النمر الفاسي اصطاد النسر الرجاوي أعاد فريق المغرب الفاسي عجلة التاريخ الى ليلة العيد وتسلح لاعبو الفريق بروح مقابلة الجيش ليعيد التاريخ نفسه ويحقق فريق المغرب الفاسي فوزا غاليا وكبيرا تتجاوز قيمته النقاط الثلاث. فالانتصار على هرم كروي بحجم الرجاء البيضاوي بما يملكه من ترسانة بشرية ونجوم رسمت أجمل اللوحات خلال مسيرتها في الملاعب ستكون له انعكاسات إيجابية على فريق شاب آمن بقدرته على تحقيق ما كان يعتقده البعض بأنه مستحيل. أجواء ما قبل المقابلة ليلة المقابلة لم يكن الحديث في مدينة فاس سوى عن مقابلة الرجاء البيضاوي وعن الكيفية التي سيجاري بها الفريق الشاب نجوم الاخضر البيضاوي وهل بمقدور أبناء الطوسي تحقيق الصعب وحصد النقاط الثلاث؟ المدرب الطوسي قرأ جيدا مكامن النقص في فريق الرجاء واستطاع بخبرته تحديد الدور الواجب على كل لاعب مطالبا لاعبيه بالتقيد التام بالتعليمات وملتزما بالوقت نفسه بعدم التخلي عن نهجه الهجومي. نحن الآن على بعد ساعة من اللقاء جماهير يقارب عددها 30 ألف متفرج تمني النفس بمقابلة ترضي طموحها. كل شي حسم في الشوط الأول دائما يقال أن الربع الساعة الأولى هي لجس النبض ولكن ما حصل في المركب الرياضي بفاس أنها كانت بداية الفرح الفاسي فمن أول محاولة هجومية لفريق المغرب الفاسي استطاع الشيحاني أن يزرع الشهد الأول في مرمى الحظ إثر ضربة زاوية من تنفيذ الدحماني إلى رأس الشيحاني يرسلها الأخير رأسية قوية الحارس الحظ لم يستع أن يفعل أي شيء سوى متابعتها وهي تلج الشباك في الدقيقة الثانية. بداية كهذه كانت مفاجئة للجميع وأعادت خلط الحسابات لدى مدربي الفريقين وكان للاعبي خط الوسط دور حاسم في تحديد سير المباراة، حيث تألق الشيحاني والحراري خلال هذا الشوط وأمدوا المهاجمين تيغانا وبورزوق بالعديد من الكرات.. بالمقابل كان كوني نقطة الضوء الوحيدة للرجاء البيضاوي. الدقيقة 20 شهدت أولى الفرص للرجاء البيضاوي إثر تسديدة لمباركي أبعدها الزنيتي إلى ضربة زاوية التي تولى أبو شروان تنفيذها إلى كوني هذا الأخير لم يضيع الفرصة واضعا الكرة برأسه في شباك فريق المغرب الفاسي معيدا المقابلة الى التكافؤ. بعد ذلك شاهدنا تحركات وتغييرات في المراكز داخل صفوف الرجاء البيضاوي حيث اتجه أبو شروان للجهة اليمنى ولمباركي للجهة اليسرى، لكن دون القدرة على الاختراق ليلجأ لمباركي إلى التسديد من بعيد أو محاولة الاختراق عبر اللعب الفردي. هذا الهدف لم يربك لاعبي المغرب الفاسي فقد استمروا في التبادل السليم للكرات واللعب على الأطراف والاستفادة من سرعة الحموني، حيث كان بإمكان تيغانا تسجيل هدف محقق لو استغل بالشكل السليم تمريرة بورزوق العرضية. الدقيقة 40 وإثر كرة طويلة من الشيحاني إلى بورزوق الذي هيأها للقادم من الخلف موسى تيغانا، هذا الاخير أرسل قذيقة لا تصد ولا ترد على يمين الحارس الحظ مسجلا الهدف الثاني للفاسيين. حمزة بورزوق بعد ذلك بدقيقة كاد أن يضيف الهدف الثالث لولا التدخل الرائع للحظ الذي أبعد تسديدة بورزوق. لينتهي الشوط الأول بتقدم فريق المغرب الفاسي بهدفين مقابل هدف وحيد ولتبدأ الاحاديث خلال فترة الإستراحة حول ردة الفعل الرجاوية المتوقعة وهل ستسعف اللياقة لاعبي الماص في مجاراة الهجمات الخضراء؟ شوط ثاني والماص تحقق الأماني انتظرنا ردة فعل قوية من لاعبي الرجاء البيضاوي مع بداية الجولة الثانية وهذا ما كان خلال الدقائق الخمسة الأولى فقد سنحت فرصتان لأبو شروان والصالحي لكن ضعف التركيز جعل كرتهما تبتعد عن المرمى. في الدقيقة 55 نجح سعيد الحموني رجل المقابلة في التوغل داخل منطقة الجزاء، حيث تمت عرقلته من طرف أولحاج، لكن الحكم بوليفة أمر باستمرار اللعب وسط صرخات جماهير الماص. المدرب هنري ميشيل شعر بخطورة الموقف حيث سارع بإجراء التبديلات فأخرج بايلا الذي لم يقدم شئيا وأدخل نجدي لزيادة الفاعلية الهجومية ولكن لا يمكن لعنصر واحد إحداث الفارق في ظل مجموعة مهلهلة كانت شبح لهرم كروي اسمه الرجاء.. فقد استمرت السيطرة لأصحاب الأرض وكان بإمكانهم التسجيل أكثر من مرة عبر كوني ولمراني في الدقائق 67 و73. الجهد الكبير الذي بذله لاعبو المغرب الفاسي أثر على البعض فأجرى المدرب الطوسي تبديلين باخراج الدحماني ودخول قادر فال وخروج بامعمر ودخول بناي، حيث أراد الطوسي بهذين التبديلين الإصرار على اللعب بنزعة هجومية ومحاصرة لاعبي الرجاء في منطقتهم وكان له ما أراد، حيث لم تسجل طوال الدقائق المتبقية أي فرصة للرجاء البيضاوي بينما كان بإمكان قادر فال إطلاق رصاصة الرحمة لو تعامل بشكل جيد مع كرة الحراري العرضية. لينتهي اللقاء بفوز مستحق للنمور الصفر جعل الفريق يحتل الرتبة الثالثة ويبدأ التحضير لمقابلة ربع نهائي كأس العرش الأسبوع القادم، بينما يجب على القلعة الخضراء معالجة الخلل مبكرا خاصة أن الرجاء البيضاوي قادم على خوض منافسات العصبة الإفريقية. هل غير المغرب الفاسي أهدافه؟ الجميع يعلم أن فريق المغرب الفاسي حدد أهدافه قبل بداية الموسم من خلال اللعب على تنشيط البطولة ومحاولة المنافسه على لقب كأس العرش. والآن وبعد خمسة دورات فريق المغرب الفاسي يجد نفسه على بعد 3 نقاط من المركز الأول إضافة إلى أداء راقي من الفريق خلال آخر دورتين.. فهل تفتح الانتصارات شهية اللاعبين نحو المزيد ونرى النمور الصفر يعتلون منصة التتويج ؟