تخوض أزيد من 800 شاحنة متخصصة في نقل الرمال بمنطقة العرائش إضرابا عن العمل منذ أزيد من أسبوعين وذلك بسبب الصراع الدائر بين تعاونية أرباب شاحنات لنقل الرمال ومواد البناء بالعرائش وسكان منطقة «أولاد صخار»، الذي يقع مقلع الرمال الذي تستفيد منه التعاونية فوق تراب جماعتهم. فصول هذا الصراع بدأت حين رفض سكان «ولاد صخار» تحميل الشاحنات بالرمال باستعمال المعاول واستبدالها بالجرافات، وهو ماسيؤدي حسب التعاونية إلى حرمان المئات من عمال الدواوير المجاورة من لقمة العيش التي كانوا يقتسمونها فيما بينهم ك (الرحامنة، أولاد الغماري، الحوالا، الغوازي، الهيايضة). من جهتهم قرر سكان هذه المناطق غلق جميع الطرق المؤدية للمقلع والتي تمر بأراضيهم وتوقيف الشاحنات التي ستعمل على نقل الرمال «ما داموا قد حرموا من العمل بالمقلع وأصبح ذلك يهدد مستقبل أولادهم»، حسب تعبيرهم. ولم تتدخل لحد الآن السلطات المحلية والإقليمية لحل المشكلة وفرض القانون على الجميع وفك الحصار الذي يضربه سكان هذه المناطق على المقلع. ولم تفض الحوارات التي باشرتها الأطراف إلى أي حل، ففي الوقت الذي اقترحت التعاونية أن تمنح تعويضا ماديا على «الجرافات» دون الحاجة إلى استعمالها وشحن الرمال باستعمال المعاول حتى يستفيد أبناء المناطق المجاورة من فرص للعمل، رفض سكان «ولاد صخار» هذا الاقتراح وأصروا على استعمال الجرافات، معتبرين أن المقلع يقع في أراضيهم وهم الوحيدون الذين يحق لهم الاستفادة منه. وتؤكد بعض المصادر من عين المكان أن توقف شحن الرمال من مقلع «ولاد صخار» لن تقف انعكاساته السلبية على تعاونية أرباب الشاحنات ونقل الرمال وما يتبعهم من مئات الأسر المهددة بالتشرد بل ستمتد تبعاتها إلى قطاع البناء والتعمير بالمنطقة ما دام أن هذا المقلع يعتبر المزود الرئيسي لقطاع البناء بجهة طنجة – تطوان وهو ما قد يدفع المقاولين في مجال قطاع البناء للدخول مباشرة في قلب هذا النزاع لدفع السلطات المحلية والوطنية إلى إيجاد حل سريع، خاصة وأن مادة الرمال تعرف أثمانها ارتفاعا في ظل النقص الحاد والخطير في كمياتها الموجودة بالسوق.