للمسائية العربية : آسفي مفارقة عجيبة تلك التي عاشتها الفنانة التشكيلية العصامية زينب اجبار الفلاح , بعيد يومين من حفل تكريمها ومن اعتبارها رئيسة شرفية لمهرجان الوان اسفي الدولي في نسخته الأولى ,هاهي اليوم تعاني تبعات مسطرة الحجز على ممتلكاتها الشخصية بإشعار من عون قضائي عشية يومه الأربعاء 20 مارس الجاري ,نتيجة تخلفها عن أداء مستحقاتها الكرائية عن منزلها دار الفنون بمدينة أسفي, بسومة كرائية تقارب ألف درهم شهريا . تلك فرحة أجهضت في مهدها ,تضيف الفنانة أجبار ولم تكتمل بعد وهي لازالت تنتشي برئاسة شرفية لمهرجان دولي ومن زيارات فنانين مغاربة, عرب وأجانب أحيوا معها صلة الرحم قبيل أيام وحضيت بتكريم معنوي وغياب نظيره المادي من الجهات الداعمة , لتستطرد قائلة : "لو تم منحي مبلغا محترما خلال تكريمي لاستطعت سداد مستحقات الكراء ولما وصل بي الأمر لاعادة تكرار نفس السيناريو ... " للإشارة تقطن الفنانة أجبار دار الفنون رفقة ابنتها وحفيدتها ,هذه الدار التي تعتبر تحفة فنية عز نظيرها تأخذنا لأصالة الفن العريق , النابع من حس فني راق وذوق رفيع وصدق في الإحساس وغاية في التعبير وترجمة للذوات ,بيت يعتبر قبلة للفنانين والزوار والأجانب ,شخصيات من كل حدب وصوب حجت اليه فاستحسنت دفق عطائه , يحتوي على مجموعة من اللوحات والقطع الفنية التي تؤرخ للحضارة والتاريخ المغربي و المسفيوي في واجهته الإبداعية ,تحف ولوحات ضاقت بها جدران وأروقة هذا البيت الفني -دار الفنون -التي توزعت جنباته بين مرسم بريشات مختلفة الأحجام والأشكال ,وبصالتين أشبه منهما بقاعتين للعرض ازدانت بهما أجمل لوحات الفنانة أجبار . محنة قيدومة الفن التشكيلي المسفيوي زينب أجبار الفلاح ليست بغريبة على أعظم روابات الفنانين العالميين والذين وهبوا حياتهم للخلق والإبداع, وعايشوا ضائقات مالية ,وكثير منهم لم تعرف أعمالهم إلا بعد انقطاع سطوع نجمهم , الفنانة المسفيوية زينب اجبار الفلاح كرست حياتها للفن والإبداع عشقت الألوان حتى النخاع وتخرج على يديها ثلة من الشباب المتعطش للريشة والألوان ,امرأة تجاوزت عقدها السادس تفرغت للفن التشكيلي ووهبته حياتها ,تعاني اليوم ضائقة مالية حقيقية وحالة نفسية مزرية لأنها سئمت تكرار هذا السيناريو كل سنتين على حد تعبيرها ,حيث يضطر معها الى تدخل مجموعة من الفعاليات والمنظمات الحقوقية والجمعوية لإثارة هذا الموضوع ونفض غبار التجاهل والنسيان عنه,ليتلوه تدخل المسؤولين والمحسنين ,في ظل غياب دعم حقيقي يضمن لها كرامتها وعفتها. الفنانة وتتذكر بانه قبل سنتين تدخل السيد الوالي عبد الله بن ذهيبة لفك ضائقتها المالية وسداد مستحقاتها الكرائية لكن اليوم الفنانة تناشد المسؤولين إيجاد حل حقيقي وعملي لتفادي تكرار نفس السيناريو وان حالتها الصحية لم تعد تحتمل هده الضغوطات النفسية المتكررة . وتساءلت الفنانة الحجز على ماذا ؟ . إنها تحف فنية لاتقدر بثمن و تعتبرها موروثا ثقافيا وحضاريا لاثمن له كما انها رفضت فكرة بيع لوحاتها لأنها تعتبرها ملكا للأجيال الصاعدة وذكرى لفن راقي وجميل بشهادة مبدعين وفنانين أجانب ,الفنانة اختارت ألوان بيئتها المسفيوية والتي تستلهم منها ترانيم فلسفتها االابداعية . فنانة من العيار الثقيل طالما اعتبرها النقاد والمتتبعين مدرسة بذاتها وهي هذه اللحظة تناشد المسؤولين التدخل العاجل لحل ضائقتها المادية والنفسية على السواء ... يوسف بوغنيمي