليا الفرنسي زين الدين زيدان، المثال الأعلى في طفولة هازار، عامل جذب مغريا للاعب الذي قاد منتخب بلاده في صيف العام الماضي الى المركز الثالث في مونديال روسيا. ولو لم يفز تشلسي بعصبة الأبطال عام 2012 للمرة الأولى في تاريخه، يتوقع أن هازار، أحد أكثر اللاعبين المرغوب بهم من قبل الأندية الأوروبية في تلك الفترة، كان قد اختار وجهة أخرى عندما قرر الرحيل عن فريقه السابق ليل الفرنسي. وفي المواسم السبعة التي أمضاها معه، لم يتمكن تشلسي من بلوغ عتبة الدور نصف النهائي في المسابقة القارية الأهم سوى مرة واحدة. وعلى الصعيد المحلي، تراجع رجال المدرب ساري هذا الموسم، وأنهوا الدوري بفارق 26 نقطة عن البطل مانشستر سيتي، وهم أمام احتمال مواجهة صعوبات جديدة الموسم المقبل بحال اختار هازار الرحيل. الفوز في نهائي باكو سيترك المزيد من الذكريات السعيدة لهازار مع ال "بلوز". لكن الأكيد أن نجومية صاحب الرقم 10 الذي تحدى افتقاده البنية الجسدية القوية لاثبات نفسه في البطولة الانكليزية، تجاوزت محيط غرب لندن وملعب ستامفورد بريدج.