زاناكو الزامبي - الفتح الرياضي نقطة واحدة تفصل الفتح عن المربع الذهبي جيبوها يالولاد لنرقص في عيد الميلاد يعود فريق الفتح الرياضي مجددا إلى الواجهة الإفريقية ليخوض مباراته الهامة ضد زاناكو الزامبي برسم خامس جولات كأس الإتحاد الإفريقي، حيث تفصله نقطة واحدة للمرور إلى دور النصف النهائي، وسيكون هذا أكبر إنجاز تاريخي يحققه في مشواره الإفريقي. ويدرك لاعبو الفتح أن لهم فرصة أخيرة لحسم كل الأمور لصالحهم إذا ما قدموا مباراة جيدة تمكنهم من حجز بطاقة التأهيل إلى نصف النهاية. وبرغم صعوبة هذه المباراة فإن الفتح له من الإمكانيات ما يجعله قادرا على كسب هذا الرهان الإفريقي. وتعبأت مكونات الفتح التي وضعت كل الإمكانيات أمام الفريق حتى تكون الرحلة موفقة، يضمن فيها الفريق التأهيل عن جدارة واستحقاق. وبحكم المعنويات المرتفعة للاعبين، فإنهم قادرون على حسم المباراة لصالحهم برغم أن الخصم ليس بالسهل، حيث يتوفر على لاعبين جيدين، وكان الفتح قد وجد صعوبة كبيرة في الفوز عليه بالرباط بأكثر من هدف، إذ يتميز لاعبو زاناكو بالسرعة في بناء عملياته الهجومية وبالمقابل يشهد للفتح بدفاع قوي ومستميث. ويبدو مشوار الفتح إفريقيا أشبه بالمغامرة، إذ أن المكتب المسير لم يكن قد وضع كأس الإتحاد الإفريقي من ضمن الأهداف الأولية، بل اعتبرها محطة فقط لكسب مزيد من الخبرة واكتشاف الأجواء الإفريقية، إلا أنه سرعان ما كذب كل التكهنات فأسقط أعتد وأقوى الأندية بما فيها حامل اللقب الإفريقي سطاد مالي، وأصبح يشكل كابوسا لأندية أخرى. ونجح كثيرا عندما تأهل إلى دور المجموعات في أول إنجاز يحققه في تاريخه وأصبح الممثل الوحيد للكرة المغربية على الواجهة الإفريقية بعد خروج كل من الرجاء، الجيش والدفاع الجديدي من الإقصائيات، لتبقى كل الآمال معلقة على الفتح في هذه المسابقة، حيث يتوفر على حظوظ وافرة للمرور إلى دور النصف النهائي. وبعودته من الإسكندرية بفوز تاريخي على حرس الحدود المصري بهدفين لهدف واحد يكون الفتح قد قوى من حظوظه في المور إلى دور النصف النهائي، إذ تكفيه نقطة واحدة يحققها في لوساكا أمام زاناكو ليتأهل بلا «صداع الرأس» وبكل تأكيد أن هذه المواجهة لن تكون سهلة خاصة وأن زاناكو مازال يبحث عن طوق النجاة، إذ يعتبر نفسه ما زال في السباق، وأن فوزه على الفتح سيقوي من حظوظه، وهو الشيء الذي لا يجب السقوط فيه، إذ لا بد من الحذر في هذه المواجهة، وعدم التسرع واللعب بلا أخطاء فردية التي غالبا ما تعطي الإمتياز للخصم، وبما أن لاعبي الفتح وصلوا إلى مرحلة كبيرة من النضج الكروي واكتسبوا من هذه المشاركة خبرة كبيرة ومكنتهم من إكتشاف الأدغال الإفريقية والإندماج معها والإستئناس بها. وبعودته كذلك من الدارالبيضاء بنتيجة إيجابية أمام الرجاء البيضاوي، بل كان قريبا من الفوز، يكون الفتح قد عرف تحولا كبيرا على مستوى أدائه، إذ أبان لاعبوه على أداء مقبول وفي المستوى المطلوب، لذلك فهذه المحطة كانت في حد ذاتها استعدادا لمباراة زاناكو الهامة والمصيرية، حيث أشرك المدرب حسين عموتا بعض اللاعبين الذين كانوا يجلسون في كرسي الإحتياط وأبانوا على مستوى جيد وأكيد سيشرك بعضهم في مباراة زاناكو بالنظر للغيابات الوازنة في صفوف اللاعبين (روكي، الخالقي ومنصور)، إلا أن العزيمة والإرادة كافيان لتحقيق المبتغى ويصعد إلى المربع الذهبي ، حيث سيكبر الحلم الفتحي الممثل الوحيد لكرة القدم المغربية على الواجهة الإفريقية. ولم تعد الطقوس والأجواء الإفريقية تخيف لاعبي الفتح، بل أصبحوا متمرسين عليها بعد أن خبروا خباياها وأسرارها، فبالرغم أن الرحلة ستكون صعبة ومتعبة وطويلة فإن عزيمة اللاعبين قوية للحصول على نتيجة إيجابية، حيث سيواجه اللاعبون حرارة مفرطة هناك، إذ تعيش لوساكا حاليا جوا حارا وجافا، إذ تصل درجة الحرارة إلى 30 درجة، ولن تنل من عزيمة اللاعبين على اعتبار أنهم سبق وأن لعبوا تحت شمس حارقة ورطوبة عالية. زاناكو فريق مثقل بالألقاب على مستوى بطولة زامبيا، وأكيد أنه لن يفوت الفرصة على ميدانه وأمام جمهوره، إذ البقاء في السباق، ويرى أن فوزه على الفتح قد يمنحه ثقة أكبر، وعلى الفتح أن يلعب الكل للكل حتى يسقط زاناكو بميدانه تماما كما فعل بحرس الحدود بمصر، حيث أبان اللاعبون على مهارات كبيرة وامتصوا ضغط الخصم والجمهور، وقدموا مستوى جيد، لذلك سننتظر نفس السيناريو بلوساكا. يدرك مسؤولو الفتح ولاعبوه وطاقمه التقني أنهم يلمعون صورة الفريق أولا وصورة الكرة المغربية ثانيا، والخيار الوحيد لرفع كل إلتباس هو تحقيق حلم العمر بالعودة بنتيجة إيجابية من لوساكا، لحسم الأمور قبل النزال الأخير ضد الصفاقس التونسي الذي يعتبر من أقوى الأندية في هذه المجموعة، وله تجربة إفريقية كبيرة. بالتوفيق إن شاء الله لبعثة الفتح، ويعود الفريق بالتأهيل المستحق من قلب لوساكا ويحقق إنجازا تاريخيا غير مسبوق في تاريخه الكروي، إذ سيعمل على تلميع صورته إفريقيا، وتشريف الكرة المغربية أحسن تشريف بعد إنجاز التأهيل لدور المجموعات.