الطالب الباحث: ياسين بن ايعيش احتضنت رحاب قاعة المحاضرات بالمكتبة الوسائطية بن يوسف المركب الثقافي –الدوديات– مراكش،مساء يوم الأربعاء 03 ماي 2017 على الساعة السابعة مراسم حفل توقيع كتاب الأستاذ الجليل ورجل الأخلاق والمبادئ الدكتور عادل عبد اللطيف، المعنون ب:" الحِجاج في الخطاب؛مقاربة تطبيقية "؛ في إطار " أيام الكتاب والقراءة العمومية " التي تنظمها مديرية الكتاب والخزانات والمحفوظات بوزارة الثقافة، والخزانة الوسائطية بمراكش بشراكة مع المديرية الجهوية للثقافة لجهة مراكش أسفي، وقد ترأس هذا الحفل البهيج الأستاذ سمير الوناسي، كما تفضل كل من الأستاذين المقتدرين: الدكتور علي المتقي والدكتور عبد العزيز لحويدق بحمل مشعل إعطاء إضاءات قوية لجوانب هذا العمل الذي ينضوي داخل دائرة الأعمال البلاغية الرصينة؛ تحديدا في شقها الحجاجي الذي انبرى لدراسته الدكتور عادل عبد اللطيف، من خلال مقاربة تطبيقية تراوحت ما بين النص الرباني (القرآن الكريم)؛ حيث تناول البعد الحجاجي في القصص القرآني، " سورة الفيل نموذجا "، وكذا الحجاج في الخطاب الإنساني؛تناول فيه حقولا أدبية وواقعية متنوعة: ( الحجاج في الخطاب السياسي"خطبة معاوية بن أبي سفيان نموذجا"، وأيضا الحجاج في الشعر؛ نموذج رجل القضية الفلسطينية محمود درويش؛ تحديدا في قصيدته " غريب في مدينة بعيدة "، وأخيرا الخطاب في الحجاج السردي؛ قصة "المكتبة " لأحمد بوزفور). ولعل من تربطه علاقة بالمحتفى به سواء من قريب أو بعيد، لا يجد أدنى شك في نفسه بكون هذا الرجل– الدكتور عادل عبد اللطيف- قد حصَّل خِصلتا العلم و التواضع معا، وهذا ما كشفته كلمته التي أقر من خلالها، بلغة معبرة وفصيحة تجعل منه رجلا بيانيا باقتدار؛ بعد أن شكر الجميع: أساتذة وطلبة وأصدقاء… قال إن :ارتباطه بالحجاج أساسه الجوهري هو الارتباط بما هو قيمي إنساني دفاعا عن الحوار، ودفاعا عن التسامح والتصالح ونبذ العنف والعداء…، ولا يقول هذا الكلام إلا من اتصف بشيم الإنسانية والمبادئ النبيلة، كيف لا والرجل رجل نضال ودفاع عن مطالب الحق والإنسان، ولعل تاريخه النضالي خير شاهد على ذلك، وقد استند في كلامه إلى قول ميشيل ماير، إذ يقول هذا الأخير بأننا " مختلفون لكننا ملزمون بتحمل بعضنا البعض"، هذا إلى جانب ارتباطه المعرفي بموضوع الحجاج؛ الذي برر دواعيه بالحاجة التي يفرضها الواقع الراهن لمناهجتحليلية تعيد الاعتبار للتخصص، وتعيد الاعتبار للمنظومة وللمعنى ولدلالة وللموقف…؛ فلا نص ولا خطاب خارج التاريخ… ولا نص ولا خطاب خارج المجتمع… ولا نص ولا خطابخارج المعنى أو بدون معنى…،وتتجلى ملامح هذا الارتباط في العلاقة الحميمية التي تجمع بين الدكتور عادل عبد اللطيف والإمبراطورية البلاغية، التي سطر لها مسارا ممتدافي مشروعه الحجاجي؛ حيث نجده مبثوثا في ثنايا مؤلفاته. كما تخللت الأمسية تدخلات علمية لثلة من الباحثين الأكاديميين من طينة الأستاذ الدكتور عبد الجليل الأزدي الذي كان شاهد عيان على أخلاق الرجل المحتفى به؛ حيث جاء في ثنايا كلامه أن الدكتور عادل عبد اللطيف لم يغير قفازاته التي عهده عليها منذ سنوات النضال وباب دكالة… إلى يومنا هذا، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على معدن الأستاذ المحتفى به، المعدن النفيس الذي لا يبهت نوره مهما تقادم الزمن…وقد تم ختم اللقاء بتوقيع الدكتور الفاضل عادل عبد اللطيف لكتابه،وأخذ صور تذكارية مع الحضور، لتسدل تفاصيل هذا اللقاء العلمي البهيج، على أمل تجديد اللقاء مرة أخرى.