اعتقلت مصالح الأمن بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء صباح أول أمس الخميس أحد أشهر وسطاء الدعارة بالعاصمة الرباط، واستنادا إلى بعض المصادر الأمنية، فإن المدعو «س.ب» تم اعتقاله لدى وصوله إلى مطار محمد الخامس قادما من دبي. وأضافت المصادر ذاتها أن «س.ب»، المعروف بلقب «لعظم»، كان محط أنظار رجال الأمن منذ مدة، حيث كان يدير فيلات للدعارة ويقوم بدور الوساطة في جلب فتيات، ضمنهن قاصرات، لأثرياء الخليج. وحسب المصادر ذاتها، فإن «لعظم» كان في رحلة إلى دبي من أجل الغرض نفسه، حيث التقى هناك أثرياء خليجيين وشيوخا اعتاد لقاءهم للتنسيق من أجل تنظيم حفلات خاصة في المغرب. إلى ذلك، ذكرت بعض المصادر أن «لعظم» يعد، إلى جانب وسطاء آخرين، من أهم الوسطاء الذين يديرون مستوطنات البغاء بالعاصمة، حيث يملك عدة فيلات يستغلها لتنظيم سهرات لأثرياء مغاربة وخليجيين. ويعرف «لعظم» باحتجازه للفتيات في فيلاته الخاصة لضمان اشتغالهن معه وتجنب التحاقهن بشبكات يديرها وسطاء آخرون من منافسيه. ويعد «لعظم» من وسطاء الدعارة المنظمة، التي تعتبر من أقوى «التنظيمات» المدعومة من جهات نافذة تحمل على ظهرها من يدير أندية الدعارة باحترافية وحذر شديدين. وبرأي عدد من المراقبين، فإن سلطة الوسيط عندما تتحقق في مجال الدعارة فإنها تقوم على العنف، وأحيانا على الترهيب. وتوجد في المغرب «معسكرات إذلال» حقيقية تتعرض فيها نساء شابات للاغتصاب والترويض. وتوجد بمختلف المدن التي تنشط فيها الدعارة فيلات فخمة وشقق مفروشة لوسطاء معروفين ونافذين، يتم الاحتفاظ فيها بالفتيات الصغيرات «معتقلات في ما يشبه السجن»، لاستغلالهن في مجال الدعارة. وتوجد أماكن «اعتقال» خاصة بالفتيات والنساء المومسات. وتقود هذه «النخاسة»، التي يحترفها الوسطاء، إلى سجنهن داخل بيوت مغلقة في ظروف شبيهة بظروف السجن. وتوجد أيضا أماكن تباع فيها المومس يوميا بثمن بخس لعدد كبير من الرجال... مافيات الوساطة الجنسية في المغرب، كما في العالم بأسره، لها ثلاثة أعمدة، المهرب والقواد والداعرة، وهذا المثلث هو الذي يسيطر على سوق الدعارة في المغرب، بينما ينحصر دور «الدولة»، بتعبير أحد الوسطاء، في رجل الشرطة الذي يطارد هؤلاء الثلاثة دون جدوى، لأنهم، بكل بساطة، يضيف، مظللون بقوانين من هم أقوى منه، وهي قوانين قائمة، في الظاهر، على فكرة الردع القاسي لظاهرة تتكاثر كالفطر. وبينما لا يستطيع أحد اليوم أن يحدد بدقة الرقم الحقيقي لتجارة الدعارة، فإنه من شبه المؤكد أن نسبة 70% منها تذهب إلى جيوب الوسطاء من «تجار القوادة». والواقع أن مقصورات الدعارة في المغرب تشبه الأقفاص. ويمكن القول إن مراكز اللذة الجنسية لم تعد مجرد بيوت مغلقة، بل أصبحت أسواقا ممتازة للجنس. وهكذا أصبحت «عائدات الدعارة» نوعا من الاستثمار، وأصبحت أوكار الدعارة «مؤسسات رسمية» لها قواعد اشتغالها. أنظر التفاصيل في الملف الأسبوعي.