بعد وقت قصير من التحاقه بفريق برشلونة الإسباني، استطاع السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، البوسني الأصل، أن يثبت أنه واحد من أفضل المهاجمين في أوروبا، وأكد أن مراهنة المدرب بيب غوارديولا عليه لم يعد محط جدل أبدا. إنه المهاجم الذي يبحث باستمرار عن الهدف، وينجح في ذلك باستمرار أيضا. ووضع إبراهيموفيتش كل الشكوك التي حامت حوله جانبا وأكد أنه أفضل بديل للكامروني صامويل إيتو، الذي التحق بداية الموسم الحالي بفريق أنتر ميلانو الإيطالي، وبذلك لم يجد مدرب البارصا أية مشكلة أمام أنصار النادي الذين عبروا أكثر من مرة عن تعاطفهم مع إيتو، بل عارضوا بقوة مغادرته النادي. وكان غوارديولا منزعجا بشكل شخصي من اللاعب إيتو، الذي كان لا يتردد في الإفصاح عن مشاعره بوسائل مباشرة، وعبر أكثر من مرة عن غضبه من المدرب الذي كان ينحاز من قبل للبرازيلي رونالدينو، وفي النهاية استطاع غوارديولا أن يتخلص منهما معا، من رونالدينو الذي تراجع مستواه كثيرا، ومن إيتو الذي لم يكن يتوقف عن الشكوى، وقذف بهما معا نحو إيطاليا.. ونحو مدينة واحدة هي ميلانو. ويبدوغ غوارديولا اليوم سعيدا بشيئين، وهو أنه استطاع أن يحقق إنجازا تاريخيا كبيرا لم يحققه مدرب من قبل، سواء في فريق البارصا أو في فريق آخر، وذلك عندما فاز بكل الألقاب الممكنة داخل وخارج إسبانيا، وثانيا لأنه يتوفر على لاعبين يثبتون كل يوم أنهم الأفضل والأكثر انسجاما وتناسقا، وأن الصفقة التي راهن عليها مع إبراهيموفيتش كانت رابحة جدا، وحصل على هداف من طراز نادر. ويشكل إبراهيموفيتش حاليا، مع الأرجنتيني ليونيل ميسي، ثنائيا من النادر أن يحصل عليه فريق آخر، كما أن غياب أحدهما عن مباراة ما لا يترك فراغا كبيرا في الفريق لأن كلا منهما قادر لوحده على التهديف في أي وقت وفي كل الظروف. وكان كثيرون يتوقعون أن يجد إبراهيموفيتش صعوبة في التأقلم مع أجواء الليغا الإسبانية، المعروفة بسرعتها الكبيرة وإلحاح جمهورها الذي يطالب بالمتعة والأهداف معا، غير أن تلك التكهنات لم تحدث بالمرة، وأكد اللاعب السويدي أنه يتأقلم مع كل الظروف ويعرف جيدا كيف يلبي احتياجات جمهور ملحاح. وعلى الرغم من أن إبراهيموفيتش بدأ مبارياته مع البارصا وهو مصاب في ذراعه، إلا أنه استطاع أن يحقق حتى اليوم رغبته في أن يسجل هدفا في كل مباراة تقريبا، وتفوق بذلك على هدافين معروفين في الليغا الإسبانية، مثل لاعب بلنسية فيلا ولاعب ريال مدريد هيغوايين. غير أن إبراهيموفيتش لا يتوفر فقط على موهبة اقتناص الأهداف، بل إنه صاحب التمريرات القاتلة وصانع ممتاز لخطط التسجيل، وهو ما أثبته في عدد من المباريات التي لم يسجل فيها، لكنه ساهم بشكل فعال في صناعة الأهداف، ومنح رفاقه كرات من ذهب. ويسير إبراهيموفيتش نحو سنه الثلاثين التي سيكملها بعد سنتين، لكنه يبدو كما لو أنه في سنوات العشرين الأولى، حيث لا يزال يتوفر على موهبة التسجيل بالرجل اليمنى، التي سجل بواسطتها ثمانية أهداف، وبالرأس، حيث سجل به هدفين، إضافة إلى أنه يسجل برجله اليسرى أيضا حين تتطلب الظروف ذلك. ويبدو اليوم أن إبراهيموفيتش قد ولد من جديد على ملاعب الكرة الإسبانية، مع أنه تألق سابقا مع فرق أخرى، وخصوصا في نادي أنتر ميلان الإيطالي، الذي كان محطته ما قبل البارصا، لكن وصوله إلى إسبانيا جعل منه لاعبا مكتمل الموهبة.