أمضى الملك محمد السادس عطلة نهاية أسبوع مميزة، دشن فيها مشاريع تنموية في قرية «أنفكو» وأنصت إلى واقع مواطنين يحظون لأول مرة بزيارة ملكية منذ حصول المغرب على استقلاله. الأخبار القادمة من هذه القرية النائية، بين قمم الأطلس المتوسط بإقليم خنيفرة، تؤكد أن زيارة الملك محمد السادس منحت لسكان هذه القرية القابعة على مسافة 3500 متر مربع عن سطح البحر شحنة أمل كبيرة إذ دشن مشاريع يعول عليها لفك العزلة عن مدشر يقدم أطفاله قرابين لموت يتجدد كل سنة مع قدوم موسم الثلوج. مصادرنا أكدت أن المشاريع التي دشنها الملك محمد السادس ستساعد السكان على العيش وسط العزلة، حيث سيتم إنجاز دار للولادة ومسجد وأقسام دراسية ومراكز صحية واخرى للتكوين المهني، مشيرة إلى أن لغابة الأرز حظها الوافر من العناية والتخليف. وحسب مصادر عليمة فإن الملك أمضى عطلة نهاية أسبوع متحررا من البرتوكول والحرس الشخصيين وشوهد يتجول بين المنازل الطينية ويعبر الأزقة المتربة، وقد كان أحيانا يجلس بالقرب من شيخ هرم أو ينحني للسلام على طفل صغير في بلدة لا يبدي أهلها أي اهتمام يذكر لقانون تحديد النسل. موحا أعرجي، أحد سكان مدشر «أنفكو»، أكد في اتصال هاتفي مع «المساء» صباح أمس الأحد أن الملك محمد السادس طاف يومي السبت والأحد بين حواري القرية، وتحدث إلى شيوخ القبيلة، وزاد أعرجي قائلا: «دار علينا البارح، لا عسس عليه، زار الجميع وكان يسلم على الأطفال سلاما عصريا، قال لنا إنه سيهتم بشكل شخصي بأمورنا والناس راهم ناشطين». يضيف موحا بلهجة تتخللها اللكنة الأمازيغية أن الملك قاد سيارته الرباعية الدفع بنفسه لتفقد أجوال سكان دوار «أغدو» و«ترغيست» المحفوفين بالجبال وأشجار الأرز بين بيوتهم الفقيرة وتوقف مرارا للسلام على مزارعين قطعوا مسافات طويلة مشيا على الأقدام للسلام عليه. وأشرف الملك على وضع الحجر الأساس لبناء مسجد بدوار «أنفكو» سيتم تمويله من المال الخاص للملك. وأكدت مصادرنا أن الملك محمد السادس، الذي كان مرفوقا بالأمير مولاي إسماعيل، أشرف يوم السبت بأنفكو على التوقيع على ثلاث اتفاقيات شراكة لفك العزلة عن المنطقة، وتهم مجالات الاتصالات والبنيات التحتية الطرقية. وسيجري بناء طريق تربط بين «أنمزي» و«أنفكو» عبر تامالوت على طول 20 كلم، إضافة إلى بناء طريق أخرى بين «أنفكو» و«إملشيل» على طول45 كلم. وأشارت مصادرنا إلى أنه سيتم تشييد طرق فرعية واستصلاح السواقي وقنوات الري وتحسين الخدمات في مجال الصحة والتربية والتمدرس. كما ستشرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن على تنفيذ عملية إنسانية موجهة أساسا لمساعدة السكان في وضعية صعبة وخاصة الأمهات والأطفال. وتتميز المبادرة، التي صارت تحمل اسم «العملية الإنسانية تونفيت2007»، بكونها مبادرة جاءت تتويجا لتجربة مؤسسة محمد الخامس للتضامن، ويكلف إنجازها 23 مليون درهم ويستفيد منها حوالي 24 ألف شخص على مدى ثلاث مراحل.