المسائية العربية / الصويرة على بعد خطوات قليلة من المحطة الطرقية لمدينة الصويرة، وبالضبط على مشارف التجزئة الخامسة، تستقبلك بالوعات ترشح بالمياه العادمة وروائح كريهة تزكم الأنوف وتعيف النفس، والأنكى من ذلك ان تلك المياه شكلت مجريين، الأول في اتجاه الشارع العام، والثاني يتجمع داخل حي سكني آهل بالسكان، لدرجة تخال معها أن المسؤولين عن الشأن المحلي بالصويرة غير موجودين بهذه المدينة، أو أنهم ماضون في نهج سياسة عقابية لساكنة يجمع بين معظم أفرادها الفقر والتسامح وكظم الغيض، يقول أحد السكان، إن هذه الحالة ليست وليدة اللحظة، فمنذ مدة طويلة ونحن نعاني من الروائح النثنة، ومياه الصرف الصحي الملوثة، وأبلغنا غير ما مرة بذلك ولكن دون جدوى، فالمسؤولون غائبون عن هموم السكان، ولن يتحركوا إلا حين يدنو موعد الانتخابات وأضاف آخر وهو يشير لأطفال يلعبون بجانب تلك المياه الملوثة، لو كان هؤلاء الأبرياء ابناؤهم، هل تعتقد أن يسمحوا لهم بالتحرك داخل هذا الفضاء، لو كانوا في مستوى المسؤولية هل كانوا يرخصون لأحد محلات تنظيف وتشحيم السيارات بأن تنبث داخل حي سكني وتتسبب في خنق قنوات مياه الصرف الصحي، وهل الكم الهائل من الموارد البشرية التي تتوفر عليها مصالح البلدية غير مؤهلة لمعالجة تلك القنوات وحماية المواطنين والبيئة من الأخطار المحذقة بهم.وإذا كانت البالوعات تفيض بالمياه الآن، فما بالك إذا تساقطت أمطار الخير؟ أسئلة كثيرة، ستظل معلقة ما دامت آذان المسؤولين عن الشأن المحلي الصويري صماء، وما دامت محاسبة الهيئات السياسية والمرشحين عن برامجهم والتزاماتهم خلال الاستحقاقات مغيبة، علما أن معاناة سكان مدينة الصويرة لا تتوقف على قنوات مياه الصرف الصحي التي ابتدأت فيها الأشغال في عهد العامل السابق بكرات منذ أزيد من أربع سنوات ولم تنته الاشغال منها بعد، فالشوارع والأزقة معظمها تؤتثه الحفر والخنادق والأتربة المتراكمة والأزبال، بل بلغ الاستهتار بالمقاولات المكلفة بالأشغال إلى إلقاء مخلفات البناء أمام ابواب المحلات التجارية كما هو الشأن بالنسبة لحي السقالة، أمام " السينما"، مما اضطر أصحاب هذه الدكاكين إلى نقل ذلك على نفقتهم، وآخرون اعادوه إلى وسط الطريق احتجاجا على ذلك السلوك غير المسؤول من الجهات الوصية، والأدهى والأمر، أن مدينة الصويرة تعد من المدن المغربية السياحية، وقد يؤدي الإهمال بنظافة المدينة وتشويه معالمها، ورداءة طرقها إلى إعطاء صورة قد تنفر السائح والزائر من العودة إلى زيارتها أو التفكير في الاستقرار أو الاستثمار بها.