للمسائية العربية / اليمن - صنعاء هايل علي المذابي القراءة فن ... والناس كلمات الله التي كتبها على صحيفة الحياة ، وقراءتها فن لايجيده سوى الراسخون في العشق .. عشق الحياة وماكتبه الله فيها من كلمات .. وشأن الناس شأن الكلمات وديدنها فمنها العميق البعيد الغور والمنال ، ومنها السهل المتسع والممتنع ، ومنها حمال الأوجه ، ومنها السطحي ومنها الغفل ومنها الصعب ومنها الهش المتباهٍ ، ومنها المتكلف ، ومنها السلس ، ومنها البسيط ، ومنها الجريء ، ومنها ذو الوجهين ، ومنها ذو الثلاثة ، ومنها الأنيق ، ومنها الغريب ، ومنها المألوف ، ومنها الناعم ، ومنها الوضيع ، ومنها التافه ، ومنها الوحشي، ومنها العنجهي ................إلخ. وللكلمات أسرارها وحرمتها التي لاينتهكها سوى الجهلاء مثلما أن لها قدسيتها التي لايستبيحها عاقل ..!! ويأسرني أن أجد في الكلمة نقيضها وضدها مايجلي من ثمّ كُنهها ، ويبين معالمها ومجاهلها وقد قال أحدهم : " وبضدها تتبين الأشياءُ" كما قال آخر :" والحُسن يُظهر حسنه الضدا" ، - إن كلمة (ألم) لها ثلاثة أحرف لو تقلبت لأصبحت في لحظة وتحولت إلى فضاءات ومسارات وعوالم لامتناهية من الدلالات إذ أن المعنى الذي يقتصر عليه الألم هو معنى مجهول لايكشفه إلا تقليب الألم نفسه فقد يصبح " ملأ" ومعناه الناس وندرك أن الألم يختص بهم ، ونعيد تقليبها كرةً أخرى فتصير " أمل " ثم تصير " لأم " وتتضح الصورة أكثر بهذا ولكن مايلزمنا الانتباه إليه أن التقليب للكلمة يجب أن يكون تقليباً له معناه ودلالته ومتساوق مع سياقات توضيح الكلمة الأصلية فالألم صارت بتقليباتها " ألم ، ملأ، أمل ، لأم " لتتحول من ثم إلى " الأمل يلئم ألم الملأ ." بيد أنه يجدر بنا ويلزمنا ليرانا ذلك الأمل الذي سيلئم ألم الملأ أن نقدح النار وإلا ستظل الآلام ملازمةً لنا حتى نفنى ..!! هايل علي المذابي