ينظم مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة، حلقة علمية في موضوع : كونية العلم، يلقيها عبد المجيد باعكريم، أستاذ تاريخ الأنساق النظرية (تاريخ الفلسفة وتاريخ العلوم و الإبستيمولوجيا) ، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة مولاي إسماعيل وبالمدرسة العليا للأساتذة بمكناس، وذلك يوم السبت 26 دجنبر 2009 في الساعة الثالثة مساءً (15:00) ،بمقر المركز مختصر محاضرة " كونية العلم " يفترض القول بكونية العلم، عدم ارتباطه بالزمان والمكان و لا بالثقافة والمجتمع. لكن هل هذا يعني انفكاكه بالضرورة عن التاريخ؟ وما المقصود هنا بالتاريخ؟ وما معنى تاريخ العلوم؟ ثم ما علاقة العلم بالمجتمع؟ أما من جهة الاختصاص، هل يدخل موضوعنا في دائرة الإبستومولوجيا أم أنه من شأن سوسيولوجية العلم؟ ومن ثمة، هل من إمكانية قيام علم خارج ما يدعى ب"العلم الغربي"؟ وفي النهاية سنتفحص مفهوم الكونية ذاته ونتساءل هل هو مفهوم موضوعي بإطلاق أم أنه نسبي ومقصور على الإنسان وحده؟ تلك زمرة من الأسئلة سنحاول النظر فيها واستقصاء بعض جوانبها من خلال الحجج المقدمة من هنا وهناك، وذلك بالعودة إلى الأسس التي ينبني عليها العلم في مبادئه ومنطقه وقيمه، ومدى ارتباطه بسمات ذهنية معلومة وبمتطلبات منهجية مخصوصة. وسأخلص في النهاية، بعد هذه الإطلالة التفحصية والنقدية، إلى أن العلم إذا لم تظهر بعد معالم كونيته فهو سائر نحوها لا محالة، غير أنها تظل مع ذلك كونية إنسانية نسبية لا موضوعية مطلقة، فتاريخ العلم تاريخ واحد لكن بجغرافية متعددة، وغير ذلك يقوم في تقديري على الخلط بين العلم والمعارف العلمية، وعلى عدم التمييز بين منطق النظر ومنطق العمل، وبين منطق الحقيقة ومنطق المنفعة، وبالجملة يستند إلى النظر إلى العلم وفق منطق التقنية.