حاول عباس الفاسي، الأمين العام لحزب الاستقلال، إقناع عدد من البعمرانيين، الذين التقاهم على هامش احتفال حزبه بذكرى تقديم وثيقة الاستقلال بمدينة العيون، بأهمية العودة إلى ممارسة العمل السياسي بمدينة سيدي إفني، بعد الانتكاسة التي عرفها الحزب مؤخرا بالمنطقة، إثر التصريح الذي أدلى به أمينه العام لوسائل الإعلام الوطنية والدولية، والذي أكد فيه عدم وجود أي أحداث بالمدينة صبيحة السبت الأسود، وبعد تأشيره كوزير أول على قرار عزل الحقوقي إبراهيم سبع الليل من الوظيفة العمومية. وحسب مصادر استقلالية حضرت الاجتماع، فإن الأمين العام عمد إلى الرفع من معنويات مناضليه بالتطرق إلى التهميش الذي عانته المنطقة بشكل عام، ومدينة سيدي إفني على وجه الخصوص، مذكّّرا بالإكراهات التي واجهت الحزب بالمنطقة منذ خمسينيات القرن الماضي. كما أشار إلى العراقيل التي اعترضت سبيل التنمية بالمدينة وعلى رأسها ما أسماه «قلة الرصيد العقاري»، مركزا على التاريخ البطولي لقبائل آيت بعمران وجهادها ضد المستعمر، وداعيا جميع المناضلين إلى ضرورة إعادة هيكلة الحزب بالمنطقة عبر تقوية الفروع وتعزيزها بالأطر والنخب المحلية، وإعادة إحياء فروع المنظمات والهيئات الموازية والتقرب من المواطنين والاستماع إلى مشاكلهم الآنية والمستقبلية. كما عبر عن استعداد الوزراء والبرلمانيين الاستقلاليين لتنظيم زيارات عمل لسيدي إفني بهدف التواصل مع الساكنة والمنتخبين والفاعلين المحليين. يأتي هذا اللقاء في سياق استعدادات الحزب للعودة القوية إلى دواليب الشأن المحلي بمنطقة آيت باعمران بعد أفول نجمه وصعود نجم السكرتارية المحلية وسيطرتها المطلقة على دواليب تسيير المجلس البلدي للمدينة، كما يأتي في إطار الاستعداد المبكر للاستحقاقات الانتخابية لسنة 2012، وقد اختار الفاسي مدينة العيون للتأكيد على رغبته في مصالحة أهالي آيت باعمران، باعتبارها المدينة التي احتضنت تصريحه الشهير بنفي الأحداث، وهو أيضا محاولة لتجاوز سلبيات الماضي، خاصة أن القيادات الوطنية لحزب الاستقلال لم تزر سيدي إفني منذ حوالي 30 سنة. يشار إلى أن اللقاء مع الفعاليات الاستقلالية البعمرانية حضره، إلى جانب الأمين العام، عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب، وعلى رأسهم «سعد العلمي، امحمد الخليفة ، حمدي ولد الرشيد، شيبة ماء العينين»، كما حضر إلى جانب هؤلاء علي شحور المفتش السابق للحزب بكلميم بعد تبرئة ساحته مؤخرا من تهمة الإشراف على تنظيم عمليات الهجرة السرية بمناطق آيت باعمران.