للسنة الدراسية الثالثة تواليا، يجد تلاميذ المجمع الحسني، أحد أكبر المجمعات السكنية في طنجة، أنفسهم مجبرين على الانتقال إلى مؤسسة إعدادية أخرى أو انتظار سنة بيضاء، بسبب التأخر الكبير الحاصل في إنجاز ثانوية قرب المجمع، وهو الوضع الذي تتقاذف مسؤوليته نيابة التعليم والمقاولة المكلفة بالمشروع. ومنذ سنة 2013 يعاني تلاميذ أحياء مثل النور والعزيزية والبيت العتيق والحسني، من عدم إتمام مشروع الثانوية، حيث يضطرون إلى اللجوء إلى إعدادية أخرى بمنطقة سيدي إدريس البعيدة جدا عن مكان سكناهم. لكن المشكلة تفاقمت مع بداية الموسم الدراسي الجديد، حيث فوجئ آباء التلاميذ، من جديد، باستمرار إغلاق المؤسسة بحجة عدم إتمام الأشغال، بعدما كان يفترض أن تفتتح، حسب وعود نيابة التعليم، نهاية الموسم الماضي. وتكمن صعوبة المشكلة هذه السنة، في كون التلاميذ الجدد سيجدون صعوبة في متابعة دراستهم، إذ إن المؤسسة التي اعتادوا الالتحاق بها بمنطقة سيدي إدريس تعاني من اكتظاظ كبير. وحسب ممثلين عن أولياء أمور التلاميذ، فإن نيابة التعليم وعدتهم بأن تسجيل أبنائهم في المؤسس المذكورة سيكون مؤقتا إلى حين افتتاح المؤسسة في غضون شهر ونصف. غير أن الآباء الذين شاركوا رفقة أبنائهم في وقفة احتجاجية صباح أول أمس الاثنين، قالوا إن وضعية المؤسسة لا تنبئ بأن الأشغال ستنتهي في غضون شهر ونصف، حيث إن الأوراش متأخرة بشكل كبير. وفي ظل صمت نيابة التعليم، التي اتصلت بها «المساء» دون الحصول على أي جواب، يقول الآباء إن أصل المشكلة يرجع إلى تأخر الشركة المكلفة بالورش في إنجاز العمل المنوط بها، وبالمقابل عدم قدرة النيابة على إيجاد حل لهذه المشكلة. وما يؤرق الآباء، حسب تصريحاتهم، هو الخوف من تسبب هذا التأخر في سنة بيضاء لأبنائهم، أو في أحسن الأحوال معاناتهم مما يصفونه ب»التشرد المدرسي» جراء نقلهم إلى مؤسسات بعيدة.