في لقاء صحفي بالمديرية الجهوية للصحة بجهة مراكش تانسيفت الحوز والذي جاء على إثر الحملة الوطنية للقضاء على الحصبة والوقاية من الحميراء الذي يمتد من 24 أبريل إلى 12 ماي 2013، أكد المدير الجهوي أن حملة التلقيح هذه تشهد تحقيق نتائج هامة، حيث استهدفت جميع الاطفال والشباب واليافعين ذكورا وإناثا، معتبرا ان المرضين المذكورين يعدان من الامراض المصنفة في خانة الامراض الفتاكة والمعدية والمعروفة بنتائجها الخطيرة على الصحة، حيث تؤدي إلى التشوهات والعجز والإعاقة في صفوف الأطفال ويمكن أن تؤدي إلى الموت. واستعرض الدكتور خالد المنتصر طبيب بالمديرية الجهوية للصحة بمراكش في عرض مستفيض الجوانب الإيجابية للحملة ضد الحصبة والحميراء، والأهداف المسطرة، والنتائج التي يمكن الحصول عليها على المستوى المحلي والجهوي، وأيضا على المستوى الوطني. مشيرا إلى أن الحملة الوطنية للتلقيح ضد الحصبة والحميراء والتي تهم الفئات العمرية الأقل من عشرين سنة لن تقف عند تاريخ 12 ماي كما هو مسطر رسميا، بل ستستمر إلى غاية القضاء على الداء نهائيا ، مذكرا بلقاحات سابقة تمكن خلالها المغرب من القضاء على شلل الأطفال منذ 1987 ، وعلى داء الدفتيريا منذ عام 1991، وأضاف أن المغرب يعتبر البلد الأول بمنطقة شرق المتوسط الذي صادق على اتفاقية القضاء على مرض الكزاز الذي يصيب المواليد الجدد في مارس 2002 ، وذلك وفقا لبروتكول منظمة الصحة العالمية واليونسيف. كما أشار إلى أنه وفي أواخر شهر أبريل 2012 أطلقت المبادرة العالمية الخاصة بمكافحة داء الحصبة والحميراء وكذا الاستراتيجية الجديدة لمكافحة هذين المرضين والتي تغطي الفترة 2012/ 2020 ، من جهته أكد الدكتور أعشيبات مصطفى المدير الجهوي للصحة بمراكش أن المغرب يعتبر من بين البلدان التي اعتمدت هذه الاستراتيجية التي تهدف في أفق نهاية سنة 2015 إلى التقليص من عدد الوفيات الناجمة عن الحصبة في العالم بنسبة لا تقل عن95 في المائة بالمقارنة مع مستويات سنة 2000 وشدد الدكتور أعشيبات مصطفى على الاهداف الخمسة التي تعتزم وزارة الصحة تحقيقها للقضاء على الحصبة والحميراء والتي تتلخص في: الجمع بين لقاحي الحصبة والحميراء وتحقيق تغطية شاملة. وتنفيذ نظام المراقبة والرصد وتقييم نتائج البرنامج لضمان التقدم و الأثر الإيجابي لانشطة التلقيح. والحفاظ على خطة التأهب والتدخل السريع في حالة تفشي الداء والعلاج الفعال للحالات إلى جانب التواصل مع المواطنين و بناء الثقة وتشجيعهم على أخذ اللقاح.وأيضا تطوير أدوات البحث وتحسين وسائل التشخيص والتلقيح. ولم يفت المدير الجهوي الإشارة إلى الإشاعات المتداولة و التي تنفر المواطنين من التلقيح، وتفنيدها بالدليل العلمي القاطع، مشيرا إلى أن الحصبة هي مرض كباقي الأمراض التي يصاب بها الإنسان، و يمكن القضاء عليه طبيا عن طريق التلقيح، كما أنها مرض فيروسي شديد العدوى ويعد واحدا من الاسباب الرئيسية للوفاة في صفوف الاطفال الصغار، كما أن الاشخاص الكبار في السن، ليسوا في مأمن من العدوى ، وبالنسبة للحميراء فهي يضيف مصطفى أعشيبات فهي : " تظهر عند 90 % من الأطفال الذين يولدون من أمهات حاملات للفيروس أثناء الحمل، فالأطفال الرضع المصابين الذين قد يبدون طبيعيين عند الولادة يمكن أن يصابوا في وقت لاحق باضطرابات بصرية أو في حاسة السمع او على مستوى الدماغ، وهكذا فإن خطورة الحميراء والعاهات التي تتسبب بها يبرر أسباب التلقيح ضد هذا المرض" .