اعترف حميدو لعنيكري المفتش العام للقوات المساعدة، في لقاء نادر حصل بالصدفة مع الصحافي علي المرابط، الثلاثاء المنصرم، بفندق روايال منصور الدارالبيضاء، بأن نظام العهد الجديد لم ينصفه. وجاءت لحظة الاعتراف هذه من المدير العام السابق لإدارة مراقبة التراب الوطني عندما فاجأه المرابط بالقول «السيد لعنيكري، لقد قضيت كل وقتك في تصويري والتجسس علي ورفع التقارير عني إلى السلطان، لكن ها أنت تلاحظ أني لازلت على قيد الحياة، فيما أنت...»، ليجيبه لعنيكري بالقول: «هذه القضايا لم تعد تهمني الآن...»، قبل أن يقاطعه المرابط قائلا: «أعتقد أنك رأيت ما الذي وقع لإدريس البصري. لقد كان أقوى وأهم منك، لكن لاحظ كيف انتهى نهاية درامية». وقبل أن ينهي المرابط كلامه، رد العنيكري بالقول: «كل شيء له نهاية». وتبقى أقوى اللحظات في هذه الدردشة بين الإثنين هي عندما قال المرابط للعنيكري: «في نهاية المطاف، أؤكد لك أني لا أحمل لك في صدري أية ضغينة، فأنت كنت مجرد أداة في يد النظام»، ليرد عليه لعنيكري في تأثر عجز عن إخفائه: «نعم، إنك على حق». وكانت هذه الجملة آخر ما قاله لعنيكري للمرابط في نهاية هذه الدردشة القصيرة، لكنه قبل أن يغادر مكان اللقاء بينهما بالفندق، مد يده إلى المرابط وصافحه بحرارة. وكان لعنيكري وراء متاعب كبيرة لعلي المرابط عندما كان الأخير يدير جريدتيه «دومان مغازين» بالفرنسية و«دومان» بالعربية، إذ يؤكد المرابط أن لعنيكري عندما كان مديرا ل«الديستي» كان يتضايق بشدة من كل ما كان يكتبه من مقالات تنتقد النظام أو بعض رجال السلطة.