لم يتمكن محمد الفايز، صاحب نادي الأنترنيت بسيدي مومن بالدار البيضاء، الذي فجر فيه الانتحاري عبد الفتاح الرايدي نفسه، من استئناف عمله بالنادي، رغم مرور أكثر من سنة على حادث التفجير في ال11 من مارس 2007. الفايز (29 سنة)، الذي نجا بأعجوبة من موت محقق في هذا الحادث الإرهابي بعد أن تصدى للرايدي وزميله يوسف الخودري اللذين كانا يتمنطقان بحزامين ناسفين، يبرر عدم استئناف عمله بكونه يخشى أن يتعرض إلى عمل انتقامي من بعض المتطرفين المحسوبين على التيار السلفي الجهادي لأنه كان وراء إفشال مخططاتهم. ولم تبادر إلى حد الآن الجهات المسؤولة إلى مكافأة الفايز عن حجم الأضرار التي تعرض لها ناديه، بل إن المسؤولين في عمالة البرنوصي يرفضون حتى مجرد استقباله، رغم أن وزير الداخلية شكيب بنموسى، أثناء زيارته له وهو طريح الفراش في مسشتفى محمد الخامس بعد حادث التفجير، قال له بالحرف «إن الدولة ستعوضك بالطريقة المناسبة». ولا يعتبر الفايز قضية تعويضه امتيازا، أو أنه يريد استغلال حدث إرهابي قصد الاغتناء السريع، بل يؤكد أن تعويضه حق من الحقوق الواجبة على الدولة تجاه مواطنيها في مثل هذه الأحداث التي يروح ضحيتها أبرياء أو تتعرض ممتلكاتهم إلى التدمير. وفي هذا السياق يضرب الفايز المثل بإسبانيا التي عوضت كل ضحايا أحداث قطارات مدريد في 11 مارس سنة 2004، بعد دراسة ملفاتهم بناء على حجم الأضرار لدى كل ضحية. «أكثر من هذا، يقول الفايز، فإن كل المهاجرين الذين أصيبوا في أحداث قطارات مدريد منحوا الجنسية الإسبانية»، «فيما ضحايا الإرهاب المغاربة سواء في أحداث 16 ماي أو في أحداث 11 مارس لم يستفيدوا حتى من الرعاية الطبية والنفسية وتركتهم الجهات المسؤولة يواجهون مصيرهم اعتمادا على ذواتهم»، يقول الفايز باستياء كبير. ويعترف الفايز بأنه منذ إغلاق ناديه للأنترنيت إلى الآن، ظل مصدر عيشه الوحيد هو تلك الهبة الملكية التي توصل بها من الملك محمد السادس عن طريق كولونيل ماجور مكلف بالبرتوكول الملكي زاره ببيته بسيدي مومن بعد الحادث الإرهابي. وكشف الفايز عما دار بينه وبين الملك محمد السادس، عندما خصه بلقاء بمناسبة عيد العرش في 30 يوليوز سنة 2007 بطنجة ووشحه بوسام الاستحقاق الوطني وهو من أعلى الأوسمة التي يمنحها الملك بين الفينة والأخرى لبعض الشخصيات. وقال الفايز في هذا السياق: «إن سيدنا سألني عن أحوالي الصحية وأثنى علي وسألني عما إذا كنت توصلت بتلك الهبة الملكية التي بعث بها إلي». ويتابع الفايز قوله بتأثر كبير: «لكن أقوى اللحظات في هذا اللقاء القصير الذي لم يتجاوز دقيقتين مع جلالة الملك هي عندما قال لي سيدنا «إني رهن إشارتك إذا ما احتجت إلى أمر ما». وهو الأمر الذي يعلق عليه الفايز بالقول: «وددت لو كان جميع المسؤولين المغاربة مثل جلالة الملك، لكنهم مع الأسف ليسوا كذلك».