شعر: محمد بوعابد في حانة المشور، يترعني الشراب باليباب نسكر – نحن الندامى – بصنوف من تشذرات الغياب فنرحل قوافيل ونسطع أناجيل لكننا حتما نندلق نسيج نشيج وقهقهات من تغريبات الخراب *** وفي حانة المشور في ركنها الأيسر من قبوها الأمغر يجلس مغنينا الأعسر يستمطر أوتار عوده المسفر ليملأ كؤوسنا والصحون بما ينداح من نغمه الأخضر *** في حانة المشور الشراب اغتراف لليباب والندامى يسكرون بالغياب قد يرحلون قوافيل في سانحات السراب أو يسطعون أناجيل من ناقلات الارتياب إذ يسبحون أساطيل تنشحن بطاريات استلاب أو ينهضون تماثيل يحوكون قوامها من فتات شفرات الاغتراب *** وفي حانة المشور في ركنها الأيسر من قبوها الأغبر يقتعد جؤجؤ فلكه مغنينا المعسر يستمطر أوتار عوده ليسفر ويسفر يشرب كأسه الأولى من دوالينا التي من عرق دمنا الذي بالخضرة يمطر فيشع ويشعشع، وهو يغني: « دبا... دبا. ..دبا... دبا تندم علي! » يمضغ لقمته الثالثة من خبز قمحنا الذي من رحيق جسومنا يعطر فيشع ويشعشع، وهو يغني: « كل ده كان ليه؟ لما شفت عينيه» يقرع ناره السابعة مع تبغنا العتيق لوجداننا ينشر لأرواحنا ينثر فيشع ويشعشع، وهو يغني: « آش اداني؟ ؤلاش امشيت؟ » يكرع كأسه الرائعة من خمرنا التي عمرها لجمراتنا يبذر فيشع ويشعشع، ثم يغني: « بساط الريح يا بو الجناحين! مراكش فين؟؟ وتونس فين؟؟ » نشرب نأكل ندخن ونزمن التمني نكرع نكرع نكرع فلا نشع ولا نشعشع لكننا نغني: « هذا دمي في مقدميك عرفته لا تستطيع جحوده عيناك. » كأنما أيها الحالم الحليم الحكيم! أنت، يا خِلِّي! وقد لمسته يداك ينفض عنه انكماش الإرادة بين وسائد الإمساك ليرحل ولقالقنا بين مجرات التفاح يطلع بنايه الذي له ألف مفتاح ومفتاح في النغمات التي في المقامات التي في الوجود بمدارج الانشراح فنحن حوت موسى في شطوط الاجتراح في ملتقى الأنهر الأبحر وجحافل الرياح والحضور الكثيف يقول: « لا تنشر أرائك السجال أفلاكا! في بحار ترسمها داخل براويز تخرطها لتدلل أن منن الليل العانس تأتي بلا جيد بل بهدير .. ولا تركن إلى المراتب المتعفرة! فهي إلا لتلحد الوهج... » فأقول: « تاموزيكا! رياحك ما تزال تحمل صوت ابنك "ابن الصغير". ما تزال ترش بصماته الحية بين دروبك فلتتفتقي في حوانيت بنيك الشعراء أنامل! تعيد تشكيل مسارات الأرض بلاغات السماء. تاموزيكا! رياحك ما تزال تسرد رحلات سندبادك الأثير تهش أمواج البحار التي لكم أخذت من بين بنيك النضير فلترجي هذي البراري! فلكم تاه في سراباتها كم طفل لك... جميل و...