كان حديث البخاري" المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" موضوع خطبة للجمعة اليوم. وقد أفادت الخطبة بدلالات السلامة من أذى اللسان في الغيبة والنميمة وفي ما يجري على اللسان من كلام لا يلقى له بال يرفع العبد إلى الجنة أو يهوي به في جهنم . واللسان هو المعبر عما في النفس في الماضي والموجود والحادث وهو أعم من اليد التي يمكن أن تشارك اللسان بالكتابة.والحال، أن ما يثير في هذا الحديث، بصرف النظر عن الأذى الذي نتعرض له يوميا من الأقوال وكثير من الأفعال، هي كلمة "المسلم" بأل المعرفة . فقد ورد في كتاب فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني النص التالي:" قوله: (المسلم) قيل: الألف واللام فيه للكمال، نحو زيد الرجل أي: الكامل في الرجولية.وتعقب بأنه يستلزم أن من اتصف بهذا خاصة كان كاملا.ويجاب: بأن المراد بذلك مراعاة باقي الأركان، قال الخطابي: المراد أفضل المسلمين من جمع إلى أداء حقوق الله تعالى أداء حقوق المسلمين".والحديث كما نعلم يدخل عند الفقهاء في باب علامات المسلم والتي هي سلامة المسلمين من لسانه ويده لأنه – كما يقول صاحب الفتح الباري- "إذا أحسن معاملة إخوانه فأولى أن يحسن معاملة ربه، من باب التنبيه بالأدنى على الأعلى". ويدخل في اليد دون غيرها من الجوارح عند العسقلاني ، اليد المعنوية كالاستيلاء على حق الغير بغير حق. وبعد هذا، قد يتساءل السامع البسيط الذي فضل عدم اللغو في الجمعة، عن "المسلم" الآن في بلاد المسلمين؟؟ أي ذلك المسلم المتصف بالرجولة الجامعة بين حقوق الله وحقوق المسلمين؟؟؟ كما قد يتساءل عن مصير ما تبقى من كتاب الإيمان من حديث البخاري: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه"؟؟؟