تألمت كثيرا و أنا أتابع روبورطاجا قدمته القناة الأولى عن الفنان المقتدر حسن مضياف، الذي يعاني من مرض عضال يستوجب إجراء عملية جراحية مستعجلة خارج المغرب تتطلب 14 مليون سنتبم. ازداد ألمي لما رأيت الدموع تنهمر تباعا من عينيه وعيني بنته الصغرى التي لم تتمالك نفسها أمام عدسات الكاميرا. وكيف تقدر على ذلك وهي ترى الوالد الحنون الذي طالما أدخل الفرح والحبور على قلوب المغاربة، يعاني في صمت وكمد وحسرة. وكأني بها تقول : قبح الله الفقر، أفديك بعمري يا أبتاه. وكم كانت صدمتي شديدة وأنا أتوصل بنداء استغاثة عبر شبكة التواصل الإجتماعي مذيلة بالرقم الهاتفي لحسن مضياف، موجهة لمن أراد أن يتصل به من المحسنين كي يقدم له العون والمساعدة لإجراء العملية الجراحية، خصوصا وأن وضعيته المادية والإجتماعية لا تسمح له أبدا بتوفير ذلك المبلغ المادي،وهو المعيل الوحيد لأسرته الصغيرة وأمه المقعدة. بالله عليكم هل عجزنا كدولة ووزارة وصية أن نوفر هذا المبلغ لحسن مضياف، ونحفظ له ماء وجهه ونصون كرامته. أمكتوب على جبين المغاربة أن يمدوا الأيادي و ويقبلوا الأكتاف ويذرفوا دموع المعاناة أمام من يستحق ومن لا يستحق؟ شمئز نفوسنا ونحن نرى فقراءنا طوابير طوابير ينتظرون الهبات والصدقات والأعطيات أمام عدسات كاميرات قنواتنا الإعلامية التي تنقل الحدث بالبث المباشر. وهنا يطرح السؤال : لماذا نتفنن في إذلال المغاربة الأحرار على رؤوس الأشهاد؟ في مهرجان موازين تنفق الملايير على فنانين وفنانات من مختلف بقاع العالم ومن مختلف الجنسيات،يقيمون الليالي ذوات العدد معززين مكرمين في فنادق الخمس نجوم بأضعاف ما تتطلبه عملية حسن مضياف، ويتقاضون بالعملة الصعبة ما لا يقبله عقل ولا منطق، ناهيك عن إنتاجات من مسلسلات وسهرات تكلفنا في قنواتنا الرسمية مئات الملاين من أموال هذا الشعب المقهور، ولا تحمل معها من الفن والإبداع سوى القشور والشظايا، بل تخلف بعد نهاية بثها في نفوسنا وأذواقنا "فقسة" ما بعدها من "فقسة". إن التاريخ و الجغرافيا لن ينسيا أبدا أن فناننا المغربي يعاني في صمت و لا مجيب لدعوته. يا قوم:إن تشجيع شبابنا على الفن النبيل والذوق الرفيع رهين بحماية حقوق الفنانين وضمان التغطية الصحية الشاملة لهم حتى نحفظهم على الأقل من التكفف والسؤال