للمسائية العربية : تارودانت الرجل الستيني البسيط والمسالم ،وبعد تفرق الجمع من الناس اغرورقت عيناه من شدة الحكرة التي أصابته،أخد يحكي بمرارة: لماذا هذا التصرف من شخص يفترض أنه رجل يحرص على الالتزام بالقانون واحترامه ؟ لماذا أنا عن بقية خلق الله ،في الحي ، في كافة تراب المقاطعة التابعة لهذا القائد ،بل في كافة تراب بلدية تارودانت؟ لماذا ولماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ القائد الشاب اليافع المتحمس لم يراعي أبسط حقوق الانسان في حق مواطن شريف فتح دكانه ليعمل على تحصيل قوت يومه ومتطلبات العيش اليومي لأفراد أسرته ، وإن افترضنا جدلا أنه خالف ضوابط استغلال الملك العمومي ،هل القانون يا قائد يمنحك الحق في اتلاف بضاعة الغير؟ هل هذا ما استنتج واستخلص و استوعب من آخر لقاء لوزير الداخلية بولاية اكادير ؟ ألا تتذكر و تستحضر يا قائد أن الشرارة التي صبّت الزيت على النار في اندلاع الربيع العربي انطلاقا من تونس كانت الحكرة...؟ ألا تعلم يا قائد أن المواطن المغربي الأصيل قد يسمح و يتساهل مع أي شيء إلا الحكرة...؟ ألا تعلم يا قائد انك بذلك تعطي نموذجا سيئا للازدواجية في التعامل مع المواطنين المغاربة وجعل منهم درجات؟ يا قائد،إذا طبق القانون ،طبق على الجميع وليس على المغبون والمقهور وحده ،عيبه الوحيد أنه لا يجيد نوعا وشكلا من "التعامل والتفاهم" مع "عينة" من موظفي الادارة المغربية ووو....،فيما يتم غض الطرف عن آخرينربما يحسنون فن " الاحسان". نعم لتحرير الملك العمومي ، نعم للنظام و التنظيم والأمن و احترام القانون، نعم لحكامة جيدة ، ونعم لدولة المؤسسات والقانون ، لكن لا للانتقائية ، ولاللعبثية ، ولا لسلطوية مفرطة قد تكون لا قدر الله الخطوة الأولى في "تشرميل من نوع آخر وبكيفية أخرى". نتمنى أن يصل الخطاب الى أصاحب الخطاب ويستوعبونه قبل أن تحل الكارثة.