أكدت مصادر قضائية، أن قاضي التحقيق بمحكمة الدارالبيضاء، يبحث في شكاية مباشرة تقدم بها دفاع رجل الأعمال المغربي جوزيف مارسيانو، ضد ورثة أحمد رضا اكديرة، مستشار الملك الراحل الحسن الثاني، تتعلق بالنصب ومحاولة النصب. وبينما تنظر هيئة القطب الجنحي في دعوى مدنية أخرى، تتعلق بالتعويض عن الأضرار التي يمكن أن تكون لحقت مارسيانو، أصدرت هيئة الحكم بمحكمة القطب الجنحي حكما جديدا في ملف «ورثة اكديرة»، يقضي بإدانة أربعة أشخاص من ورثة المستشار الملكي بستة أشهر حبسا موقوف التنفيذ وأداء تعويض مالي للمتضرر مارسيانو، قيمته 45000 درهم. وحسب دفاع وكيل أعمال مستشار الملك الحسن الثاني، فإن ورثة أحمد رضا اكديرة، سبق لهم أن رفعوا 60 قضية أمام المحاكم، حاولوا من خلالها النيل من سمعة موكله الذي أنصفته المحاكم وأصدرت أحكاما لصالحه في 60 قضية، كما أمرت برفع 42 حجزا تحفظيا، بعد أن بوشرت مساطر تنفيذها على الشركات التي يديرها وكيل أعمال المستشار الملكي الراحل. وانفجر ملف «ورثة اكديرة» قبل سنوات، عندما انتهت أيام الود بين مارسيانو وورثة المستشار الملكي، وسرعان ما انتقل الصراع إلى ردهات المحاكم، عندما تقدم المحامي محمد زيان بدعوى مدنية نيابة عن ورثة اكديرة، يدعي فيها الورثة أن المستشار المتوفى سنة 1995 سبق له أن اقتنى من رجل الأعمال جوزيف مارسيانو أملاكا عقارية، ليطالب دفاع مارسيانو بأن يحضر الورثة عقد البيع أمام هيئة المحكمة، وهو الأمر الذي لم يتم. وحسب المحامي سعيد أمهلول، فإن ورثة كديرة، كانوا يهدفون، من وراء رفع الدعوى المدنية المذكورة، إلى تسجيل تقييدات احتياطية والقيام بحجوزات على شركات يملكها موكله جوزيف مارسيانو، لكن هيئة المحكمة فطنت للأمر وقررت رفض طلب ورثة اكديرة. وزاد محامي مارسيانو قائلا: «مازالت المحكمة لم تنظر بعد في دعوى مدنية رائجة تتعلق بالتعويض عن الأضرار الكبيرة التي تعرض لها مارسيانو كمواطن مغربي يتمتع بكامل حقوقه المدنية والسياسية والدينية، إن الرجل يعمل في مجال الإنعاش العقاري، شركاته تعرضت لحجز أثر على أدائها، كما مست سمعته التي لا يملك سواها في سوق العقار، ومنذ 3 سنوات وورثة اكديرة يعمدون إلى رفع دعاوى مدنية للنيل من سمعة موكلي، وننتظر أن تنصفه العدالة». وسبق لورثة المستشار الملكي أن خسروا دعاوى قضائية رفعوها ضد وكيل أعمال والدهم، كاتهامه بتحويل مبالغ مالية مهمة من أموال مشتركة بين المستشار الملكي وجوزيف مارسيانو، متهمينه بتزوير توقيع فريد اشبيشيب صهر المستشار الملكي، وقد قضت المحكمة بعدم متابعة مارسيانو، وكيل أعمال رضا اكديرة، مما نسب إليه. وكانت المحكمة قد قررت، يوم 17 نونبر المنصرم، عدم مؤاخذة رجل الأعمال مارسيانو بما يتهمه به ورثة رضا اكديرة. وكان اكديرة يرأس جبهة الدفاع عن المؤسسات الدستورية (لفديك) وقد ترك بعد وفاته، في منتصف دجنبر سنة 1995، ثروة طائلة فاجأت قيمتها محيط الملك الحسن الثاني. وكان اكديرة، يملك فيلا بتمارة مساحتها ثلاثة هكتارات، إضافة إلى عمارة من خمسة طوابق بالرباط وإقامة شاطئية بشاطئ «كابيلا» وشقتين فاخرتين بفرنسا بالمقاطعة السادسة. وخلف اكديرة تركة تتكون أيضا معمل من ل«الجينز» في سطات وتجزئتين سكنيتين إحداهما تدعى «باكاتيل» والأخرى «سندباد». وترك حسابات بنكية وأسهما بشركة أونا، ومطعما وعلبة ليلية وشركات استثمارية بأوروبا.