إِشْرَاقَةُ الْغَيْثِ (2/2)

اِقْرَأْ ندى السُّبُحاتِ ابْعَثْ به جُرُزًا وَانْشُرْ شَذَا الْكَلِمِ الْمَخْتُومِ بالْحِكَمِ
إِنِّي أَرَاكَ بِأُمِّ الْأَرْضِ مُغْتَرِبًا إِنِّي أَرَاكَ أبا الزَّهْراءِ فِي أَزَمِ
وما قلاك، فهل يُخْزِيكَ يا قَمَرًا يَقْرِي النُّجومَ بضوءِ الْحُبِّ والسَّلَمِ؟
اَلْكَلُّ فِي أَلَقِ الْأَحْداقِ تَحْمِلُهُ واللَّيْلُ فِي حَدَقِ الْإِشْرَاقِ كالْحُلُمِ
اَلظامئون لكأسِ الْفَضْلِ تمنحهم قَطْرَ النَّدى وتَبُثُّ الْوَصْلَ فِي الرَّحِمِ
بِالْآيِ جِئْتَ سِراجًا فاشْتهَوْا عبثًا لو يُطْفِئُونَ مَصابيحَ الْهُدى بِفَمِ
إِنْ يَنْثروا غَضَبًا شَوْكَ الْأَذى لَهَبًا لن يَسْطُرُوا بصماتِ الشَّمْسِ بِالْقَتَمِ
كَمْ حَاصَرُوكَ بِشِعْبِ الْمَوْتِ كم مَكَرُوا كَمْ جَرَّعُوكَ كُؤُوسَ الْهَمْزِ والتُّهَمِ
كَمْ طَارَدُوكَ غَرِيبَ الصَّوْتِ كم سَخِرُو كَمْ أَلبسوكَ جُنُونَ الشَّاعِر ِالْوَهِمِ
يا دُرّةَ الْكَوْنِ إِنْ ذُقْتَ الْأذى سَفَهًا وانْهَالَ نَزْفًا جُرْحُ الْقَلْبِ والْقَدَمِ
وانْثال دمعكَ والشَّكْوَى بِلا جَزَعٍ ما جَالَ فِي الْخافقِ الْمَكْلُومِ مِنْ سَأَمِ
صَوِتٌ يَجِيئُكَ مِنْ غَيْبِ المدى مَدَدًا يَجْرِي على صَفَحَاتِ اللَّوْحِ مِنْ قِدَمِ
يسري بِمنعرجاتِ الرُّوحِ بَلْسمها سلوى تُطِلُّ كَنُورِ الشَّمْسِ فِي السُّدُمِ
الْأخْشَبَانِ فداكَ.. الْأخْشَبَانِ هُنا لو شِئْتَ لَانْطَبَقَا فِي مَشْهَدِ النِّقَمِ
تعفو وتحلم ترجو أن تَرَى نُجُمًا تَأْتِيكَ مِنْ نَسَماتِ الْغَيْمِ كَالْيَمَمِ
يا قِبْلَةَ الرُّحَماءِ ارْكَبْ سَفِينَكَ سِرْ شَطْرَ السَّمَاءِ وَشَطْرَ الْآيِ وَالنِّعَمِ
يَطْوِي الْبُرَاقُ إلى الأقصى الدُّج رغبًا وَالْقُدْسُ تُشْرِقُ بَعْدَ الْألْيُلِ الدُّهُمِ
يا أيها القمر الساري من الحرم كالنور كنتَ إمامَ الشُّهْبِ فِي الظُّلَمِ
فِي الْغارِ ضَوْءُ يَقِينٍ أَنْتَ مَشْرِقُهُ وَالْعَنْكَبُوتُ تَخِيطُ الْأَمْنَ فِي هِمَمِ
فِي الْغارِ تهمس لا تَحْزَنْ فمن مَعَنا أَنْجَى الْكَلِيمَ وأَهْلَ اْلكَهْفِ مِنْ وَغَمِ
وَما رَمَيْتَ بِبَدْرٍ إِذْ رَمَيْتَ حَصًى وَهَلْ تَخِيبُ وَجُنْدُ اللهِ كَالْقِمَمِ؟!
مَا لَامَ يُوسُفُ يَوْمَ الْفَتْحِ إِخْوَتَهُ وَمَا أَهَانَ بُغَاةَ الْأمْسِ ذو الشِّيَمِ
اَلأرضُ ضَاقَتْ بِنَا فَقْدًا بِمَا رَحُبَتْ وَالْوَهْنُ دَبَّ وَكُنَّا صَفْوَةَ الْأُمَمِ
إِنِّي أَحِنُّ إِلَيْكَ الْيَوْمَ فِي وَلَهٍ كَالْجِدْعِ حَنَّ أَسًى فِي صَوْتِهِ الرَّخِمِ
صَلَّى عَلَيكَ بديعُ الشَّوْقِ ما خَشَعَتْ عَيْنٌ بِدَمْعٍ مِنَ الْأشْواقِ مُنْسَجِمِ