تمكن فريق الدفاع الحسني الجديدي بمدربه الجديد جمال فتحي من إحراز لقب النسخة الثالثة والعشرين من الدوري السنوي المرحوم أحمد النتيفي الذي دأب فريق الراسينغ البيضاوي على تنظيمه وفاءا باعتراف الأب الروحي للفريق. وقد جاء تتويج الدكاليين على إثر فوزهم في المباراة الأولى على الكوكب المراكشي بحصة هدفين مقابل هدف واحد، ثم فوزهم على المغرب التطواني بالضربات الترجيحية بعدما انتهت نتيجة المباراة بالبياض ليتأهلوا إلى المباراة النهائية التي جمعتهم بالرجاء الرياضي. وقد تميزت الجولة الأولى من هذه المباراة النهائية التي قادها حكم الوسط السيد اليعقوبي من عصبة الشرق وتابعها جمهور متوسط العدد، بالإندفاع القوي، خصوصا من طرف العناصر الرجاوية التي حاولت مباغثة الدكاليين في الدقائق الأولى من المباراة، حيث انسل اللاعب عمر نجدي من الجهة اليمنى ومرر عرضيا في إتجاه منطقة العمليات ليتلقف أكناو الكرة على الطاير ويسدد بقوة لتلتطم كرته بالعمود الأيسر للحارس أيوب لاما. ويستمر الضغط الرجاوي بتمريرة أخرى من بلخضر في الدقيقة الخامسة في إتجاه باب ندياي الذي سدد في يد الحارس. ولم يقف الجديديون مكتوفي الأيدي، بل بادروا إلى شن هجوم مضاد تكسر على مشارف مربع العمليات تتدخل عنيف من المدافع بلمعلم الذي كاد أن يتسبب خطأه في الهدف الأول بواسطة الضيفي على إثر تمريرة محكمة من اللاعب كروشي. وتواصلت الهجومات والهجومات المضادة بقيادة كل من الضيفي ومزكوري من الجانب الجديدي، وكوكو وفتاح وألاص من الجانب الرجاوي. وكانت أبرز محاولة لافتتاح حصة التسجيل على الإطلاق، هي تلك التي أتيحت لباب ندياي في الدقيقة الخامسة والثلاثين عندما تلقى كرة جميلة من زميله بلخضر ويضيع ببشاعة أمام استغراب الجميع، وهو هداف دوري الدرجة الثانية للموسم المنصرم رفقة الفريق الحريزي. مع إنطلاق الجولة الثانية، وعلى إثر هجوم خاطف قاده بلال الدنكير من الجهة اليسرى ثم تمريرة ذكية من محسن متولي «البدين» في اتجاه نجدي الذي هز الشباك، وبالتالي يرفع من إيقاع المباراة التي لجأ خلالها المدربين جمال فتحي وهنري ميشيل إلى القيام بمجموعة من التغييرات، ليس من أجل إخضاعهم للتجريب وإنما من أجل الظفر بلقب الدورة لإعطاء شحنة معنوية للفريق وهو يستعد لدخول منافسات كأس العرش والبطولة الوطنية التي من المتوقع أن تكون حارقة نظرا للإستعدادات الجدية والإنتدابات التي ما تزال على أشدّها للظفر بهذا اللاعب أو ذاك. ومع مرور الدقائق، أصبح الجديديون أكثر احتكارا للكرة بعد سلسلة التغييرات التي قام بها جمال فتحي وحسن قراءته لأسلوب لعب الرجاء مع الضعف الحاصل على مستوى الخط الدفاعي الذي كان مصدر قلق الطاقم التقني للنسور منذ نهاية معسكر ويلنس والغولف بالجديدة. ومارس الجديديون ضغطهم إلى أن تمّ إقحام اللاعب الرك مسجل هدف الدفاع الحسني الجديدي الوحيد في المباراة الودية والتي أجراها الفريقان بالجديدة عندما كان الرجاء يخوض معسكره المغلق الثاني بالغولف، ليجدد رسالته إلى المسؤولين الجديديين على أنه الهداف القادم الذي لا يجب التماطل أو الندم في التوقيع له رفقة الكتيبة الدكالية، حيث تمكن في حدود الدقيقة السابعة والثمانين من هز شباك الحارس طارق الجرموني بيسرى ساحرة وقوية قضت على كل آمال الرجاويين وكشفت عيوب الخط الدفاعي الذي لم يكن منسجما ولا مؤهلاً لخوض مجموعة من الإستحقاقات التي تراهن عليها الفعاليات الرجاوية. وبنتيجة هدفين مقابل هدف واحد، يتمكن أصدقاء الرياحي وشاكو من تجريد النسور من لقب النسخة الأخيرة لدوري النتيفي.