المسائية العربية لكل بلد ربيعه يميزه، تبعا لرياح التغيير التي هبت عليه، لكن نسيم ربيعنا المغربي استعصى على الفهم والتحليل ، فاختلطت الديماغوجيا بالايدولوجيا،وطغت الحسابات السياسوية الشعبوية على المصلحة العامة. منذ ما ينيف على أربعة أشهر والتساؤل مشروع حول من يؤدي لبعض المحتجين مصروفهم اليومي، من أكل وشرب .. ومن له المصلحة في تطويق كل أبواب الملحقات التجارية للوكالة المستقلة للماء والكهرباء بمراكش، وأي قانون هذا الذي يسمح بتأليب الساكنة وإجبارهم بالقوة والعنف على عدم تسديد فواتيرهم،وحرمانهم من قضاء مصالحهم بربطهم بشبكات الماء والتطهير والكهرباء، من هي الجهة التي تقدم الدعم اللوجيستيكي لمجموعة أخرى للتنقل على متن دراجات نارية للتنسيق بين مجموع المحتجين، يجوبون مراكش طولا وعرضا محدثين فوضى في الشارع العام، يقومون بكل الأشكال اللاأخلاقية من سب وقذف في حق موظفي الوكالة، وهذا كله يحدث على مرأى ومسمع من رجال السلطة الذين يقفون موقف المتفرج اللامبالي بحسب التعليمات المعطاة إليهم مما يطرح أكثر من علامة استفهام؟ ففي الوقت الذي تستعمل فيه كل أشكال القوة والعنف في حق الدكاترة المعطلين المطالبين في حقهم المكفول دستوريا بالشغل، يزداد الأمر غرابة أمام هذا التساهل الأمني المبالغ فيه مع هذه العصابة المأجورة. ويزداد الأمر غرابة أن هذا الشكل الاحتجاجي المدفوع ليس ضد غلاء الأسعار ولا ضد ارتفاع أثمنة العقار، بقدر ماهي ضد أثمنة فواتير الماء والكهرباء، وهي أقل من الاثمنة المطبقة من طرف ريضال في الرباط، وليدك في البيضاء، وأمانديس في طنجة، ومع ذلك لم تحدت احتجاجات في هذه المدن، مما يعني أن الاحتجاجات ممولة ومدفوعة الأجر من طرف لوبي يتاجر باحتجاجات مأجورة خدمة لأغراض ملغومة.