إنتظرت كثيرا رد الوداد فلما تأخر أشرت على عرض غيماريس بالقبول حلم الإحتراف تأجل سنة كاملة بعد عرض غروثرفورت وآخن الألمانيين الزاكي أدخلني عالم الإحتراف وجمهور الوداد سكن القلب العقل أعرف أنني أحمل عبئا ثقيلا ولكنني واثق من كسب الرهان كان رجلا سعيدا عندما إلتقيناه ساعات فقط بعد أن ختم بالتوقيع الماسي على عقد الإرتباط مع نادي فيتوريا غيماريش البرتغالي، فقد شعر فوزي عبد الغني الزئبق الأحمر أنه حقق واحدة من أغلى أمانيه، واحدا من أكبر أحلامه وهو يعبر إلى الضفة الأخرى للنحث في صخور الإبداع، ولتقديم نفسه في صورة اللاعب الملهم. قطعا لا يرى فوزي عبد الغني في الرحيل عن الوداد وقد أسهم مع زملاء له في إهدائها لقب البطولة والإنتقال إلى البرتغال تجسيدا لرغبة كبيرة في تحسين الوضع المادي، لكنه يرى في ذلك أيضا عبورا إلى عالم الإنضباط والإحتراف لتطوير الأداء والتغلغل في عوالم السحر الكروي. فوزي عبد الغني يقدم السيناريو الكامل لإنتقاله إلى فيتوريا غيماريش. المنتخب: كنا نتوقع أن تمدد إقامتك داخل الوداد وهو مقبل على منافسات عصبة الأبطال الإفريقية، فإذا بخبر إنتقالك إلى البرتغال منضما لنادي فيتوريا غيماريش يصيبنا جميعا بالدهشة، كيف حصل هذا التحول المفاجئ؟ فوزي عبد الغني: لا أراه تحولا مفاجئا بقدر ما أراه تحولا منطقيا وطبيعيا، فقد كنت أنتظر من الوداد ردا نهائيا بخصوص تمديد العقد واقترحت لذلك شروطا مادية وضعتها بكل أمانة، وانتظرت لبعض الوقت وعندما أيقنت أن الوداد مبطئ في الرد علي، تحولت مباشرة إلى رجل أعمالي السيد منصور قريمع الذي تسبقه سمعته، فرجوته أن يبحث في أسرع وقت ممكن عن الإحتمالات الموجودة، ولم تمض أيام بل ساعات حتى كان أمامي عرض نادي فيتوريا غيماريش، درسته بمعيته وتوصلنا إلى أنه عرض جيد ويضمن لي كل شروط الراحة فأشرت عليه بالقبول، وأنا في غاية السعادة لأنني أنجزت شيئا كنت أحلم به.. المنتخب: هل شعرت بأن إدارة الوداد تماطل في تحيين أو تمديد العقد؟ فوزي عبد الغني: إرتبطت أول الأمر مع الوداد بعقد لخمس سنوات، هذا العقد إنتهى فعليا مع نهاية الموسم الحالي، وأنا سعيد كونه إنتهى بتتويج الوداد بلقب البطولة، وقد كنت أنتظر أن يفاتحني المسؤولون في موضوع تجديد العقد قبل إنتهاء مدته، إلا أن ذلك لم يحصل، لذا لم يكن أمامي من خيار سوى الرحيل. المنتخب: كان بالإمكان مثلا أن تنضم للغريم الرجاء؟ فوزي عبد الغني: لم أفكر عميقا في الأمر، فقد كنت أقول مع نفسي إما أن أستمر مع الوداد بشروط تفضيلية تناسبني وإما أن أشد الرحال إلى أوروبا تحديدا لأحقق حلما طالما راودني، والحمد لله أنني وجدت في وكيل أعمالي من ساعدني على ذلك. المنتخب: ولكن كان بمقدورك دخول هذه التجربة الإحترافية بداية الموسم الماضي بعد الصورة الرائعة التي ظهرت بها مع الوداد في دورة الزيتون بألمانيا؟ فوزي عبد الغني: بالفعل كنت قد تلقيت يومها عرضين من نادي غروثو فورت ومن نادي آخن الألمانيين، إلا أن المفاوضات بين الوداد وبين الناديين لم تثمر عن أي شيء، علما بأنني كنت يومها أقضي آخر سنة لي مع الوداد، وقد شاء الله أن يتأجل هذا الحلم ليصبح هذا الموسم حقيقة. المنتخب: وعندما يتحقق تنضم لفريق برتغالي وليس لفريق ألماني؟ فوزي عبد الغني: أهم ما في الأمر أنني سأنضم لفريق أوروبي، فلطالما سئلت إن كنت أتطلع للإحتراف الخارجي فأجيب على الفوز، ومن من اللاعبين المغاربة لا يستهويه الإحتراف الخارجي، وعندما أسأل عن الوجهة التي أتمناها كنت دائما أقول أوروبا، لأنني متطلع لمناخ كروي أستطيع التكيف معه وأستطيع فيه تطوير ملكاتي الفنية.. وقد زادت هذه الحاجة اليوم، أولا لأنني أتقدم في السن وأحتاج لطفرة نوعية وليس هناك فضاء غير الفضاء الأوروبي يستطيع أن يضمن لي هاته الطفرة وثانيا لأنني أصبحت مسؤولا عن عائلة وعلي أن أؤمن لهذه العائلة ظروف عيش كريم. المنتخب: هل أرضتك القيمة المالية لهذا الإنتقال؟ فوزي عبد الغني: الحمد لله، أنا رجل قنوع أولا ومؤمن بما يقدره الله فهو الرزاق، ثم إن إنتقالي إلى فيتوريا غيماريش وتحديدا للبطولة البرتغالية ليس سوى محطة أولى في مشوار إحترافي أسأل الله أن يكون موفقا. المنتخب: كان بالإمكان أن تنتقل إلى إحدى الأندية الخليجية بمقابل مادي أفضل؟ فوزي عبد الغني: طبعا، فقد تلقيت بعض العروض من أندية خليجية ولكنني فضلت أن يكون إحترافي الخارجي بناد أوروبي، ليس تنقيصا من الأندية العربية والخليجية، ولكن لأن خاماتي الفنية يناسبها المناخ الكروي الأوروبي، ثم إنني أتطلع جاهدا لتحسين أدائي وتطوير ملكاتي لأخدم كرة قدم بلدي من خلال الفريق الوطني. المنتخب: ماذا تعرف عن نادي فيتوريا غيماريش البرتغالي؟ فوزي عبد الغني: البطولة البرتغالية كانت لمدة زادت عن 20 سنة قبلة للاعبين المغاربة، ولا أعرف لاعبا مغربيا فشلت تجربته الإحترافية بالبرتغال، فهناك من كانت لهم البطولة البرتغالية محطة عبور أمثال نورالدين نيبت، عبد الإله صابر، يوسف حجي، يوسف شيبو، الطاهر الخلج، وهناك من لازموا البطولة البرتغالية وأبدعوا فيها أمثال رضوان حجري، حسن ناضر، الحضريوي، فرتوت وبويبود وأخيرا وليس بآخر طارق السكتيوي. إذا أنا موقن من أنني سأندمج سريعا مع نادي فيتوريا غيماريش وتحديدا مع البطولة البرتغالية.. لقد تحدثت لرئيس النادي السيد إيميليو ماسيدو ووجدت منه كامل الترحيب، وقال لي بالحرف: «بيننا لن تشعر بالغربة، ثم إن المغرب لن يكون إلا على بعد خطوة منك»، وهذا عنصر بالغ الأهمية أجده في صالحي. المنتخب: أنت تتوجه للعب بالبرتغال بعد أن إنقضى زمن لم نسمع فيه بلاعب ينتقل للعب هناك ولم نسمع فيه إلا نادرا بلاعبين مغاربة ينتقلون صوب أوروبا، هل تشعر أنك تحمل عبئا ثقيلا؟ فوزي عبد الغني: أنا ذاهب إلى البرتغال لأحسن صورة اللاعب المغربي هذا أول شيء، وأنا ذاهب في مستوى ثاني لكي أعمل في ظروف جيدة مطبوعة بالإحترافية على تطوير مستواي لأفيد بلدي وفريقي الوطني، لذلك أعي ثقل وحجم المسؤولية وأكثر منه أنا على إستعداد لبذل أقصى جهد من أجل أن أوفق في عملي.. المنتخب: وتعرف أيضا أن الإحتراف الأوروبي يفرض الإنضباط والتركيز والنجاعة؟ فوزي عبد الغني: كل هذه الأشياء حالفني الحظ في الوقوف على ضرورتها وأنا ألعب للوداد وأجاور لموسمين كاملين مدربا بقيمة الزاكي بادو، فقد كان لنا كلاعبين نعم الموجه، كان ينصحنا بالعمل الجدي، بالتغذية المتوازنة، بالإنضباط وبالعمل بروح الفريق وعدم التفريط في قوة الشخصية، لذا أعتبر نفسي مؤهلا فكريا وذهنيا وحتى بدنيا لأستجيب لضرورات الإحتراف الخارجي، وهنا أشكر غاية الشكر الإطار الكبير الزاكي بادو لأنه كان صاحب فضل كبير على فوزي عبد الغني. المنتخب: لا تنسى أنك تنضم لفريق حل خامسا في بطولة البرتغال للموسم الماضي؟ فوزي عبد الغني: لقد أمكن لي أن أتعرف كثيرا على الفريق من خلال المعطيات الواردة عنه في الأنترنيت، لقد حل خامسا الموسم الماضي وراء بنفيكا البطل، سبورتينغ براغا، بورطو، سبورتينغ لشبونة وقد ضاعت على الفريق فرصة لعب منافسات أوروبا ليغ بعد أن تفوق عليه مارتيمو بالنسبة العامة للأهداف، ما يعني أنه خلال هذا الموسم سيجاهد الفريق من أجل تحسين أدائه لإحتلال مرتبة أفضل. المنتخب: لابد وأنك تذكر الظروف التي قدمت فيه للوداد والظروف التي ترحل عنها فيها اليوم؟ فوزي عبد الغني: أنا إبن العطاوية، لعبت صغيرا لنهضة العطاوية، ويعود الفضل إلى جمعية أحمر أبيض في مجيئي إلى الوداد التي إنضمت لها قبل خمس سنوات، لعبت معارا لموسم واحد لشباب المسيرة، ثم عدت إلى الوداد في الموسمين الأخيرين قد توجتهما ولله الحمد بالفوز بلقب البطولة، وكنت على إستعداد للبقاء في المغرب لو أستجيب لمطالبي، إلا أن القدر أراد أن أنتقل إلى البرتغال منضما لواحد من الأندية الكبيرة. المنتخب: متى تنضم لفريقك البرتغالي؟ فوزي عبد الغني: الفريق إستأنف تداريبه منذ مدة بالبرتغال، بالمنطقة ذاتها التي يتواجد فيها، وهي منطقة تقصدها أغلب الأندية البرتغالية للتحضير، سفري سيكون نهاية الأسبوع، ولا أظن أنني أحتاج لوقت طويل لأساير التحضيرات إعتبارا إلى أن بطولة البرتغال ستنطلق بعد 45 يوما. المنتخب: أن تلعب للوداد وتعيش الأجواء الإحتفالية التي تطبع المباريات وبخاصة مباراة الديربي فهذا معناه أنك إرتبطت وجدانيا بجماهير الوداد، هل ستصبر على فراقها؟ فوزي عبد الغني: دعني أقل لك أنني عشت لحظات رائعة مع الوداد أبدا لن تزول من ذاكرتي، وكل ما أرجو تحقيقه كلاعب الفضل فيه بعد الله للوداد بمسؤوليها وجماهيرها، وفي مناسبة الرحيل أخص بالشكر الجزيل الجماهير الحمراء التي إحتضنتني منذ كنت لاعبا في صف الشبان، ومسؤولي الوداد وأيضا مسؤولي شباب المسيرة الذين مكننوني من فرصة الظهور في القسم الأول، والصحافة الوطنية التي قدمتني للجماهير، وأدعوكم جميعا بالدعاء بالنجاح. المنتخب: ترحل صوب البرتغال وقلبك مع الوداد ومع الفريق الوطني؟ فوزي عبد الغني: هذا صحيح فأنا مدين للوداد بما يجعلني أتابع نتائجه وأتمنى له كامل التوفيق الموسم الحالي بخاصة وأنه سيكون سفيرا للكرة المغربية في عصبة أبطال إفريقيا، ثم إن قلبي كله مع الفريق الوطني الذي سيدخل عهدا جديدا مع المدرب البلجيكي غيريتس، وأرجو أن أوفق في إقناعه بمنحي فرصتي لأخدم أسود الأطلس. حاوره: