رغم أن الفرنسي هيرفي رونار المدرب الجديد للمنتخب الوطني سيتم تقديمه على الأرجح بشكل رسمي يوم الإثنين المقبل بمعية طاقمه التقني المساعد، إلا أن جامعة الكرة «بلا حيا بلا حشمة» مازالت تواصل الحديث عن أن لجنة هي التي ستختار المدرب بين قائمة من المرشحين، تضم بحسبهم الإيطالي تراباتوني والمصري حسن شحاتة والتونسي فوزي البنزرتي، بل إن مسؤولي الجامعة يصرون على «دفع» السنطيحة، من خلال الترويج إلى أن تراباتوني والبنزرتي قد حلا بالمغرب من أجل التفاوض حول تدريب المنتخب الوطني. هنا لابد أن نجدد الإشارة مرة أخرى إلى أن رونار اتفق مع فوزي لقجع رئيس الجامعة على كل التفاصيل المتعلقة بارتباطه بالمنتخب الوطني منذ مدة طويلة، وأن المدرب المساعد مصطفى حجي ينسق معه منذ مدة، بل إن حجي هذا الإسم الذي أحببناه كلاعب كرة ظل منذ فترة طويلة يبث السموم في محيط المنتخب الوطني، بل ويتحدث هنا وهناك عن أنه لولا وجوده لكان هناك «انفجار» داخل المنتخب، بل ولم يتردد في أكثر من مرة في الخروج إلى الإعلام ليتحدث عن علاقة متوترة بينه وبين الزاكي، وعن أشياء أخرى هدفها «تسميم» الأجواء وليس تصفيتها، فألا يعد هذا خطأ مهنيا كان يفرض الاستغناء عنه !؟ أما حكاية اللجنة التي شكلتها الجامعة فإنها تستحق أكثر من وقفة، لنفهم كيف تدبر الأمور اليوم داخل جامعة الكرة، وكيف أن القائمين على شؤونها يعتقدون أن المغاربة بلداء. لاحظوا أولا كيف أن اللجنة لا تضم في عضويتها رئيس الجامعة فوزي لقجع، مع أنه هو الذي فاوض المدرب رونار وهو الذي جالسه، وهو الذي اتفق معه على كل شيء ! تضم اللجنة رئيس الرجاء محمد بودريقة، الذي يشغل مهمة النائب الأول لرئيس الجامعة، فإلى وقت قريب كانت علاقة بودريقة بالجامعة متوترة، لكن الأمور عادت اليوم إلى مجاريها، وجرت مياه كثيرة تحت الجسر، لذلك، فإن بودريقة اليوم لا يتولى فقط الدفاع عن قرار المغرب، بل إنه يروج له، والسؤال كيف لمن لم ينجح في اختيار مدرب لفريقه أن يفعل ذلك في المنتخب الوطني، ثم إن الجامعة اليوم تسير على خطى بودريقة، في طريقة التضليل والترويج لمعطيات مغلوطة. بودريقة لم يحترم نفسه ولا فريقه الرجاء ولا جمهوره العريض، ولا المغاربة عندما أصر على التواجد في لجنة صورية. الإسم الثاني في اللجنة هو سعيد الناصري، رئيس الوداد ورئيس العصبة الاحترافية. لو كان الناصري يحترم نفسه ويحترم المهمة التي جاء من أجلها إلى الجامعة وهي رئاسة العصبة الاحترافية، لما قبل أن يتواجد في هذه اللجنة الصورية، فمهمة رئيس العصبة الاحترافية لا علاقة لها بالمنتخبات الوطنية، التي هي من صميم عمل الجامعة، بينما مهمة العصبة الاحتراقية هي البطولة وتنظيمها وكل الأمور المتعلقة بها. أكثر من ذلك، فإن الناصري الذي أصبح اليوم رجل ثقة لقجع، والظل الذي لا يفارقه، يعرف بدوره أن رونار هو المدرب، فماذا سيقول غدا لجمهور الوداد الذي لن يقبل أن يكون رئيسه طرفا في لعبة مفضوحة، وماذا سيقول للرأي العام عندما يتم تقديم رونار مدربا رسميا للمنتخب الوطني.. لكن للأسف الشديد، عندما تختلط السياسة بالرياضة، والعلاقات الخاصة بالعامة، والمصالح باللعبة، لا يمكن إلا أن نتابع هذه المهازل. نور الدين بيضي، الذي سبق له أن وجه اتهامات بالتلاعب للبطولة، وعرض على لجنة الأخلاقيات، والرجل الذي هدد بالاستقالة إذا تمت إقالة الزاكي، هو اليوم واحد من أعضاء اللجنة، تخيلوا أن بيضي المدرب والرئيس وكل شيء، سيختار مدرب المنتخب الوطني.. فقط تخيلوا الأمر. يوسف روسي المدير التقني للرجاء، والذي يعرف أيضا أن المدرب تم اختياره هو أيضا عضو في اللجنة، والسؤال لماذا يصر روسي على أن يكون بدورها طرفا في هذه الفوضى، هل عضوية المكتب الجامعي تدفع المرء إلى أن يفعل أي شيء. رشيد الطوسي الذي سبق له أن درب المنتخب الوطني، والمدرب الحالي للرجاء قبل بدوره المشاركة في هذه المسرحية، مع أنه لا يمكن لأي مدرب في العالم يحترم نفسه أن يقبل إقالة مدرب دون أن يكمل مهمته. هؤلاء الذين قبلوا التواجد في هذه اللجنة الصورية، التي تعد نسخة مشوهة من اللجنة التي سبق أن شكلها رئيس الجامعة السابق علي الفاسي الفهري لاختيار المدرب، كتبوا النهاية، وكشفوا معدنهم. بمثل هؤلاء «الطعارجية»، وبمثل هؤلاء الذين لا يحركون ساكنا وبمثل هؤلاء الذين تحركهم آلات التحكم عن بعد ستظل كرتنا تعاني. للأسف كنا نعتقد أن جامعة الفهري سيئة، لكن اتضح اليوم أن جامعة لقجع أسوأ بكثير، والأكيد أن مسلسل العبث سيتواصل.