[email protected] قبل حلول السنة الجديدة بنصف ساعة كنت غارقا في قراءة كتاب عن أوجين ديلاكروا سمعت طرقا خفيفا فتحت الباب لأجد جاري الشاب يقدم لي حلوى قال لي إنها حلوى رأس السنة لم يكن لوحده كانت برفقته زميلته أو هكذا اعتبرتها جاءت ليحتفلا برأس السنة وأشياء أخرى، بدأت أتساءل عن جدوى هذا الاحتقال وعن جدوى وجود الداودية ونجاة اعتابو بقناتينا الأولى والثانية هل لكي نقول العام زين ونظهر نحن أيضا سعادتنا ألا يدعو الأمر للتساؤل لماذا نحتفل نحن المغاربة؟ هل بحكومتنا الجديدة التي لن تقدم أي جديد؟ هل بمنجزاتنا الرياضية والفنية الباهتة؟ أم بمنجزاتنا السياسية الأبهت؟ هل نحتفل لأننا شعب سعيد ومرتاح؟ هل نحتقل لأنه لدينا سياسيين محنكين يدافعون عن قضايانا في الداخل والخارج هل نحتفل بوفاة أؤلئك الصبية بأنفكو المنسية؟ أم بتفجيرات سيدي مومن هل نحتفل بالزيادة في الأسعار واعتقالات صفرو هل نحتفل لفقداننا تنظيم المعرض الدولي بسبب المراحيض هل نحتفل ونسعد أم نندب حظنا التعيس لماذا ننافق ونظهر سعادتنا، علينا أن نخجل من وضعيتنا في أسفل التنمية البشرية وحقوق الإنسان وحرية الصحافة لماذا نحتفل وأبناؤنا يموتون يوميا على ظهور القوارب وفي القرى النائية ومعطلونا يهانون أمام البرلمان لماذا نحتفل ونحن نتعرض للابتزاز يوميا في الإدارات والمستشفيات وحتى الطرقات، الغني فينا يزداد غنى والفقير يزداد فقرا وتخلفنا عن التقدم يزداد بمئات السنوات. حلوى وخمر ورقص ومجون كل هذا احتفالا بالسنة الجديدة احتفلنا بالسنوات القديمة والتي كانت هي الأخرى جديدة فلم تقدم لنا سوى مزيدا من المشاكل والأزمات علينا أن نكف من النفاق ونختبئ في منازلنا لنعد همومنا ومشاكلنا لا أن نخرج إلى الشوارع لنطلق الشهب ونرقص لا نريد رسميات وبروتوكولات ومساحيق التجميل على مزبلة التخلف علينا أن نعيد مراجعة أنفسنا اكثر من مرة. سنة جديدة والشعب المغربي...؟