المسائية العربية بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش تانسيفت الحوز شهدت رحاب الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش تانسيفت الحوز، يوم الثلاثاء 05 مارس 2013، حفل تكريم مولاي المصطفى المغاري قاسمي، مساعد تقني بهذه المؤسسة الذي أحيل على التقاعد مع متم سنة 2012. وفي افتتاح هذا الحفل، ألقى محمد العربي سعد، نائب وزارة التربية الوطنية المكلف بنيابة الحوز، كلمة قال فيها إننا نلتقي في هذه اللحظة الحميمية لتكريس ثقافة الاعتراف، ثقافة التكافل بين أفراد نساء ورجال التعليم، معتبرا هذه الفرصة من الفرص الثمينة التي تتاح لنا داخل أسرة التعليم لنعترف لأطر قضت أوقات طويلة من حياتها لتقديم خدمات جليلة من أجل تطوير منظومة التربية والتكوين. وبدوره، تناول الكلمة عبد الواحد المزكلدي، رئيس قسم الشؤون التربوية بالأكاديمية، باسم مدير وموظفي هذه المؤسسة، ليشير أنه يغمرنا فرح شديد وسعادة كبرى لنلتقي اليوم في هذه القاعة لكي نكرم شخصا أفنى جزءا ليس يسيرا من عمره في خدمة منظومة التربية والتكوين، شخصا عرفت هذه الأكاديمية من خلاله، باعتباره الرجل الذي كان أول من يلتقي بمن يحضر إليها، الرجل الذي كان يعمل دائما في صمت، ويعمل على توجيه الجميع، وإيصال المواقف والقرارات داخل الأكاديمية، مضيفا أن المحتفى به له صفة أساس تجعل الجميع يكن له الاحترام التام، وهي أنه لم يسبق له أن تعامل بنوع من الغلظة مع أي شخص، بل يعتبر من الناس الذين يكظمون غيظهم حتى وإن وضعوا في مواقف حرجة، ويبقى دائما مبتسما وبشوشا في وجه من يتكلم إليه أو يتكلم معه. ومن جهته، أدلى مبارك هرشى، نائب الوزارة بإقليم قلعة السراغنة، بكلمة أشار من خلالها أنه يعرف هذا الرجل منذ مدة قصيرة، لكنه يبدو وكأنه يعرفه منذ عشرين سنة، فعندما نلج الأكاديمية هو الذي يقوم باستقبالنا، وعبره نستقي مزاج هذه المؤسسة، متمنيا له الصحة والعافية، وداعيا إلى الحفاظ على هذه السنة التي تتوخى تكريم الموظف حين بلوغه سن التقاعد. وأوضح أن الميدان الذي يسمى الأسرة هو التعليم، ونحن اليوم نجسد هذا المعنى من خلال المحتفى به، الذي قدم كل ما في وسعه لخدمة منظومة التربية والتكوين، مبرزا أن الاعتراف مهم جدا، وينبغي أن نعترف للإنسان وهو يعمل، ونعترف به أكثر عندما يحال على التقاعد، وداعيا إلى الحفاظ على هذا التماسك وهذا الاحترام، احترام الشخص لذاته وليس للمهمة التي يزاولها. وفي نفس الاتجاه، تدخل يوسف أيت حدوش، نائب الوزارة بإقليم شيشاوة، ليشير أن هذا اللقاء هو لقاء حميمي أخوي للاعتراف، اعتراف بالفضل والجميل الذي أسداه المحتفى به للمنظومة التربوية ببلادنا عموما، وللأكاديمية على وجه الخصوص، مبرزا أنه يعرف المحتفى به من خلال ثلاث محطات، أولاها عندما كان تلميذا بالثانوية التأهيلية أبي العباس السبتي بمراكش، وثانيها عندما عين أستاذا للتربية البدنية بذات الثانوية، وثالثها عندما أصبح نائبا للوزارة بإقليم شيشاوة. وأكد أن القاسم المشترك في هذه المحطات الثلاث هو أن المحتفى به بقي هوهو، لم يتبدل ولم يتغير، مشيرا أنه يتميز بخصلتين، هما كونه إنسانا مرحا وبشوشا جدا يبعث على الارتياح، وكونه إنسانا أنيقا. أما موح بوداود، نائب الوزارة بإقليم الرحامنة، فألقى، هو الآخر، كلمة قال فيها إن الرجل الذي نكرم الآن يستحق هذه الالتفاتة، مهنئا إياه على هذه الاعترافات التي قيلت في حقه، والتي تعتبر شهادات يستحقها ومن حقه أن يفتخر بها، لأن فيه صفات الإنسان المتواضع الذي يحترم الناس ويحترم عمله، مشيرا أن الناس الذين يحترمون عملهم ويحبونه قد أصبحوا قلة في الزمن الحاضر. ثم تناول الكلمة أحمد أوشيشة، رئيس قسم الخريطة المدرسية والإعلام والتوجيه بالأكاديمية، ليشير أن المحتفى به يحتفي بلحظة تقاعده التي تعتبر لحظة تاريخية، متمنيا له كامل التوفيق والنجاح في حياته، وموضحا أنه لم ير فيه إلا خيرا طيلة المدة التي قضاها معه بالأكاديمية، ومهنئا إياه على حصوله على التقاعد وهو في صحة جيدة. كما أكد أن العلاقات الإنسانية التي ننسجها بقطاع التربية الوطنية، على أسس الاحترام المتبادل، تبقى هي الأهم، متمنيا للمحتفى به طول العمر والصحة والعافية. إثر ذلك، تعاقب على الكلمة العديد من زميلات وزملاء المحتفى به في العمل، ليقدموا كلمات وشهادات مؤثرة، تشيد بخصاله وتنوه بتفانيه في العمل. ومن جانبه، ألقى هذا الأخير كلمة قال فيها إنه ينتابه إحساس يعجز اللسان عن التعبير عنه، وإنه جد فرح لإحالته على التقاعد وإنهاء مساره المهني، معتبرا جميع موظفي الأكاديمية أسرته، ومتمنيا لهم التوفيق والعون في جميع أعمالهم، ومذكرا إياهم أنه سيبقى يزورهم من حين لآخر وكلما دعت الضرورة إلى ذلك. وفي الختام، تم تقديم هدية رمزية للمحتفى به عربونا على المحبة التي يكنها له جميع موظفي الأكاديمية، وعرفانا بالخدمات الجليلة التي قدمها، بإخلاص ونكران ذات، لقطاع التربية والتكوين بالجهة. ويشار أن المحتفى به من مواليد سنة 1952 بمراكش، التحق بقطاع التربية والتكوين سنة 1975 ليتقلب في عدة مهام ومسؤوليات، ويعمل بمجموعة من المؤسسات والمصالح التعليمية بهذه المدينة، بدءا بالثانويتين الإعداديتين عبد المومن ومحمد الخامس رياض العروس، ومرورا بثانوية ابن يوسف للتعليم الأصيل والمركز الجهوي للعمل التربوي، وانتهاء بالأكاديمية، منذ إحداثها وإلى أن أحيل على التقاعد بها. وهو متزوج وأب لخمسة أولاد، من بينهم ثلاث بنات.