أكد أحمد الشامي، وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، أول أمس الثلاثاء بباريس، أن تطوير قطاع ترحيل الخدمات «الافشورينغ»، باعتباره الركيزة الأولى لمخطط الإقلاع الاقتصادي «إيمرجونس»، يعد جزءا من السياق الشامل للدينامية التي يشهدها المغرب. وأبرز الشامي في مداخلة خلال افتتاح أشغال الملتقى الثاني « المغرب أوفشور» الذي نظمته سفارة المملكة بفرنسا بتعاون مع مجموعة التحفيز الاقتصادي المغربي الفرنسي، أن المغرب انخرط في حركية انفتاح متنامية، مشيرا إلى أن هذه الدينامية أضحت ملموسة خلال السنوات الأربع الأخيرة». وأوضح الوزير أن «انفتاح الاقتصاد المغربي على العالم يعد الوسيلة الوحيدة الكفيلة بتعزيز التنافسية بين المقاولات بالمغرب، وجلب المستثمرين الأجانب حتى يتمكنوا من الاستفادة من أرضية للاستثمار والتصدير، مشيرا إلى أن المغرب عمل جاهدا من أجل أن ترتكز حركة الانفتاح هذه على أسس متينة. وبعد أن أشار إلى أن المغرب شهد، خلال السنوات الخمس الأخيرة, نموا سنويا يتراوح بين5 و6 في المائة ومعدل تضخم متحكم فيه يبلغ حوالي2 في المائة، أوضح الشامي أن مستقبل البلد سيبنى على أساس قواعد ماكرواقتصادية سليمة. واعتبر الشامي أن المغرب الذي اقترح عرضا تنافسيا وملائما لمتطلبات المستثمرين الأجانب في مجال ترحيل الخدمات، يطمح لتحقيق ناتج داخلي خام قدره 15.2مليار درهم في أفق2013، وذلك من خلال خلق100 ألف منصب شغل. وأوضح أن العرض المغربي لتطوير قطاع ترحيل الخدمات (الافشورينغ) يتضمن كل عوامل التنافسية، على الخصوص وضع نظام ضريبي محفز وبنيات تحتية وخدمات تستجيب للمعايير الدولية وموارد بشرية تتوفر على إمكانات كبيرة وتنافسية. ومن جهة أخرى، أبرز الشامي أن البنيات التحتية الموجهة إلى قطاع «الافشورينغ» للمغرب تتمركز حاليا على مستوى منطقتي «كازانيرشور» و«تكنولوبوليس». وأوضح أنه بالنسبة لمنطقة «كازانيرشور»، التي تبلغ المساحة الإجمالية لمكاتبها 300 ألف متر مربع، فقد تم تسليم دفعة أولى من المكاتب على مساحة تبلغ8366 مترا مربعا في27 دجنبر الماضي، مضيفا أنه سيتم تسليم الجزء المتبقي من الشطر الأول قبل شهر يونيو2008، في حين سيتم تسليم الشطر الثاني الواقع على مساحة تبلغ80 ألف متر مربع خلال سنة2009. وشارك مجموعة من الفاعلين الاقتصاديين المغاربة والفرنسيين في أشغال هذا اللقاء على الخصوص رئيسي مجموعة التحفيز الاقتصادي المغربي الفرنسي بالشراكة مصطفى البكوري وجون فورطو، ورئيس «كاب جيميني» آلان دونزو وكريم الزاز الرئيس المدير العام لمجموعة «وانا» ومديرا المركزين الجهويين للاستثمار بكل من الرباط والدار البيضاء، على التوالي نبيل خروبي وحميد بنفضيل، والمدير العام لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل السيد العربي بنشيخ وكمال حفيظ المدير العام للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل. وقد تم تنظيم مائدتين مستديرتين حول مواضيع «البنيات التحتية: مفتاح أساسي للنجاح» و«التكوين والموارد البشرية»، من تأطير خبراء مغاربة وفرنسيين بارزين، أجمعوا على المكانة الأساسية لقطاع «الأفشورينغ» في إطار التنمية الاقتصادية للمغرب.