وعرفت المرحومة، قيد حياتها، بكونها مثالا للجود والإحسان، ورمزا للتضحية ونكران الذات. ربت أبناءها وبناتها أحسن تربية، فمنهم عالم الاجتماع والصحفي والأستاذ. كما كانت تسارع لفعل الخيرات، في أي وقت وحين وكلما استطاعت إلى ذلك سبيلا. ديدنها في الحياة أن الوجود ينفعل بالجود. عملت في صمت، وتوارت في صمت، لكن ذكراها ستبقى حاضرة رغم أنف وممانعة الغياب. وتم تشييع جثمان الفقيدة إلى مثواها الأخير، بعد صلاة يوم الجمعة من اليوم الموالي، في موكب جنائزي مهيب وحاشد ضم الأهل والأحباب والعديد من رجال التربية والتكوين بالجهة، من مفتشين، ومديرين وأساتذة، حيث ووريت الثرى بمسقط رأسها بجماعة واركي بإقليم قلعة السراغنة، لتعود، بذلك، من حيث أتت. ويذكر أن الفقيدة قد توفيت في ذات المكان الذي توفي فيه زوجها المرحوم محمد القاروني، بعد انصرام سنة هجرية، بالتمام والكمال، على وفاته، لترقد بجواره في سلام وطمأنينة. وأمام هذا المصاب الأليم، يتقدم طاقم الجريدة الإلكترونية "المسائية العربية" وأقارب وأصدقاء عائلتي عباسي والقاروني بأحر التعازي وأصدق المواساة القلبية إلى جميع أبنائها وبناتها الكرام، وهم: صالح، خليفة، خديجة، محمد الطاهر، حفيظة، عبد اللطيف، عبد الرزاق والسعيد، راجين من المولى عز وجل أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته وعظيم مغفرته، ويسكنها فسيح جناته، ويلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان، وأن يحشرها مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. إنا لله وإنا إليه راجعون.