زادت، بشكل كبير، مؤخرا أثمان الدواجن بنسبة ثلاثة دراهم إلى أربعة في كل أسواق الجنوب، وأفادت مصادر مهنية أنه من غير المستبعد أن تسجل الأثمان صعودا متواصلا في الأسابيع المقبلة على خلفية الارتفاعات المسجلة في أسعار اللحوم الحمراء والأسماك منذ شهور عدة، بعد أن ارتفع ثمن الدجاج الرومي ليصل إلى 17 درهما للكيلوغرام في أسواق أكادير، انزكان، الدشيرة، القليعة وبيوكرى، أما ثمن الدجاج البلدي فقد تجاوز 40 درهما في حين بلغ ثمن الكيلوغرام من لحم الديك الرومي أو ما يسميه عامة الناس ب»بيبي» 45 درهما . وأرجعت مصادر مهنية ارتفاع أثمان الدواجن بسوس إلى الموجة العامة التي تشهدها مختلف المواد الغذائية مثل اللحوم الحمراء والأسماك والخضر والفواكه فضلا عن زيوت الطعام والسكر والحليب والقمح وغيرها من المواد واسعة الاستهلاك في أوساط الأسر المغربية، موضحة في نفس السياق كيف أن الارتفاع المستمر لأسعار الدجاج لا يخرج عن السياق العام الذي تشهده الأسواق في المغرب، إذ إن ارتفاع هذه الأثمان يعزى إلى عوامل عدة في مقدمتها ما يوصف بكثرة الوسطاء بين مناطق الإنتاج وأسواق البيع من ناحية ونشاط المضاربين من ناحية أخرى، ناهيك عن تنامي معدل استهلاك اللحوم البيضاء من جانب الأسر المغربية . وأضافت المصادر ذاتها أن قطاع الدواجن يتطلب حرصا أكبر من جانب المنتجين والموزعين والتجار، على اعتبار أنه قطاع هش يقتضي نفقات كبيرة للحفاظ على جودة منتوجاته، منبهة في نفس الوقت إلى كون الإنتاج والاستهلاك يتميزان بالارتفاع من سنة إلى أخرى، قبل أن تعتبر ذلك أحد العوامل التي تدفع الأسعار إلى الصعود رغم أنها ليست في صالح لا المستهلكين ولا التجار على حد سواء. من جهة أخرى، أشار العديد من الكسابة إلى أن الأضرار التي يتكبدها أصحاب الضيعات الخاصة بإنتاج مختلف أنواع الدواجن تتراوح بين درهمين وثلاثة دراهم بسبب غلاء الأعلاف المركبة، واصفين الوضعية السائدة في قطاع إنتاج اللحوم البيضاء بالكارثية والصعبة، وهو ما ينذر بتفكيك قطاع الإنتاج وبارتفاع أثمنة استهلاك الدجاج مستقبلا في ظل الإقبال المتنامي للأسر الفقيرة والمتوسطة عليه، مشددين على ضرورة تدخل الدولة بعد اختفاء عدد كبير من الأصناف العلفية من السوق. يذكر أن قطاع الدواجن يسجل تطورا سنويا بمعدل 8 في المائة، وقد انتقل إلى المرتبة الثانية بالنسبة إلى ما تستهلكه الأسر المغربية من اللحوم والمرتبة الخامسة في النفقات الغذائية بعد الحبوب والمواد المستخلصة منها والحليب والبيض والدهنيات، كما أنه يوفر مجموعة من مناصب شغل قارة وأخرى غير مباشرة .