استطاع معدن الفضة أن يزاحم الذهب ويزحزحه عن مكانته، بل يسحب البساط منه. وبعد أن كان شراء الذهب يدل على الثراء، أصبح ارتداء الفضة يدل على الأناقة والذوق الرفيع. إن نجاح موضة الفضة ليس وليد السنوات الأخيرة، بل يعود إلى الثمانينات، حين بدأت الفضة الإيطالية تغزو الأسواق العربية وتلفت الأنظار بتصميماتها المختلفة كبديل أنيق للذهب والأحجار الكريمة. وقد شهدت فترة التسعينات ظهور عدد من المصممات اللاتي استخدمن الفضة مع الأحجار وقدمن تصميمات مبتكرة، لتجد المشغولات الفضية طريقها إلى سيدات المجتمع الراقي. ومع الألفية الثالثة، تبوأت الفضة مكانة مهمة إلى درجة أن بعض النساء تخلين عن الحلي الذهبية تماما، أو اخترن الإكسسوارات الفضية أو التي يخلط فيها المعدنان، كونها أكثر ابتكارا وتنوعا، هذا عدا أن المصممين العالميين استعملوها بشكل كبير لتطعيم أزيائهم المستوحاة من الشرق وإفريقيا وغيرها من الأماكن البعيدة، وأصبغوا عليها مظهرا عصريا وشابا. وعن مدى الإقبال على الفضة، يقول أحد صائغي المشغولات الفضية إنه يعمل بالفضة منذ حوالي ربع قرن، ولم ير إقبالا عليها مثل الذي تشهده هذه الأيام، خصوصا في ما يتعلق بالتصاميم المطعمة بالجلد والمنقوشة بالخط العربي، مثل الآيات القرآنية على الخواتم والسلاسل، مضيفا أن آخر موضة للفتيات هو قرط هيفاء وهبي، المستدير المفرغ ومكتوب في منتصفه اسمها بفصوص الزركون، وكذا قرط الفنانة رغدة المصنوع من اللؤلؤ، بالإضافة إلى عودة الطلب على العين ذات الفص الأزرق الذي اشتهرت بارتدائه الممثلة شيرين سيف النصر. كما أن الفضة كسرت الطبقية ولم يعد شراؤها يقتصر على ذوي الإمكانات المحدودة، ذلك أن الأثرياء أيضا يقبلون عليها بشكل كبير، وهناك ثريات يحرصن على شراء المشغولات التي تحاكي الموديلات الذهبية المرصعة بالأحجار الكريمة، خاصة خواتم الألماس ليستخدمنها في حياتهن اليومية، وليحتفظن بنظيراتها القيمة للمناسبات المهمة حفاظا على أحجارها. وحتى الرجال أصبحوا يقبلون على الساعات المطلية بالفضة والمقلدة للماركات العالمية لأنهم يرغبون في تبديل ساعاتهم. وترى الفنانة إحسان ندا، التي صممت إكسسوارات فيلم «إسكندرية كمان وكمان»، أن السبب وراء تربع الفضة على عرش الموضة حاليا يعود إلى أن المشغولات الدقيقة والأحجام الكبيرة تكلف كثيرا إذا ما استخدم معدن الذهب، بينما الفضة بديل رخيص وأنيق في الوقت ذاته. وتضيف أن الأحجام الكبيرة هي ما يميز تصميمات هذا العام، وأنها استخدمت في آخر معارضها اللؤلؤ والأحجار الملونة حتى تناسب ذوق وأسلوب كل سيدة، فالبني مثلا تناسبه أحجار العقيق بكل أنواعه، أما للسهرات فتستخدم الأحجار البراقة مثل الزركونات مع طلاء الفضة بالبلاتين. وتنصح الفنانة إحسان ندا عاشقات الفضة بعدم الجري وراء الموضة لأن كل امرأة لها ما يناسبها، فالنحيفة يناسبها الإكسسوار البسيط، والممتلئة يناسبها البروش والعقد الكبير.