عقدت قيادة الحزب العمالي وعدد من أطره لقاء مع قياديين من الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية صباح أول أمس الأحد ببوزنيقة من أجل تدارس سبل توحيد قوى اليسار. واستمر اللقاء بين قيادتي الحزبين من الساعة العاشرة صباحا تقريبا إلى حوالي الساعة الواحدة بعد الزوال. ومثل الاتحاد الاشتراكي في هذا اللقاء عضوا المكتب السياسي عبد الحميد الجماهري و إدريس لشكر. وبدا رئيس الحزب عبد الكريم بنعتيق حريصا على عدم إثارة فكرة الاندماج، بقدر ما كان حريصا على التحدث عن فكرة توحيد كافة قوى اليسار لمواجهة التحديات التي تواجهه حاليا. وقال بنعتيق في تصريح ل«المساء»:«لقد فتحنا نقاشا سياسيا حول القضايا الأساسية»، وتساءل: «هل الإرث التاريخي لليسار بشكل عام كاف لمواجهات التحديات المستقبلة؟». وأضاف بنعتيق أنه لمس لدى قيادة الاتحاد الاشتراكي رغبة في التعاطي بشكل إيجابي مع فكرة توحيد اليسار وفتح حوار بهذا الشأن، ولمس لديها مقدرة على الإنصات بكل تواضع بعيدا عن لغة التعالي. وقال إن على اليسار أن يتخلى عن الحنين إلى الماضي، لأن كل تحليل مبني على الحنين للماضي هو تحليل عاطفي، مضيفا بأنه يتعين على اليسار أن يعمل بالمقابل على الخروج من الذاتية الضيقة لتأسيس عمل سياسي وحدوي مشترك «بفتح حوار هادئ ورزين بعيدا عن أي استحقاق تنظيمي». وكان الحزب العمالي قد عقد اجتماعا يوم السبت الماضي ببوزنيقة ضم 70 إطارا من الحزب من أجل تدارس موضوع وحدة اليسار. وخلال هذا الاجتماع قدمت وثيقة سياسية تطرقت إلى المشهد السياسي، خاصة بعد انتخابات 2007 وانتخابات 2009 الجماعية التي أبانت عما أسمته الوثيقة ب«الأزمة السياسية». وجاء في هذه الوثيقة «كشفت انتخابات 2007 و2009 عن أزمة سياسية كانت من تجلياتها الصادمة أزمة تمثيل على مستوى مجلس النواب، وزاد الوضع تأزيما تشكيل حكومة خارج المقاييس الديمقراطية المتعارف عليها. وتبين أن المشهد السياسي بكامله تكريس للعبث وتعبير عن فوضى سياسية، واعتبرت فيه الأحزاب مجرد مكمل في مشهد سياسي تم ترتيبه مسبقا، وأن ما خرج من صناديق الاقتراع لا يعني بالضرورة تعددية سياسية». واعتبرت الوثيقة أن الهزائم الانتخابية التي حصدها اليسار بشكليه الحكومي والمعارض تفرض إعادة قراءة طبيعة المرحلة السياسية في أفق بلورة مشروع سياسي موحد بين جميع مكونات هذا اليسار. وورد في الوثيقة أن « طبيعة المرحلة التي نعيشها تقتضي منا كقوى تقدمية أن لا نتوجه لبعضنا البعض بكيل الاتهامات وتحميل المسؤوليات وإلقاء اللوم والتشكيك. إن المهام العاجلة المطروحة علينا اليوم هي تقوية الذات والخروج من التيه السياسي وإيقاف نزيف التدمير الذاتي والقراءة السياسية العدمية والحد من كل أشكال الشتات التنظيمي وبلورة مشروع وحدوي لتقوية موقعنا التفاوضي».